• chapter 27 •

1.5K 129 56
                                    

~ كان شغوفًا بالكتب ، أكثر من شغفه بالحياة .. ~
                                
- كارلوس زافون -
______________________________

نزلت الدرج ببطئ و حذر ، فهذا مكان مشبوه في النهاية ، تشيبي لا يزال يمشي قبلي ، أنا حقا شاكرة لعثوري على هذا الكائن اللطيف ، إنه مساعد بشكل كبير !
الدرج طويل حقا ، و ضيق نوعا ما ، إضافة الى أنه مظلم ، فلولا توهج تشيبي المستمر ، لسقطت هنا حتما .

مرت بضع دقائق و المكان بدأ يصبح أكثر اتساعا شيئا فشيئا ، الى أن وصلت الى أرض مستوية رأيت في آخرها ضوءا ، على الأرجح غرفة أو شيء كهذا ، فحثثت قدماي على الاسراع و لم أمنع نفسي من تفقد الحائط و السقف بسرعة ، فالأماكن مثل هذه ، تكثر بها الأفخاخ القاتلة.

بعد أن تأكدت من سلامة المكان ، واصلت طريقي نحو مصدر الضوء ، لأصل بعدها الى غرفة واسعة كما توقعت تماما ، منارة بالعديد و العديد من المصابيح الزيتية ، و قد كانت كبيرة حقا ، في منتصفها قبعت طاولة مستديرة مسقولة بعناية ، تلتف حولها كراسي غريبة الشكل ، أظنها كانت غرفة اجتماعات أو شيء كهذا يوما ما ، و في زاوية الجانب الأيمن تواجد مكتب فاخر نوعا ما ، و استطعت لمح عدة أوراق متناثرة ، لأتجه ناحيتها لا إراديا .

كانت تبدو كرسائل كان كاتبها مستعجلا لإنهائها ، و في الواقع ، أستطيع القول أن معظمها ليس كاملا ، بل مجرد كلمات متناثرة لا معنى لها ، لا بد أن هذا الشخص كان يتمتع بعقل فوضوي حقا .
قلبتها قليلا لتقع عيني على واحدة بدت من الوهلة الأولى مميزة ، فعلى عكس الرسالات السابقة ، كانت هذه مكتوبة بخط واضح منمق ، و بتنظيم مثالي ، فحملتها متفحصة الورق الخشن الذي كتبت عليه ، ثم جلست على الكرسي ، لأشرع في قراءتها ..

" أنت يا من تقرأ رسالتي ، أنت مجهول بالنسبة لي ، لكن السبب الوحيد الذي يجعلك تحمل هذه الرسالة بين يديك ، يعود الى كونك ذو دم ملكي ، أو تتمتع بقوة لا مثيل لها ، و أنا أرجح الاحتمال الثاني ، هذا الأمر مكنك من دخول الغرفة الخاصة ..
على الأغلب أنه في هذه اللحظة بينما أنت هنا ، مدينتنا الحبيبة قد أضحت خاوية على عروشها ، و الأوان قد فات بالنسبة لنا ..
على الأغلب أن ألفيات مضت و هذا الشعب العظيم فقد الأمل في أن يتحرر يوما ما ، على عكسي ..

يا أيها الغريب ، أنا ماريان جانماس الثالث ، و الإبن الوحيد لعائلة جانماس ، أؤمن أنك بقوتك هذه ، ستحررنا جميعا ، و لو طال الزمن ..
سأترك برفقتك بعضا مما قد يساعدك على فهم ما أنت به ، المفتاح في الدرج سيدلك على كل شيء .

و تذكر ، مدينة الملائكة هي عالم بحد ذاته ، و ليست مجرد معبر من عالم لآخر "

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن