• chapter 12 •

2.7K 181 21
                                    

~ هل تُدْرَك يَا سَيِّدِي الْعَزِيزِ مَا مَعْنَى أَن لَا يَعْرِفَ الْإِنْسَانُ إلَى أَيْنَ يَذْهَب ؟ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَبُدّ لِكُل إنْسَانٍ أَنْ يَسْتَطِيع الذَّهَابُ إلَى مَكَان مَا . ~

دوستويفسكي
________________________

- مدينة الملائكة ؟
كررت ورائه بخفوت محاولة تذكر أين سمعتها، يبدو الإسم مألوفا بشكل ما .
- نعم ، مدينة أنقياء القلوب ، لا تقبل أن يعبر بوابتها شخص بقلب أسود و أنت بصدد البحث عن مفتاح فتحها .
أجاب عاقدا يديه على صدره لأسأله مجددا مستغلة فرصة العثور على إجابات محددة و واضحة .
- و لكن أين تقع تلك البوابة ، ما هي مدينة الملائكة  و لماذا أنا أبحث عنها ؟

صمت للحظات ثم أجاب :
- لا تتخذ مكانا دائما و يمكنني القول أنها  فاصل بين عالمنا و عالمهم .
ابتسامة سخرية لا إرادية صدرت عني قبل أن أقول :
- أوه ، تقصد ذلك العالم الذي يرفض الجميع اخباري عنه بحجة أن ذلك منافي لقوانينهم السخيفة ؟ لكنك لست من عالمهم حتى و تعرف الكثير لذا لا ضرر في إخباري حقا ..

- هناك قوانين حقا تمنعهم من إخبار سكان هذا العالم حول عالمهم ، و نحن أنصاف السحرة لم نعد تقنيا بشريين ، كما أنهم يظنونك بش..
ثم صمت فجأة كأنه إكتشف ما كاد يتفوه به و بالطبع لم أضيع الفرصة و قلت متسائلة بفضول :

- يظنون أنني ماذا ؟
لم يشبع فضولي أبدا بل كل ما فعله كان تحريكه رأسه يمينا و شمالا دلالة على النفي ثم أضاف :
- لا عليك ، أظن الوقت حان لرحيلك ، استمتعت حقا برفقتك و لنا لقاء آخر .
- حسنا وداعا .
أومئت بعد توديعه برسمية و اتجهت ناحية الباب ليردف :
- ستجدين واحدا من رجالي ليساعدك على العودة لمنزلك .
- لا بأس أتيت بدراجتي و حفظت الطريق .

- حسنا إذا .
- في الواقع لدي سؤال أخير ، هل تعيش هنا ؟
- بالطبع لا !
أجاب مع قهقهة خفيفة ثم أضاف :
- أنا أقضي الكثير من الوقت هنا بسبب عملي لكن أعيش في منزل عادي و لدي زوجة ، و أبناء في مثل سنك تقريبا ..
- حقا ؟ سأود لقائهم يوما ما و بالمناسبة ، المرة القادمة لا ترسل كل أولئك الرجال لجلبي ، كان بامكانك إخباري فقط و أنا سآتي بقدماي عندك .

- آسف ، لكني كنت حقا متشوق و من شدة حماسي للقائك أرسلت أكثر من أثق بهم خوفا من أفقد أثرك مجددا .
- مجددا ؟
تسائلت باستغراب و قد طرأ على بالي الآن سؤال تناسيته سابقا ، اذا كان خالي و من عائلتي لماذا لم يقابلني كل تلك السنين و ظهر فقط الآن ، الأمر مريب حقا .. لكنه لم يعطني فرصة طرح السؤال لأنه سرعان ما أضاف :
- الى اللقاء الآن ، اهتمي بنفسك و ثقي دائما بحدسك .

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن