~ الضوء ينتقل أسرع من الصوت..لذلك نرى العديد من الناس لامعين ، قبل أن يتكلموا ~
_______________________أشرقت الشمس بخجل ، معلنة بداية ليوم جديد، و مفاجئات جديدة، إستيقظت بعد ليلة هادئة ، محاولة تناسي فكرة كون ضوء الشمس يصل الى هنا و القصر تحت الأرض ، على كل..دخلت الحمام المرفق بالغرفة ، لأغسل وجهي من آثار ، ثم ارتديت الملابس التي قدمتها نيرايدا لي، كانت مكونة من تنورة قصيرة نوع ما لكن الحركة فيها سهلة ، رمادية ، و قميص أسود .
خرجت من الغرفة لأجد الفتيان ، اضافة الى نيريادا قد انتهوا من تناول الافطار ، لم أكن جائعة فلم آكل شيئا .
-صباح الخير جميعا .
ألقيت تحية الصباح ليردوها ، ثم تسائلت نيرايدا قائلة :
-اذا كنتم جاهزين ، ننطلق ؟
أجبتها بإيمائة خفيفة ، فوقفت و و أشارت لنا بالاقتراب ، أحطنا بها لنشكل دائرة بينما هي إتخذت المنتصف مكانا لوقوفها، ثم بدأت تتمتم بكلام غريب كأول مرة عند الشجرة ، لاحظت أن الخطوط على وجهها تتوهج ، ما لبثت أن شعرت بنفسي أسحب مع دوار بسيط، فتحت عيني لأجد البحيرة أمامي ، و كما توقعت تماما لقد كانت نفسها من حلمي ، فاشتعلت حماسا ، محاولة تناسي الشعور الغريب ، فرؤيتي في حلمي لمكان لم أزره من قبل بتلك الدقة و التفاصيل ، أمر خيالي حقا ! ، اختفى الدوار بعد ثواني من وصولنا ، فقلت موجهة كلامي الى الجنية :
- شكرا نيرايدا .
- لا شكر على واجب .ابتسمت لي ابتسامتها الجميلة ثم قدمت لي شيئان ، الأول كان كيسا قماشيا صغيرا بنفسجي اللون ، فتحته فوجدت بداخله مسحوق ما ذو لون أزرق باهت ، و الثاني كان عبارة عن ورقة ، كتبت عليها كلمات باللغة اللاتينية ، فنظرت نحوها متسائلة لتقول :
- هذا الذي في الكيس هو مسحوق الحقيقة ، عند نثر القليل منه على شخص ما ، اذا تحول لونه الى الأخضر ، فهذا يعني أن الشخص صادق ، أما اذا إسود ، فالشخص كاذب ، و ذو نوايا سيئة ، ظننت أنك بحاجة له يوما ما ، أما الورقة ، فهي تعويذة لاستدعائي عندما تنتهي ، حتى أعيدك من هنا .إنها حقا منقذة ! فقلت بفرح :
-هذا رائع ، شكرا مجددا على كل شيء .
-العفو ، الى اللقاء .
أجابت ، ثم اختفت كأنها لم توجد قط ، لبثت لحظات أراقب الفراغ ، ثم استدرت لمرافقيني ، كانوا مشغولين بمراقبة البحيرة و جمالها الخلاب ، و أردفت :
- هاي أنتم ، لا داعي لمرافقتي الآن ، يمكنكم البقاء هنا و سأذهب لجلب الشيء الذي أحتاج ثم أعود .
- سآتي معك.
قال كريس، أردت الإعتراض لكن نظراته كانت مصرة فتنهدت باستسلام و قلت موافقة :
-حسنا لنذهب .بقيت لحظة أحدق فيما حولي ، الى أن تذكرت الجهة التي ذهبت فيها رفقة ذلك الشخص من حلمي ، فسلكت نفس الطريق ، نفس التفاصيل ، الشجرة ذات الشكل الغريب ، الأحجار المرصوصة بطريقة معينة على الجانب ، الحفرة الشبه كبيرة في الأرض، كل شيء كما هو ، لقد كنت أعرف طريقي جيدا .

أنت تقرأ
• مَدِينَةُ المَلائِكَة •
Fantasyو فِي غَمْرَةٍ أحْدَاثٍ غَرِيبَةٌ تخطت حُدُود الْمَنْطِق ، و خَطَت أَرْض الْخَيَال . . وَجَدَت نَفْسَهَا ، هِيَ الَّتِي لَمْ تُؤْمِنْ يَوْمًا بِالسِّحْر و لَا بالخرافات ، الْمِفْتَاح لِإِيقَاف حَرْب دَامَت مِئات السِّنِين ، و الْقَضَاءِ عَلَى المَل...