~ عامل الناس على مبدأ الفقد لا الدوام ، لئلا يأكل الندم قلبك يوما ما ~
________________________أمسكت آنا قطعة الحجر الجديدة ، و شرعت تحاول تركيبها مع مثيلتها ، هي لوهلة تذكرت ألعاب التركيب التي لطالما كانت تافهة بنظرها ، على عكس سيندي التي كانت مولعة بها ، بينما أخذ دانيال يتفقد هاتفه ، و لم يلحظ أحد شحوبه و إتساع عينيه في صدمة لا مثيل لها ، فقد كانت الفتيات مشغولات بمراقبة آنا و هي تحاول تركيب الجزئين ببعضهما ، و قد واجهت صعوبة في ذلك ، نوعا ما .
- ماذا حدث دان ؟
تسائلت روز في حيرة بعد أن لاحظت ، و أخيرا ، حالة دانيال الغير مبشرة .
- اللايكنز..لقد كانوا في صف نورثن..من البداية .
لم تستطع روز و آليا أنذاك إخفاء الشحوب الذي تمركز على وجهيهما ، نتيجة الخبر الصادم الذي زف إليهما الآن ، بينما آنا تركت ما بيدها و راحت تراقب بدون فهم .- لكن..هذا مستحيل !
همست روز ، بعد أن بدأت تستفيق من صدمتها .
- هل أنت واثق من المصدر ؟ قد يكون مجرد شخص يريد زرع الفتنة لا أكثر..
تحدثت آليا ، و قد أضحت متماسكة أكثر من ذي قبل - كريس..راسلني الآن، لقد كان في العالم الآخر ، هو من أخبرني ، لقد بدأ الخبر ينتشر و الأحوال هناك لا تبشر بالخير أبدا !
و كأن كلام دانيال الأخير ، محى كل ذرة أمل تبقت لدى الفتاتان ، لتشد آليا على شعرها في حركة عصبية ، ثم إبتعدت عنهم ، بينما روز أخفضت كتفيها في إحباط شديد- ماذا حدث ؟ من هم اللايكنز ؟
تسائلت آنا في حيرة هي الأخرى ، و قد شعرت بالإحباط ، الناتج عن إحباطهم ، يتسلل لها هي الأخرى ، دون أن تعلم السبب حتى ، لكنها متأكدة أنه لن ينال إعجابها .
- لا أدري حقا كيف تعلمين عن الجنيات ، و تجهلين اللايكنز ..
أجاب دانيال بشيء من الإستنكار فهزت آنا كتفيها ، منتظرة إياه أن يكمل كلامه .
- اللايكنز ، من أقوى فصائل العالم الآخر ، و أعرقها، هم أصل المستذئبين ، أول لايكن كان نصف إله ، هذا سبب قوتهم العظيمة ، لديهم نفس نظام عيش المستذئبين ، كلهم يمتكلون شعرا رماديا ، تتباين درجاته من أحد لآخر ، كفرائهم تماما عندما يكونون في شكل ذئبهم ، و أعين زرقاء..الأخبار التي وصلتنا هي عن تحالفهم مع نورثن ! أنت لا تفهمين ! هم قوة خالصة ، و نورثن كذلك ، سيزيد التصدع في عالمنا أكثر مما هو عليه ، ستفقد باقي الأنواع ثقتها بنفسها ، و ستبدأ بالإنضمام إلى الطرف الأقوى..لقد كان اللايكنز أملنا في كسب هته الحرب ، لم يبقى لنا إلا أنت الآن..
أضاف بانفعال وجدية كبيرة ، كلماته الأخيرة جعلتها، و رغما عنها ، تشعر بآلاف الأرواح الملقاة على عاتقها تنتظر تخليصها من مصيرها المحتوم.- دانيال ، يجب علينا العودة ، يجب أن نكون هناك الآن، عالمنا يحتاجنا .
قالت روز بحزن أعطى لمعة مميزة على عينيها الزجاجية .
- آنا ، هل ستكونين بخير..بمفردك ؟
تسائل دانيال بشيء من التردد ، بينما عادت آليا إليهم في تلك الأثناء .
- بالتأكيد ، لا تشغلوا بالكم بي ، من الأفضل أن تذهبوا ، روز محقة ، عالمكم يحتاجكم .
أجابت آنا بابتسامة مطمئنة ، ثم حركت عيناها إلى قطعتا الحجر المنفصلتين بكلتا يديها .
- لكن عدوني أنكم ستكونون بخير .
قالت بعد برهات من الصمت ، حيث كانت أفكارهم مختلفة ، لكن تؤول إلى نفس المصب..إنقاد عالمهم..

أنت تقرأ
• مَدِينَةُ المَلائِكَة •
Fantasíaو فِي غَمْرَةٍ أحْدَاثٍ غَرِيبَةٌ تخطت حُدُود الْمَنْطِق ، و خَطَت أَرْض الْخَيَال . . وَجَدَت نَفْسَهَا ، هِيَ الَّتِي لَمْ تُؤْمِنْ يَوْمًا بِالسِّحْر و لَا بالخرافات ، الْمِفْتَاح لِإِيقَاف حَرْب دَامَت مِئات السِّنِين ، و الْقَضَاءِ عَلَى المَل...