04|محاولة فاشلة.

559 73 226
                                    


في الطريق الى منزل جيني، كان الجو بينهم متوترًا يخلوه بعض الغرابه في بادئ الامر، اذ ان سوهو كان يفكر داخليا بمتى نضج اخاه الاصغر، حتى امتلك... حبيبة؟، وانتابه الشعور على نحو تفكير كأنما لرجلا كهلا بأن السنين تجري بسرعه. وفرت منه تنهيدة وابتسامة على نحو لذلك. حتئ ابتدرت هي قاطعة الصمت اولا:

أتظن بأن كل شيئ سيكون على ما يرام؟، لازال ينتابني شعور القلق لسرعة ما حدث كيف انتهى به الامر، أقد يحدث شيئا سيئا؟، لازال الامر يبدو لي عاديا، ام ان كاي تشاجر مع والدته؟، ام لا؟،... ولكن لماذا؟، كاي.. لم يفعل شيئا...

وهبطت نبرتها في اوخر حديثها، كأنما انتابها الشعور من صمته انها لن تحصل على اجابه، في حين فكر هو خلال صمته بـ شيئان رغم انه ربما هما ما يتعينان عليها في هذا الظرف... الغريب؟؛ مفرطة بالقلق، كثيرة الاسئلة. لكنه لا زال يلتمس بعضا من الركازة والهدوء في هالتها. اجاب بودية:

لا أظن بأنه بالامر الكبير، حقيقة بأن والدتنا متسرعة الانفعالات...قليلا. ويلتهب غضبها سريعا كتوقد النار في الهشيم، لكنها سرعان ما تهدأ في المقابل..
حك رقبته بحذر وضحك مسترسلا:

يبدو الامر مضحكا قد أنجرفنا مع هذا الموقف دون ان نستوعبه،... والدتنا سريعة الانفعالات.. قليلا، في بعض الاحيان...، و قد تبدو حياتنا غير معقولة... نمر بمواقف.. كما لو اننا في مغامرات افلام كارتون، أعني... الامر.. فقط شيئا من هذا القبيل.

وأسمعها ضحكة محرجة. اذ انه استوعب بأنه ربما قليلا.. تحدث في كلام فارغ؟، لربما كان يشعر ببعض التوتر، لكن جيني كانت ودية معه لحد جعلها تضحك مسايرة خفة دمه. وطغت ضحكتها القصيرة على توتر الجو:

انا ادرك ذلك جيدًا فالامهات يتشابهن بالكثير، كما هو الحال مع والدتي.. لا بد بأن امتلاك الاطفال ينم افراطًا من القلق داخل المرء.

وفي نهاية مطافهم، توقفت جيني امام باب منزلهم مودعته بودية، كانو قد حضو ببعض الاحاديث القصيرة، وربما كسر الاثنان حاجزا بأنسجامهم الذي نشأ على نحو غريب. هي فسرته على أنه لم يختلف كثيرا عن جوهر شخصية كاي، وهو على نحو تفسير مشابه لتفسيرها، ثَغرً، فكر:

انها فتاة... كانت لتكون الفتاة التي سيعجب بها اخي.

-انتظر..

نادته في اللحظة الاخير قبل مغادرته، وعندما استدار واخرجت هي جزء من جسدها من خلف الباب بشيء من التردد والخجل، قالت:

اسمع.. لقد نسيت اخبار كاي بذلك... أخبره من فضلك. بذلك وهو سيفهم، العم بارك في سوق الاجهزة المستعملة، احضر شريطا لخطاب الرئيس. ليستمع له.

ثم ضحكت ونوت هاربة للداخل الا انه استوقفها، اذ انه تسائل عن سبب يجعل اخاه يستمع لخطاب الرئيس، فتحمحمت هي وبأبتسامة محرجة قالت بصوت خافض وحذر:

رثاءُ ذكــرَياتٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن