نقـد الروايـة

330 27 19
                                    

بالبداية احب اشكر فريق النقد لقراءتهم الرواية ونقدها ❤️❤️ CriticsTeam

نقد «رثاء الذكريات»
«ذات ربيع، هطل الحب، وتفتحت زهور البهجة، وتجلى بريق الربيع داخل النفوس يخلد، ولم أظن بأن الحب سيدهس تحت الأقدام يومًا.»
هذه إحدى الجمل التي ابتدأت الكاتبة بها قصتها، لتوحي لنا بما تخبئ هذه القصة بين دفتيها، ربيع قد خاب بريقه وطمست زهوره. فَنَتشبث بالذاكرة علنا نرى وجوهًا قد سرقتها منا الأيام.

فكانت البداية مختارة بعناية، ساحرة بفلسفتها عن الذكريات وحدث من المستقبل حيث حلّ الدمار والفوضى، مثيرة الشوق في نفوس القراء لمعرفة ما جرى، لكن لا تعد فكرة القصة فريدة من نوعها بل استهلكت في الواتباد بكثرة من ناحية حبيبين يفرقهما الزمان، يتخللها الصداقة والحرب، لكن الكاتبة عرضت الفكرة بطريقة مبهرة مليئة بتفاصيل مميزة وأحداث مختلفة جعلت القصة تبدو مختلفة وكأنها فكرة جديدة ولا تمت بما نراه في الواتباد بأي صلة.

تقسم القصة لزمنين، زمن السلم وزمن الحرب، في كلا الزمنين تحدث أحداث مختلفة من خلالها تعرض الكاتبة أهدافها وأفكارها، ففي عهد السلام حيث الطمأنينة، فتعرض لنا الصداقة من خلال علاقة بيكهيون بكيم. ماذا تعني لنا العائلة وكيف بمكن لحلم بسيط أن يفرق عائلات، وكيف للعبة تجدها في القبو تهيج ذكرياتك مع عائلتك، فكان يغشى القصة جوًا حميميًا.

بينما في عهد الحرب، عهد الدمار والخراب، الهجرة وتفرق الأصدقاء، الاختفاء في وسط الحرب، ثم فقدان أعز ما تملك. هذه هي الحرب، طمس للربيع. وأبدعت الكاتبة في عرض هذه الأفكار، كما أتقنت الكاتبة في حبك الحبكة وجعلها متماسكة وإن كان يتخللها ملاحظات بسيطة سأذكرها. استخدمت الكاتبة السرد المتقطع غير متسلسل من ناحية الزمن؛ فنلاحظ الكثير من التنقلات الزمكانية في القصة، وهذا النوع من العرض يحتاج لجهد أكبر، كي لا تصبح الأحداث مشوشة ومتداخلة، في بداية الأمر كان مشوشًا لا سيّما حينما انتقلت قبل سنين طويلة لتعرض قصة كيم مين سوك، حيث عرضه مباشرةً دون أي تمهيد لشخصيته ولا من يكون وعدم وجود أي صلة بينه وبين كيم، جعل الأمر مشوشًا، لكن بعد سير الأحداث نكتشف بأنه والد جيني -حبيبة كيم-، لذلك كان من الأفضل التمهيد لهذا الانتقال.

حرصت الكاتبة على ذكر التواريخ لكي يخفف من التشوش بسبب كثرة التنقلات الزمكانية لعرض ماضي الشخصيات وبعض الأحداث -تساهم في أحداث القصة-، وعلى الرغم من كل هذه التنقلات لكنه كان جيدًا وقد مهدت الكاتبة لهذه التنقلات عدا الذي ذكرته في الأعلى، فكان التنقل سلسًا موفقًا.

في البداية كانت الأحداث بطيئة تعرض لنا علاقة الشخصيات ببعضها، وتظهر الصراعات الخارجية، وقد نجحت الكاتبة في عرضها، لا سيّما الصراع الدائم بين كيم ووالدته بسبب دراجته، وشجاراتهم الصغيرة، المناوشات البسيطة التي تجري بين الحماة والكنة، المصائب التي يدخل كيم فيها بسبب قريبه بيكهيون زير النساء، فكل شيء أعطته حقه من ناحية العرض، وبفضل هذه الأحداث والصراعات كان عنصر التشويق بارزًا في القصة.

رثاءُ ذكــرَياتٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن