11|سمكة

260 55 45
                                    

-سوهو، انقل الاغراض القديمة للعلية، لا ادري اين ذهب كاي الاحمق، اخبرته ان يفعل

صرخت امي من المطبخ، تنهدت في النهاية يجب ان اكون مسؤولا عن كل شيء. يالي من اخ كبير مسكين
مضطهد دوما.

-حسنا امي.

اجبتها واضعا طبق الحساء للزبون، الرجل العجوز الذي يمتلك متجرا لبيع الكعك في نهاية الشارع، انه متطلب جدا، يستمر دوما في جعلي اغير الحساء متحججا بأنه، مالح، او خفيف القوام، او حتئ به طعم حلو، اشك في انه يقصد ازعاجي.

تملصت بصعوبة منه واخذت صناديق اغراض الطبخ التي اصبحت قديمة للعلية.

امي تحرص علئ تغيير كامل اغراض الطبخ في مطعمنا كل عام، علئ الرغم من ان مطعمنا لم يكن مطعما كبيرا او مشهورا جدا، وان النشاط فيه آخذ بالخمول

سوئ من بعض الاشخاص الذين اعتادو المجيء، لكن امي تحب مطعمنا، لانه السبيل الذي يسمح لها بممارسة هوايتها في الطبخ، وبصرف النظر عن عدد الزبائن الذين يأتون، ولو تبقئ زبون واحد يرتاد المطعم، هي ستكون مستعدة لتقديم كامل الحب في طبقها له.

وضعت الصناديق علئ الارضية اولا، ثم تقدمت لفسح مجالا لها في زاوية الغرفة، سعلت؛ الغرفة ملوثة بالغبار، ان صحت تسميتها فهي اشبه بمخزن متروك، كانت فيما مضئ غرفة والداي، لكنهم انتقلوا للاسف فيما بعد، فاصبحت مخزنا لجميع اغراضنا القديمة. ملابسنا انا وكاي واغراض لهونا في الصغر.

ابتسمت؛ اشعر بالحنين فجاة، انحنيت جالس القرفصاء ثم رحت اقلب ببعض الصناديق. امي تحب الاحتفاظ بالاشياء، لا ترم شي، لذلك المكان ممتلئ هنا. هي ترئ بأن ماضي الاشخاص شيء مميز، يجب ان تخلده الذكريات مهمها مضت عليه السنين.

لم اراها قبلا بعيني، ولكنني متأكدا بأن امي تأتي لتستذكر ذكريات الماضي عبر تمعن اغراضنا الموجودة هنا بين الحين والاخر

أرتمت بين يدي بغته الصورة التذكارية الوحيدة لنا كعائلة، ألتقطت منذ زمن طويل، وأمتلأت بالغبار، كنت انا فيها في التاسعة من عمري، ابي يمسك بكتفي وهو يقف بجانبي من الخلف قليلا، بينما كنت انا امسك بالكرسي الذي تجلس عليه امي  واضعة كاي ذو الثلاث اعوام فوق قدميها محنية رأسها قليلا نحوه محاولة جعله يضحك، لكن الصورة ألتقطت في تلك الوضعية دون أن يضحك كاي المنتحب.

وبالتدقيق بها الان ابدو انا مذعورا هنا، اذكر انني ذلك لم اكن اعي ما يحصل، وربما خائف من الالة الغريبة التي كان يخفي رجلا ما رأسه تحت قماش متصلا بها.

ضحكت، ربما للسبب نفسه كان كاي يبكي. هبط نظري للصندوق مجددا ورحت ابعثر في يدي الاخرئ قليلا، محاولا العثوز علئ شيء ذو معنئ. وعثرت.

اعدت الصورة حيث مكانها، ثم التقطت ببطئ وبحذر كأس معدني مصدأ وبداخله توجد قطعة حديدية علئ شكل سمكة، كان علها ثقب وسلسال من الاعلئ.

رثاءُ ذكــرَياتٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن