17|تـساؤل

224 42 64
                                    


حدثت الكثير من الامور الجميلة في الايام الماضية، واجملها انه بات لي ولجيني غرفا في منازل متقابلة، تتقابل كتقابل روحينا. واني لهذا التقابل مغبوطاُ.

ما عاد شيئا يسعدني صباحا سوئ القاء نظرة علئ نافذة غرفتها، الستائر الوردية المنقوشة علئ شكل قلوب حبٍ، عبير الاوركيد الفواح كبهجة مسارا يبتدأ بغرفتها وينتهي بقلبي الفاتح ستائره دون سابق مقاومة.

لي نسمة هواءها هلاكا، انا الذي لا احتفي ظلمة فراقها ابداً وابداً، يعانقني صلب يقين بأنني والحب لانقبل شريكا سواها، تقول هي:

الحب مشاركة، الحب أيمان، الحب صبرا، ومقاومة، وربما هلاكا..!

حبها هطل بعد طول حزيران لا جفاف سوئ به، وكل ندي اتئ بعده، حبنا هطل بعد صيفا، كان خريفا وكانت الاوراق تتجثث علئ الاراضي بعد ان تسقط من موطن ثباتها، وانا بعد ذلك الخريف لم استرجع موطن ثباتي قط.

في ثانِ يناير لنا اهديتها من الورود وردة حمراء واحدة، في اول اغسطس لنا، اهديتها من الورود الحمراء ثلاثة، وفي مارس الثاني لنا زدت علئ جميع ما قدمته لها خمس، فكان في التسع ورود استسلاما لا محض، وفي اللقاء القادم سأهديها لا خمسا واحدا بل الضعف!.

فان في اليناير الثاني لنا، كانت الا مثيل له في حياتي، والاغسطس الاول اعترافا بان لا استقرار لي بعدها، واني ذاهبا معها لاقصئ جغرافيا الحب، وفي المارس الثاني لنا، هي الحياة باكملها لي.

منذ فترة لم اكن متيقنا مما اذ كنت ساكون العجوز السعيد برفقتها او البائس في غيابها، الان انا في هوة يقين بان الاول مصيرنا.

لانني اثق بأن الايمان اول خطوة لتحقيق اي غاية.

منذ صغري احببت شعور قيادة الرياح بواسطة دراجة هوائية، حيث انتشر انا نسمة سلسة بينهما، دون قيد ودون حواجز، كنت طفلا يلاطف الحرية فطريا، لأن الحرية كانت لي الطير مع دراجة علئ تلة اشجار الكرز دون الخوف من ان تعثرا سيوقعني، او خوفا سيوقفني.

سألني بيكهيون ذات يوم عن سبب حبي لقيادة الدراجة الهوائية، لم اجيبه بقطع يقين كما ان صرت الان. فان سألني مجددا، فأجابتي ستكون:

لأمارس الحيـاة، في قيادة الدراجة قيـادة للحياة.

كلٍ منا يمارس العيش في عيش ما هوت له روحه، سألت جيني ذات مرة منطلقا من هذا اليقين عن سبب حبها للرسم.

اجابتها كانت مختلفة عني، لكن مغزاها مشابها، هي تحب الرسم لان والدها احبها رسامة فيما مضئ، هي متمسكة بذكرئ لها مع والدها حيث وعدها فيها بانه سيجعلها رسامة كبيرة

هي تحيا الحياة بحيا الرسم، لأنها كلما رسم شعرت بطيف والدها حولها، ولانها حيت دوما فاقدة ثغرة من حياتها، فان الرسم لها كان اكثر من حب، كان الرسم لها اكمال لثغرة حياتها.

رثاءُ ذكــرَياتٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن