الجزء السابع والعشرين

4.3K 175 2
                                    


........الفصل السابع والعشرين.......(المهرجان).......

......فذهب ويليام بهما بسيارته السوداء حتى وصولوا لمكان المهرجان الذي كان بقرب الشاطئ.....نزل ويليام وتأبطت كلوديا ذراعه ومشت بليث معهما......كان المكان صاخب جداً وممتلئ بالناس الذين كانوا مستمتعين بوقتهم لأقصى حد وكان للأطفال الغالبيه في الحضور الذين كانوا في غاية السعاده وهم ممسكين ببالونات مختلفة الألوان والأحجام يوزعها عليهم شخص طويل يرتدي زي مهرج.....فسار الثلاثه وسط هذا الصخب وكان ويليام لايكف عن مداعبة الأطفال اثناء سيره وكلوديا كانت تنظر بإعجاب لي اجواء المهرجان التي كانت أكثر نشاطاً وازدحاماً من المره السابقه ربما لأنه اليوم الأخير من أيام هذا المهرجان وبليث كانت تنظر في الحضور تبحث لها عن شخص ما متجاهله كل مافي المهرجان......فلمحت بليث وهو تنظر في وجوه من حولها مايك وهو يقف عند خيمة السيرك فهتفت وهي تشير إليه"مايك.....إنه هناك هيا لنذهب إليه"
فنظر ويليام إليه بخيبة أمل وقال"ظننت أني سأسير طويلاً ريثما نجده...."
فذهبوا إلى مايك الذي استقبلهم بابتسامه مشرقه كإشراقة شمس هذا الصباح أو بالأحرى استقبل بليث بهذه الإبتسامه فقال وعينيه على بليث"لماذا تأخرتما؟.....لقد انتظرت هنا طويلاً"
اشفقت بليث عليه وقالت وعلى وجهها مسحة خجل"نحن نعتذر...."
مايك وقد اراحه سماع صوتها"لابأس المهم أنكِ أتيتِ" ثم تدارك الأمر بسرعه"أقصد أتيتم...."
فضاقت عينا ويليام التي انعكست عليها أشعت الشمس لم تضيق عينيه لأشعة الشمس التي تسلطت عليها بل ضاقت بشفقه على مايك وقال بشيء من التهكم"مسكين مايك....يبدو أنك أتيت مع الذين فتحوا المهرجان"
ضحكت كلوديا وتصنع مايك الضحك ثم قال"مارأيكم لو ندخل السيرك فلقد بدأت العروض البهلوانيه...."
ويليام"ياإلهي مايك....ماهذا اللطف؟...تقول لنا مارأيكم بالعاده تقول لنذهب....هل خنقتك ربطة عنقك أم ماذا؟"
فضحك مايك متعمداً ذلك كي يجعل من كلام ويليام مزحه ثم قال"يالك من مضحك ياويليام....أنت تعلم أني لطيف دائماً"
فقال ويليام بصوت غير مسموع وهو يرى لطف مايك الشديد"لاأصدق....هل هذا مايك أم امرأه من نساء القرن العشرين....؟؟" 
فقاطع حديثهم مقدم العروض البهلوانيه وهو يقول بمكبر الصوت"سيداتي سادتي الآن أقدم لكم أفضل العروض لهذه السنه اتمنى أن تستمتعوا بما ستشاهدونه الآن"
هنا نظرت كلوديا على الفور لويليام وقالت"هيا لندخل السيرك لقد بدأ العرض..."
كان ويليام شارد الذهن فلقد استغل امر انصراف أعين الناس لمكبر الصوت وأذانهم لما قاله المقدم لأستقصاء أمر ما....كان ينظر ليمينه بنظرات توحي بتوخي الحذر لكنه قال لكلوديا بنبره عاديه رغم ذلك"أنا لم أتي هنا من أجل مشاهدة أناس يتصرفون كالمجانين..."
فضغطت كلوديا على ذراعه الممسكه به وقالت بدلال"حبيبي ارجوك....أنا لاأستمتع بالمشاهدة إلا معك"
لم يستطيع ويليام عصيان نبرة صوتها المغرية فقال"حسناً عزيزتي....ولكن أذهبي أنتِ أولاً وسأتي أنا بعدك على الفور فلقد نسيت شيئاً بسيارتي وسأجلبه..."
ابتسمت كلوديا وقالت"حسناً...ولكن لاتتأخر"
ذهب ويليام ونظرت كلوديا إليه كان مختلفاً عن كل من في المكان بكل شيء كان له منظر رائع وهو يركض بعيداً فأنتابها شعور قوي بأنها يجب أن تلحقه همت بذلك لولا أن بليث قالت لها وهي تضع يدها على كتفها"هيا لندخل السيرك.... " ثم انتبهت"لكن اين ويليام؟؟"
كلوديا"سيأتي بعد قليل...."
بليث"إذاً هيا لندخل..."
دخل الثلاثه خيمة السيرك وجلسوا على المقاعد الأخيره بها ونظرت اعينهم إلى العرض مع أعين جموع غفيره من الناس.....وبينما كان الجميع يضحكون وهم مستمتعين بمشاهدة مايفعله المهرجين دوت في أذانهم صوت إطلاق رصاصه فصرخت كلوديا على الفور بلا شعور منها"ويليااااااااااام....."
فعمت الضجه أجواء السيرك فهدأهم المشرف على العرض بقوله"رجاءً ألتزموا الهدوء ولاتتحركوا من أمكانكم هذا سيكون خطر عليكم ولاتقلقوا ستقوم الشرطة بدورها..."
صرخت أحدى السيدات بقلق"لكن أطفالنا في الخارج..."
المشرف"لاتقلقي سنطمئنكِ عليهم....والآن اهدئوا جميعاً"
فهدأ الجميع والقلق بادياً على عيونهم لكن كلوديا لم تطيق الجلوس هكذا فلقد اشتد القلق بها وشل تفكيرها....فويليام بالخارج....ماذا لو كانت تلك الرصاصة تعنيه؟....فهبت من مكانها مذعوره لكن مايك أمسك بيدها في أخر لحظه وقال"كلوديا إلى أين تذهبين؟....أما سمعتِ ماقاله المشرف؟"
سحبت كلوديا يدها منه وركضت باتجاه الخارج وهي تخترق حشود من الناس وتتعثر بأرجلهم غير آبهة بندائهم لها ونداء مايك وبليث.....
خرجت كلوديا من السيرك ثم توقفت لتلتقط أنفاسها السريعه فلم تحتمل وقت هذا التوقف فنادت بأعلى صوتها"ويليام....ويليام..."
لم تسمع أي مجيب سوى همهمة أطفال يلعبون بمكان تجهله ونسمات رياح بارده تقلب ورق التفاح الذي أمامها فركضت بعيداً إلى حيث هو ركض في آخر مرة رأته بها.....ركضت طويلاً حتى ابتعدت عن حدود المهرجان وأخذت تبحث عن ويليام حتى تعبت ولم تستطيع المسير فجلست على البساط العشبي الذي يحتضن مدينة الألعاب هذه وأخذت تبكي....
رمقها من بعيد وهو ممسك برجل ملثم بلثام أسود ومسنده على جذع شجره فتدراك الوقت ولكم الرجل بقوة حتى كاد أن يسقط وجهه على الأرض ثم نزع اللثام عنه بعنف وقال بصوت يملؤه الغضب"كنت أود أن أقضي عليك لكن هناك رسالة يجب أن توصلها إلى جيسون ..." ثم خنقه بياقته حتى صار وجهه أحمر وتعثرت انفاسه وأردف"قل له أنه لن يستطيع قتلي ولو فعل المستحيل فأنى سأنهي حياته قبل أن يفكر بإنهاء حياتي" وهزه بعنف"أسمعت..؟؟"
هز الرجل الذي لاحول له ولاقوة رأسه بإيجاب ثم رماه ويليام بعيداً عنه وقال"أغرب عن وجهي الآن..."
فلم يصدق الرجل أنه أفلت من قبضة ويليام بعد إذا ظن أن نهايته ستكون بين يديه فجرى مسرعاً وهو يتخبط أكثر من أنه يجري.....وبعدها نظر ويليام لكلوديا التي كانت تحتضن رأسها بين يديها وهي تبكي وكأنها تعاني من صداع مزمن.....كانت المسافه بينهما بعيدة نوعاً ما فلم يستعجل ويليام الذهاب إليها فسار إليها بخطوات هادئه ربما كان السبب فيها هو كيف يبرر لها كل ماحدث قبل قليل....وصل ويليام إليها من الخلف ولم تشعر به فانحنى عليها حتى لامست شفتيه أذنها وهمس"حبيبتي تبكي...من الذي جعلها تبكي هكذا سأنتقم منه"

Love Crime H.S (جريمة حب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن