......الفصل الحادي عشر....(انتقمت ولكن....)......
....فسكتت لبرهة ثم أضافت بحزم"على كل حال يجب أن أهرب هذه الليلة بأي طريقة"
مضت الساعات سريعاً وكلوديا تخطط للهروب بأي طريقة حتى أرخى الليلة سدوله وحل الظلام وحانت ليلة الهروب.....
أتت كريستين لي كلوديا بغرفتها لتدعوها للعشاء لكن كلوديا رفضت بحجة أنها تريد أن تنام وهذا ماأحبط ويليام وجعله يذهب للخارج دون أن يتعشى....
وفي الساعة الثانية عشر ليلاً نزلت كلوديا من سريرها فهذه فرصتها للهرب فالجميع نائمون في مثل هذا الوقت....فخرجت من غرفتها بحذر وترقب وقلبها ينبض بشدة فهي تدرك أن فشلها في الهروب هذه الليلة سيحدد مصيرها...فمرت بجانب غرفة ويليام فاشتمت رائحته الفريدة فانتابها شعور غريب...شعرت أن شيئاً ما من هذه الغرفة يدفعها للبقاء ويحثها بكل قوة عليه...شعرت أن قلبها متشبث بهذه الغرفة وهي تحاول جاهدة إبعادة عنها...شعرت أن لها بقايا في هذا المكان يجب أن تأخذها قبل أن ترحل.....
رفضت كلوديا الأستسلام لتلك المشاعر وواصلت طريقها حتى أستطاعت أن تخرج من الجناح خلسة....وبقيت الآن الخطوة الأصعب...فليس بينها وبين البوابة الخارجية سوى ممر واحد ماإن تجتازة حتى تقف أمام البوابة ولكن هناك العديد من الحراس يقفون عليها وليس من السهل خداعهم جميعاً....
سارت كلوديا بهدوء وبخطوات غير مسموعة وبأعين متيقظة حتى وصلت للبوابة الحديدية المفتوحة فرأت رجلين يقفان عليها وبأيديهم مطارق سوداء...خافت كلوديا من هيئتهم لكنها طردت هذا الخوف بسرعة فلامجال للخوف هنا...تحيرت كلوديا بماذا سوف تفعل كي تجعلهم يبتعدون عن البوابة...فأدركت أن لابد من أستخدام الحيل التي تراها دائماً بالأفلام البوليسية ففائدتها حانت الآن....
أخذت كلوديا حجارة من الأرض وتقدمت بضع خطوات ثم رمت بها يميناً فأصدرت الحجارة صوتاً عالياً لأنها على مايبدو ارتطمت بسيارة ما...فذهب الحارسان لأستقصاء الأمر فانتهزت كلوديا الفرصة وخرجت بسرعة من البوابة وركضت شمالاً متجاهلة إلى أين يؤدي طريقها فكل همها أن تبتعد عن هذا المكان إلى غير رجعة...فأخذت تركض في الطريق الشبه مظلم الذي لاتضيء به سوى أنوار برتقالية لاتكاد توضح معالم الطريق حتى تعبت من الجري فتوقفت عن ركضها المحموم وكانت قد أبتعدت كثيراً عن مكان العصابة فقالت وهي تتنفس بسرعة والعرق يتصبب منها"لاأصدق أني أستطعت الهروب...الحمد لله..."
فجلست على حافة الطريق وهي متعبة جداً فلقد قطعت بقدميها مسافة كبيرة ثم أسندت مرفقيها على ركبتيها وشدت بيدها مقدمة شعرها للخلف....بدا منظرها مرهقاً وحزيناً فهي حزينة لأنها لم تنفذ وصية توماس وتنتقم من ويليام...حزنت لهذا الأمر كثيراً فقالت"آسفة توماس لقد فشلت بذلك...أرجو أن تسامحني"
جلست كلوديا وقتاً حتى ركدت أنفاسها ثم نظرت حولها فلم ترى أحداً...كان الطريق خالياً لايوجد به سوى بعض القطط الجائعة التي تبحث لها عن طعام في صناديق القمامة...وكان مظلماً أيضاً....فالضوء الخافت الذي يضيء به كان يضيء المكان بشكل مخيف...ومن الواضح جداً أن هذا الشارع عشوائي وهذا ماأشعل مخاوفها منه...وزاد من مخاوفها أنهانسيت الطريق الذي يخرجها من هنا أي ببساطة أنها خرجت من متاهة لتدخل في متاهة أخرى...خافت كلوديا كثيراً حتى أنها تمنت لو أنها لم تخرج من مقر العصابة...لكنها تردك أنها لايمكنها العودة إليه مرةً أخرى...فلم تجد أمامها حل سوى أن تواصل سيرها بهذا الطريق المجهول لترى إلى أين سيأخذها....
سارت كلوديا على قدميها طويلاً حتى أحست بالتعب فقالت بقنوط وهي تكاد أن تبكي"ياإلهي...إلى أين أذهب؟؟"
فسمعت في هذه اللحظة صوت سيارة آتية من الخلف فالتفتت بسرعة خلفها فرأت سيارة سوداء تتجه نحوها فانقبض قلبها فماذا تتوقع من شخص يسير بسيارته في هذا الطريق العشوائي إلا أن يكون مجرماً أو لصاً...فاستدارت للأمام كي تهرب فشعرت أن ضوء السيارة يغمر جسدها فعلمت أنه رأها فزداد خوفها وركضت هاربة بأقصى سرعة لديها....فلاحظت أن سرعة السيارة بدأت تزداد حتى لم يبقى بينها وبين السيارة سوى بضعة أقدام...وكاد قلبها أن يسقط من مكانه عندما شعرت به يوقف سيارته وينزل منها ليلاحقها...ذعرت كلوديا لهذا وحاولت أن تركض أكثر لكن التعب ألم بها ومع هذا لم تستسلم وواصلت ركضها لكنها أدركت أنه لاجدوى من الركض فخطواته تقترب منها أكثر وأكثر....وعندما شعرت بأنه على وشك الإمساك بها وقفت وصرخت بأقوى مالديها فخرجت صرختها متعبة وخائفة ومبحوحة قليلاً...فأمسك الرجل بها بسرعة من الخلف وأحكم قبضته عليها بذراعيه وقال بعصبية"كلوديا...إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟؟"
شعرت كلوديا أن هذا الصوت الدافئ مألوفاً جداً عليها فأتى جوابها سريعاً وقالت بصوت منخفض وكأنها تحدث به نفسها"ويليام..."
ويليام"هيا لنعود بسرعة قبل أن يكتشف الجميع أمر خروجك.."
فأخذت كلوديا تردد في نفسها"أعود...مستحيل متستحيل.."
فحاولت أن تبعد فبضة ذراعي ويليام عن جسدها لكنها لم تستطيع فصرخت باكية"اتركني...لن أعود معك...اتركني"
ويليام وهو يحكم قبضته أكثر عليها"كلوديا...كفي عن المقاومة فلن تستطيعي الإفلات مني"
لم تستمع كلوديا لكلامه بل ظلت تدفع ذراعيه عنها بأقوى مالديها وعندما خارت قواها قالت بعصبية"دعني...أتظن بأني سأحب رجل مجرم مثلك"
وقع كلامها كالسيف على قلب ويليام ليمزق قلبه لأشلاء فتراخت ذراعيه عنها لكنه لم يتركها...فشعرت كلوديا بمدى قسوة كلماتها تلك فهي لم تتخيل بأنها سترفضه بهذه القسوة فزداد أصرارها على عدم العودة بعد أن قالت هذا الكلام....فحاولت ان تحرر جسدها المنهك منه لكن ويليام لم يكتفي هذه المرة بإمساكها بل سحبها نحو سيارته وسط صراخها وأعتراضها....فأدخلها السيارة رغماً عنها ثم أوصد الباب عليها وركب هو الآخر ثم قاد سيارته...كانت كلوديا تعيقه بإعتراضها عن القيادة ففكرة أنها ستعود إلى ذلك المكان الكئيب تصيبها بالجنون....فكاد ويليام أن يصطدم بإحدى المنازل جراء مضايقة كلوديا له فأوقف سيارته ونظر لكلوديا بحدة فتجمدت كلوديا عند نظراته المخيفة تلك فهي لم تراها على وجهه سوى هذه الليلة فقال لها بغضب"كفي عن تصرفاتك تلك...وإلا سأضطر لفعل شيء قد لايعجبك.."
غضبت كلوديا من تهديده لها وقالت بانفعال"لن أتوقف وسأصرخ هكذا حتى تدعني وشأني..."
ويليام"كما تشائين كلوديا...أنتي أجبرتيني على ذلك"
فسحبها من مقعدها إلى مقعده فصرخت كلوديا بخوف فهي لاتعلم شيئاً عن جانب ويليام المظلم...فلم تشعر سوى برائحة نفاذة تخترق أنفها لتتركها بسبات عميق...
أنت تقرأ
Love Crime H.S (جريمة حب)
Fanfictionكلوديا تم قتل خطيبها يوم زفافها وقد ترك لها وصية بها عنوان القاتل فتبدا رحلتها للانتقام فماذا يحدث اذا وقع القاتل بحبها ؟