......الفصل الثاني والثلاثين.....(فاجعة)......
.... دخل ويليام المنزل ثم الغرفة التي هي بها ودخلها بسرعة ثم توقف على الباب وأنفاسه تسمع من شدة الركض فوجد كلوديا واقفة وتبكي بشدة....فراعه منظرها واقترب منها فوقعت عينه على الورقة الملقاة عند قدميها عرفها جيداً لذلك التزم الصمت.....
كانت كلوديا حينها تطوق يديها على عنقها وكأنها تريد أن تخنق نفسها وهي تبكي بصوت حزين فانتبهت لوجود ويليام فنظرت إليه بنظرة تمنى ويليام أن يدفن ولا يرى كلوديا تنظر إليه هكذا لم تحتمل الصمت فصرخت بأعلى صوتها"ماذا تريد؟....أخرج حالاً....أخرج عن حياتي للأبد.....لقد خدعتموني جميعاً..أكرهكم"
ثم انهارت باكية على قدميها كان قلب ويليام حينئذ قد تمزق لقطع فذهب إليها ليحاول أن يخفف من انهيارها الشديد أمامه لكنه توقف عندما أشارت له كلوديا بيدها وهي تخبئ وجهها الباكي بين ذراعيها وتقول بصوت مرتفع"لا تقترب...."
كان ويليام واقفاً ويديه مشبوكتين خلفه وهو مغمض عينيه ورافع رأسه إلى السماء وكأنه يطلب النجدة من السماء لكنه في الحقيقة يحل أشياء كثيرة في داخله أولها كيف يفهم كلوديا الموضوع بشكل صحيح؟....أصبح هذا الأمر مستحيلاً مع انفعال كلوديا الآن ففضل أن يصمت لتهدأ قليلاً.....
بعد خمسة دقائق بالضبط كفت كلوديا عن البكاء ورفعت رأسها وعلى خدها آثار سيول دموعها ثم وقفت ولم تلتفت لي ويليام الذي لم يغير من وضعيته وأصبح أمامها كالحجر ثم قالت بصوت واثق عانت كثيراً لتحبس دموعها أثنائه"سأذهب الآن....أرجوك لا تتأخر في إحضار ورقة طلاقي"
لم تترك له فرصة للرد فقد تحركت بسرعة وكأنها تريد أي مكان تخلو به عنه لتسكب دموعها المكتومة لكن ويليام لم يسمح لها بذلك فلقد أمسك بذراعها عندما ذهبت من عنده,هنا حاولت كلوديا أن تأخذ نفساً عميقاً كي تعلم دموعها أن وقت السقوط لم يحن لكن دموعها خانتها فانفجرت باكية ثم نظرت لويليام الذي كانت عيناه مصوبة لها بنظرات لم تفهم منها سوى الألم وصرخت"أترك يدي..دعني أذهب؟"
لم يترك ويليام يدها بل دفعها إليه حتى كادت أن تصدم به ثم قال"لن تذهبي....أقصد لن تذهبي قبل أن تعلمي شيئاً واحداً"
لم تكترث كلوديا بما قال بل صرخت بصوت أعلى"أتركني.... ماذا تريد مني؟....هل تريد مني أن أبقى معك ونكمل تمثلية الحب سوياً التي ليست بالنسبة لك إلا شفقة....تكلم أيه....."
لم تستطيع كلوديا أن تكمل كلامها عندما شاهدت ويليام يرفع يده وكأنه يريد صفعها لكنه أنزلها وقبضها بعصبية فقالت كلوديا بذهول"تريد أن تصفعني؟.....هل كنت ستفعل ذلك؟" قالت كلوديا جملتها الأخيرة بصوت رقيق ملئه خيبة الأمل والأسى....
فضغط ويليام على أسنانه بقوة ونطق"كلوديا أنتي تجبريني على فعل ذلك بتصرفاتك الحمقاء....كلوديا لا تتصرفي كالمجنونة يجب أن تفهمي"
كلوديا"أفهم ماذا؟....أني خدعت طوال هذه الشهور..؟؟"
ويليام"أنتي لم تخدعي...إذا كان هناك شخص قد خدع الآن فهو أنا"
فوضعت كلوديا ظاهر كفيها على شفتيها لتهدأ نفسها وتحبس دموعها ثم نطقت بنبرة سؤال"أن أحضر للعصابة بفخر لأنتقم من توماس..."صمتت كلوديا قليلاً وهي تشعر بمذاق أسم توماس الذي أصبح كريهاً لديها ثم واصلت"وأحاول أن انتقم له ثم أفهم أنك لست من قتله وأحبك لأفاجأ بعد ذلك أن كل هذا لعبة حيكت لي هل تعتقد بعد ذلك أن لم أخدع؟؟"ثم أضافت بشيء من الحسرة والتردد"وربما....وربما كان حبك لي كذلك"
فضغط ويليام على يدها وقال كمن يترجاها"لا يا كلوديا....إياكِ أن تقولي هذا؟...أنا أحبك بصدق...ألا ترين هذا؟"
سقطت من كلوديا بضع دمعات قالت معها"إذا لماذا لم تخبرني بالحقيقة؟....لماذا كذبت علي؟؟"
فأمسك ويليام كلتا يديها وانحنى لمستواها وقال"انا لم أكذب عليك...فقط لم أخبرك فلقد كنت أخشى أن لا تتفهمي الموضوع وأن تتصرفي كتصرفك الآن فرأيت أن الوقت ما زال غير مناسباً لذلك"
أغمضت كلوديا عينيها ثم أنزلت يديها من يديه بشدة وكأنها لا تريد رؤية ردة فعله حينها ثم فتحتها وقالت"لكني لا أستطيع العيش معك من جديد أرجوك ويليام طلقني....نحن لم نعد نصلح لبعضنا....أرجوك قدر موقفي"
كانت جملتها أسوأ جملة مرت على ويليام بحياته كان يريد لحظتها أن يفعل أي شيء,يبكي أمامها,يصرخ بحبها,يضرب كل ما حوله,يُجن! لكن لا تطلب منه الطلاق فكيف تطلب منه مفارقة روحه؟.....كيف تطلب منه هذا بعد أن سيطرت على قلبه وعلى جميع حواسه؟....كيف سيصبر دقيقة على فراقها؟.....أخذ يفكر كيف سيحتمل أن ينام دون أن تكون بجانبه كيف سينساها إن فعل....كيف سيحتمل جسده فراق لمساتها الناعمه له؟....رفضت حواس ويليام جميعها فكرة فراقها فهم بأن يجيبها لكنه صوت رنين الهاتف قطع أول حرف نطق به فأراد أن يذهب إليه لكن كلوديا قالت حينها"سأذهب الآن ولا تنسى أن....."
فقاطعها ويليام بصوت عالي حمل بعض العصبية جعل كلوديا ترضخ لما قاله بدون نقاش"أبقي هنا..."
ثم ذهب إلى الهاتف ورفع السماعة فأتاه صوت رجولي يقول بتساؤل"سيد هاري أليس كذلك؟؟"
ويليام"لا..أقصد نعم...ماذا هناك؟؟"
ابتسمت كلوديا حينها لكنها سرعان ما غابت ابتسامتها
الرجل"نحن من العمل وهناك قضية طارئة يجب أن تأتي لحلها حالاً..."
فأبعد ويليام السماعة عن أذنه ونظر لكلوديا التي أشاحت وجهها عنه عندما رأته ينظر إليها ثم أعاد السماعة لأذنه وقال"ألا يمكن أن يأخذ القضية شخص آخر بدلاً مني؟"
الرجل"نعتذر فالجميع في إجازة الآن"
فكر ويليام بأن يرفض دون أن يكترث بما ستكون العاقبة لكنه تذكر الهدف الذي جعله يعمل بهذه المهنة فرد"حسناً..حسناً...سأوافيكم بعد نصف ساعة"
ثم أغلق الهاتف...ووضع يده عليه قليلاً وهو يفكر بصمت ثم نظر لكلوديا وذهب إليها وقال"سأذهب الآن لذلك أرجوك أن تبقي هنا لأنتظاري لنتحدث في الموضوع جيداً"
كلوديا وهي تتحاشى النظر إلى عينيه"لن أتحدث بشيء بعد الآن سوى بإجراءات الطلاق"
ويليام بألم"كلوديا لماذا أنتي قاسية هكذا؟؟....ألا تستطيعين أن تصبري ريثما آتي وأحل الأمر"
هزت كلماته قلبها لكنها أبت لنداءات قلبها وردت"آسفه لن أنتظر سأذهب....فكل شيء بيننا أنتهى"
فشبك ويليام ذراعيه أمامه وقال"حسناً لن أذهب إلى العمل وسأبقى هنا لأحدثك بالأمر"
كلوديا بعد صمت دام دقيقة واحدة"يمكنك أن تذهب ف..فسأبقى هنا"
أرتاح قلب ويليام فهي مازالت كلوديا التي تهتم بأمر ذهابه إلى عمله كطفلها الذي تحرص على ذهابه لمدرسته فقال"أتعدينني بذلك..؟؟"
هزت كلوديا رأسها بعد أن رسمت ابتسامة آسى وحزن على شفتيها.....
فاقترب ويليام منها ليقبلها على جبينها كما كان يفعل كلما تركها بالمنزل لكن كلوديا دفعته بلطف عنها بعد أن نطقت"من فضلك...."
أحس ويليام وكأن شيء أخترق قلبه بلا رحمه لكنه ذهب وكأن شيء لم يحدث....
لم يقفل ويليام الباب خلفه حتى رمت كلوديا نفسها على السرير وأخذت تبكي....كان هذا ما تريده أن تخلو بنفسها وتفجر ذلك الألم الذي بقلبها والجرح العميق بدموع وشهقات متتالية.....كان ويليام لم يخرج بعد من المنزل فاستطاع سماع صوت بكائها فحرص على أن يخرج بسرعة كي لا يتألم أكثر وعندما أقفل الباب خلفه نطق"سامحني كلوديا....أرجوك سامحيني" ثم ذهب....
بداخل الغرفة كانت كلوديا تبكي دون توقف فآن الأوان للقلب أن يتفطر بكاء مثلما تفطر قبل قليلا حزناً...
أنت تقرأ
Love Crime H.S (جريمة حب)
Fanficكلوديا تم قتل خطيبها يوم زفافها وقد ترك لها وصية بها عنوان القاتل فتبدا رحلتها للانتقام فماذا يحدث اذا وقع القاتل بحبها ؟