.............الفصل التاسع والعشرين.......(الحقيقة)...........ففتح ويليام عينيه فهب النسيم مجدداً وبعثر شعره الأشقر على وجهه فرده عن وجهه بقوة فعرفت كلوديا أنه غاضب فالتزمت الصمت وندمت على أنها فاتحته بالموضوع لكنه فاجأها عندما قال"حسناً....سأخبرك"
ثم اتكأ برأسه على مقدمة المقعد ونظر للسماء فسقط شعره للخلف وقال"كنت وإلى الآن أرى ابتسامات الجميع وأرى خلفها مشاعر آخرى يخفونها مناقضه لما يرسمونه على وجوههم يحاولون كتمانها بكل ما أوتو من قوة لكني أراها بسهولة....أنا استطيع قراءة أفكارهم ومشاعرهم ككتاب مفتوح أمامي.....كما استطيع تقدير الأشياء قبل أن تحدث فمنذ أن عملت في العصابه وهي لم تفشل في أي مهمة لأني بكل بساطة أعرف متى وأين يأتي رجال الشرطه" ثم تنهد بعمق وواصل"إختصاراً لهذا الكلام أنا امتلك الحاسة السادسة"
فأغمض عينيه وكأنه لا يريد رؤية ردة فعلها.........صمتت كلوديا بذهول وأخذت تسترجع تلك المواقف التي كانت أكبر دليل على كلامه......تذكرت الموقف الذي حدث قبل قليل فكيف استطاع معرفة أن هناك شخص يتربص بهما دون أن ترى أو تسمع شيء مريب وتذكرت تلك المواقف التي كان يحميها بنفس الطريقة.....الطريقة التي تسبق القدر.......تذكرت استنتاجاته الغريبه ابتساماته التي لاتجد لها سبب وذكائه الحاد وآخيراً اهتمام العصابة به.........الآن وأخيراً عرفت ماهو السبب.....فانتابها قلق مفاجئ وقالت"هذا يعني أنك تعرف كل ما أخفيه؟؟"
فتح ويليام عينيه بابتسامه"لا تقلقي من هذه الناحية....أنتِ الوحيدة التي يصعب علي معرفة ما بداخلها"
اتسعت عينا كلوديا"ولماذا..؟؟"
ويليام"لأني أحبك وعندما أراكِ يضعف تركيزي ولا أستطيع كبح جوامحي ولا السيطرة على حواسي ولكن عندما التصق بك استطيع قراءة مشاعرك وأفكارك" ثم أضاف بنظرة ماكرة"وعلى ما أظن أن هذا هو المهم"
تعمدت كلوديا أن لا تفهم معنى كلامه الأخير فقد ركزت على كلامه الأول الذي أحست أن نبرته وهو ينطقه بها بعض من الاستياء فاستفسرت عن ذلك بقولها"أشعر بأنك غير سعيد لما تمتلكه ألا يجدر بك أن تكون سعيداً؟؟"
ابتسم ويليام ابتسامه كلها حرقة وألم ثم قال"لا تعلمين كلوديا كم تمنيت أن أصبح أغبى رجلاً بالعالم فمالذي استفدته من ذكائي ها؟.....لقد خطفتني العصابة وفقدت والداي بسببه!"
كلوديا"ذكائك نعمة من الله فلا تحوله لنقمة يجب أن تشكر الله على هذا.....كما أن هذا قدر ويجب أن تحتمله"
فتنهد ويليام تنهيدة طويله ثم نطق"قد تكون نعمة بالنسبة لكِ لكن لشخص يعيش بدون عائلة وبمطاردة من العصابه لا أظنها كذلك"
كلوديا بغضب طفولي"وأنا ألست عائلتك؟؟"
فداعب ويليام وجنتيها بحنان"أنتِ كل شيء بحياتي لولاكِ لمت وأنا لم أعرف شيء اسمه السعادة"
تعجبت كلوديا"لماذا؟....ألم تذق طعم السعادة في السابق؟؟"
صمت ويليام بحزن ليقول بعد ذلك برجاء"كلوديا لنتوقف عن هذا الحديث.....أنا أكره الحديث عن نفسي"
ابتسمت كلوديا وقالت"حسناً...ولكن بعد أن تخبرني بمشاعري الآن"
أبتسم ويليام ثم فتح ذراعيه لها وقال"إذن تعالي...."
فارتمت كلوديا بحضنه الدافئ الذي أدفأها من البرد الذي بدأ يسير بجسدها فأغلق ويليام ذراعيه عليها وصمت لثوانٍ ثم نطق"أنتي تريدين أن نبقى هنا اطول وقت ممكن.....لكن هذا في أحلامك فستذهبين للنوم لأن الوقت تأخر"
ضحكت كلوديا طويلاً ثم قالت بعناد"لا.....لن أنام"
ويليام بحنان"يجب أن تذهبي للداخل فملابسك تمتص البرد بسهولة"
عاندت كلوديا مجدداً"لا....لن أذهب"
فوقف ويليام وحملها معه فحاولت كلوديا أن تنزل من فوق ذراعيه لكنها لم تستطيع فهمس ويليام بأذنها وهو يدخل المنزل"لن تستطيعي ذلك أيتها الغبية....توقفي عن ذلك"
فاستسلمت كلوديا للأمر وكفت عن محاولة الأفلات منه.......فوضعها ويليام برفق على السرير ونامت وجسدها محاط بين يديه......واستيقظت في الصباح لتجد نفسها وحيدة على السرير كما اعتادت دائماً فويليام يستيقظ قبلها فتمنت ولو لمرة أن توقظه....تشعر بمسؤوليتها تجاهه لكنه يثبت لها دائماً مسؤوليته تجاهها......
نزلت من السرير ببطء فوجدت أن الألم الذي كان بظهرها ذهب سرت لهذا ثم حدقت بأرجاء الغرفة لتبحث عن ويليام فسمعت صوت الماء الآتي من المغسلة التي بجانب دورة المياه فذهبت إليها فوجدت ويليام يحلق ذقنه عليها فوقفت بجانبه وقالت وهي تفرك عينيها بكسل"متى استيقظت؟؟"
أجاب ويليام وهو ينشف ذقنه"في السابعة أيتها الكسولة..."
فتناول ويليام معجون أسنان ليفرش اسنانه ولكن قبل أن يفعل ذلك نظر لكلوديا التي تراقبه وقال"ماذا تنتظرين هيا استحمي بسرعة فلقد تأخرت على عملي"
ابتسمت كلوديا"حسناً....."
فتوجهت لدورة المياه واستغرقت بالأستحمام عشرون دقيقة ثم خرجت وهي تلف جسدها بمنشفة زهرية فنظرت على الفور إلى ويليام الذي كان واقفاً بمحاذاة السرير ينتظر خروجها كان يبدو انيقاً جداً كعادته فلقد كان يرتدي سروال أسود فضفاض قليلاً مع سترة بيضاء وتزين صدره سلسله كريستالية براقة.......
وقفت كلوديا أمام المرآه لكي تسرح شعرها و عندما إنتهت توجهت لدولابها و ارتدت فستاناً ليمونياً يصل إلى ما أسفل ركبتيها بقليل وبلا اكمام وبينما هي ترتدي ملابسها انشغل ويليام عنها بتصفيف شعره وبعد أن انتهت توجه إليها وهو يحمل معطف ابيض جلدي أخرجه من دولابها فوضعه على كتفيها من الخلف وقال"ارتدي هذا....سيكون الجو بارداً عليك"
استرقت كلوديا النظر للخارج من النافذة الزجاجية ثم قالت"لا أظن أن الجو بارد هذا اليوم"
اقترب ويليام منها ونطق بصوت منخفض"ثقي بي وارتدي المعطف وكفي عن العناد"
ارتدت كلوديا المعطف وأخرج ويليام شعرها للخارج ووضعها على ظهرها بعد أن غطته معها داخل المعطف بع ذلك ضمها إليه وهمس"لنذهب...."
فخرجا الأثنان للخارج واستقبلت كلوديا موجة هواء باردة جعلتها تنكمش على نفسها فابتسم ويليام عندما رأها هكذا ثم ضمها إليه ليمنحها الدفء فقالت كلوديا وهي تذهب بحضنه للسيارة"كنت محقاً بشأن البرد الغير متوقع في هذا الجو المشمس.....هل هذا بفعل حاستك السادسة؟؟"
ابتسم ويليام ولم يعلق على الأمر........
أنت تقرأ
Love Crime H.S (جريمة حب)
Fanfictionكلوديا تم قتل خطيبها يوم زفافها وقد ترك لها وصية بها عنوان القاتل فتبدا رحلتها للانتقام فماذا يحدث اذا وقع القاتل بحبها ؟