..........الفصل الثلاثين......(خبر سار)......
......فعندما نزلت كلوديا من سيارة كارين لوحت لهما بالوداع لكن هناك شيئاً ما وخز ببطنها جعلها تنزل يدها وتنكفئ على نفسها وهي تتأوه بشدة......فالألم حاد جداً لم تشعر كلوديا بألم كهذا يجتاح بطنها بهذا الشكل الرهيب فحاولت أن تصبر ريثما تذهب سيارتهن لكنها لم تستطيع حتى كبت تأوهاتها.......كانت بليث ترمقها بنظرات قلقة ونزلت من سيارتها بسرعة عندما سقطت كلوديا على الرصيف فهرعت كارين ونزلت هيا ايضاً.......جلست بليث عند رأسها وقالت وهي تدنو نحوها بقلق"كلوديا هل أنتِ بخير؟"
لم تقوى كلوديا على الكلام فازدردت بليث ريقها بخوف فهي تجهل التصرف في الأوقات الحرجة فساعدتها كارين عندما قالت بصوت مرتفع"هيا لنأخذها للطبيب...."
فساعدت بليث كلوديا على النهوض ومشت الأخيرة وهي مستندة عليها.....فتحت كارين لهما الباب فركبت كلوديا بمساعدة بليث التي ركبت بجانبها ثم أخذتهما كارين للمستشفى......
وصلت سيارة كارين للمستشفى وكان مشفى كبير ذو بناية مرتفعة لدرجة تجلب الدوار....نزلت كلوديا ودخلت المستشفى وهي مستندة على كاهل بليث ومنحنية للأمام قليلاً وهي تمسك ببطنها......فاستفسرت كارين من موظفة الاستعلامات عن الطبيب المختص فأجابتها"إنه بالدور الرابع...."
فاستقلتا أحد المصاعد ووجهته كارين للدور الرابع.....فخرجن من المصعد واستفسرت كارين ايضاً من موظفة آخرى عن الطبيب فأشارت على أحدى الغرف فذهبن الثلاثة إليها بسرعة ودخلن بها......فاستقبلهن الطبيب الذي كان يجلس على مكتبه الأبيض بابتسامه كان وجهه صافياً وشعره مسرح بطريقة رائعة ومن يراه للوهلة الأولى يخمن أن عمره في الثلاثين وهي في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير لكن ابتسامته ذهبت عندما رأى كلوديا تتألم من بطنها فنهض من مكانة على الفور وذهب إليها وأمر بليث أن تدخلها غرفة الكشف بسرعة.....فأدخلتها بليث الغرفة ثم ذهبت للجلوس أمام كارين في الكرسيان اللذان أمام مكتب الطبيب......فعم صمت بينهما وكل واحدة منهما تبادل الأخرى بنظرات قلقة وعندما تأخر الطبيب في الخروج أسندت بليث مرفقها على الطاولة وقالت وهي تنظر لغرفة الكشف"أنا قلقة عليها اتمنى أن تكون بخير....وإلا فلن نفلت من استجواب ويليام"
أجبرت الجملة الأخيرة كارين على الابتسام رغم القلق الذي يعتريها.....جعلت جملتها هذه كارين تفكر بعمق في الموضوع فقالت وعلى شفتيها طيف ابتسامه رقيقة"أني حقاً أغبط كلوديا على حياتها.....أشعر بأن ويليام يحبها كثيراً"
ابتسمت بليث وقالت"أنتِ محقة.....فويليام يحبها أكثر من أي شيء أني أرى ذلك بعينيه"
ثم صمتت بليث وهي تفكر بمايك واللحظات الجميلة التي قضتها معه فكلام كارين أثارها لهذا الشيء فخرج الطبيب آخيراً من غرفة الكشف ليخرجها من أفكارها هذه....فركضت كارين للطبيب وقالت"دكتور....كيف حال كلوديا؟؟"
فذهب الطبيب إلى مكتبة وجلس عليه بينما ظلت كارين واقفة بمكانها تنتظر إجابته بقلق فأسند الطبيب ذراعيه على الطاولة وشبك كفيه أمامه وقال"بعد أن أجريت لها الفحوصات والتحاليل تبين لي أنها حامل.."
فهتفت كارين بسعادة وابتسمت بليث بعد أن زال قلقها فأضاف الطبيب"لكن......" هنا التزمت الفتاتان الصمت واستمعتا له"لكن حالتها سيئة فعلى مايبدو لي أنها تعرضت لأعتداء وكاد أن جنينها أن يسقط لو أنا أنقذناه في الوقت المناسب"
طأطأت كارين رأسها بحرج فلقد علمت من والدتها بما فعلته ساندرا بها لكنها رفعت رأسها سريعاً وقالت"وهل هي بخير الآن؟؟"
الطبيب"إنها بصحة جيدة الآن وسأكتب لها مقويات تساعدها بالحفاظ على جنينها"
تنفست كارين بارتياح.....فكتب لهما الطبيب قائمة بهذه المقويات ثم استلم ورقة وأخذ يعبئ بها بيانات المريضة فقال وهو منهمك بذلك"ما أسمها..؟؟"
أجابته بليث"كلوديا مارتل..."
الطبيب"كم عمرها؟"
بليث"24 سنة"
الطبيب"وما أسم زوجها..؟؟"
صمتت بليث قليلاً ثم أجابت"ويليام دينلسون..."
فنظر الطبيب إليها بدهشة"ويليام....أشعر بأني سمعت بهذا الأسم من قبل"
فخافت بليث من أن يتعقد الأمر عند هذا الحد فقالت وهي تقف وتمد يدها لتناول الوصفة"الأسماء تتشابه....والآن ناولني الوصفة فأنا على عجلة من أمري"
في هذا الوقت خرجت كلوديا من غرفة الكشف بمساعدة أحدى الممرضات وعندما استطاعت الوقوف لوحدها ذهبت بليث إليها بسرعة وعانقتها وهي تردد"كلوديا أنتِ حامل....."
فوقفت كلوديا مذهولة والسعادة تبدأ باجتياح قلبها البريء ظلت صامتة والصدمة التي جعلت قسمات وجهها مستبشرة طاغية عليها إلى أن قالت"حامل....لا أصدق"
فعانقتها بليث مجدداً وهي تقول"بل صدقي.....ستصبحين أماً"
فتركت كلمتها الأخيرة طابعاً جميلاً بذهن كلوديا....
على الطرف الأخر أخذت كارين الوصفة من الطبيب وذهبت إليهن وباركت لكلوديا ثم خرجن من غرفة الطبيب ومن المستشفى كله.....فعادت كلوديا لمنزلها وودعت بليث وكارين بسعادة بالغة....مشت كلوديا لمنزلها بخطوات سريعة ومعها أكياس الملابس التي اشترتها من السوق ثم دخلته وأشعلت الأنوار على الفور واتجهت لغرفتها بعد أن ألقت وصفة الطبيب على مقاعد غرفة الجلوس بلا مبالاة و بدلت ملابسها هناك فاختارت فستان فيروزي خفيف وفضفاض بعض الشيء وبلا أكمام تعتليه زخرفة جميلة باللون الأبيض فانساب الفستان على جسدها بنعومة.....ثم خرجت من غرفتها وتوجهت للمطبخ لتعد لها كوباً من عصير التوت المفضل لديها فوضعت كوباً زجاجي فارغاً على طاولة صغيرة داخل المطبخ وصبت بداخله الماء ووضعت خليط التوت داخله ثم أخذت تقلبه كانت كلوديا تقلب العصير وبالها مشغول بكيف ستكون ردة فعل ويليام عندما يعلم بأنها حامل؟.....كانت بشوق عارم لإخباره بهذا لتسعده بقدر سعادتها بالأمر.....فنظرت إلى بطنها بحنان ثم تنهدت بارتياح ومسحت عليه بلطف وهي بغاية السعادة......فأخذت تفكر بأنه سيصبح لديها طفل وأنها ستجرب ذلك الشعور الجميل الذي يشعرك بأنك أصبحت مسؤول عن شيء ما بداخلك ......تملكت كلوديا فرحة عارمة وهي تتخيل بأنه سيأتي من يقول لها يا أمي وبأن هناك من سيحبها كثيراً كما كانت تحب والديها وأن هناك من سيحتاجها كما تحتاج والديها......فرفعت بصرها عن بطنها ونطقت بشوق"متى ستأتي يا ويليام؟؟"
فجأة أحست بجسد يحتويها من الخلف وذراعين تحيط بكتفيها وقبلة تطبع على رقبتها ثم على خدها وهمسات حانية فعرفت صاحب هذه القبل الدافئة وتلك الهمسات التي تسحرها فقالت وهي تدعي الملل من هذا"ويليااام....."فضمها إليه بقوة ثم رفعها بواسطة ذراعيه عالياً فارتفعت قدميها عن الأرض فقالت كلوديا بشيء من القلق"ماذا تفعل؟؟"
ابتسم ويليام ثم حملها على ذراعيه بحركة سريعة ونطق"أحبك......"
لم تعر كلوديا كلمته هذه انتباهاً وقد تعمدت ذلك فقالت باستغراب"من أين أتيت؟.....لم أشعر بمجيئك هل أنت ساحر؟؟"
فطبع ويليام قبلة على شفتيها"بل مسحور بك..." ثم ضمها إليه بعاطفة قوية ومشاعر ملتهبة فقالت وهي تشعر بأن ويليام يضمها أكثر إليه"ويليام أنتبه...."
نطق ويليام بصوته الدافئ الذي تملكته الدهشة"على ماذا..؟؟"
ردت كلوديا بصوت منخفض وهي تبتسم"على طفلنا...."
صمت ويليام للحظات وكأنه لم يستوعب ثم قال بتوجس"حـ......حامل"
هزت كلوديا رأسه بسرور والأبتسامه لا تغادر شفتيها لكنه أبتسامتها بهتت عندما رأت ذلك الهم الذي ارتسم على وجه ويليام فقالت "ويليام.....ماذا بك؟"
أنزلها ويليام من على يديه بهدوء وقال وهو يضغط على شفتيه وكأنه يمنع ردة فعل ما"لا شيء....."
كلوديا وهي تعقد حاجبيها بحزن"إذا لماذا لم تفرح؟....ألا تريد هذا؟"
فأعطاها ويليام ظهره وجمع قبضته بعصبيه وقال"وكيف أريد شيء سأتعذب من أجله"
وقفت كلوديا تنظر إليه بصدمة وهي تحاول تفسير كلامه ثم نطقت بذهول بعد دقائق صمت" تتعذب من أجله!"
صمت ويليام وكأنه ندم على ما قاله لكنه ألتفت إليها وقال بقليل من العصبية"نعم.....فكيف تضمنين أن يعيش طفلنا في ظل ظروفنا هذا؟.....كلوديا ألا تعين بأنه يمكن أن أفقد حياتي ويعيش هذا طفل بلا أب.....أتريدينه يعاني من اليتم ما عانيته؟.....هيا أجيبني؟"
قفزت دمعة حارقة من عين كلوديا اليسرى وقالت بصوت باكي"لما أتوقع هذا منك......لماذا تحطم فرحتي" ثم صرخت"لماذا تفعل هذا بي؟"
فأخذت كلوديا تجهش بالبكاء فندم ويليام على ماقاله لها فهي لا تستحق هذا مهما كانت الظروف كان صوت بكائها يحرك كل وريد بقلبه وكل مشاعره وأحاسيسه تجاهها فاقترب منها ووضع يدها على كتف كلوديا التي تهتز من البكاء وقال بصوت يملؤه الحنان"كلوديا.....أن أعتذر"
لم تصغي كلوديا إليه وأستمرت في بكائها فقبل ويليام رأسها وقال"كلوديا لقد أعتذرت....كفي عن البكاء"
ثم رفع رأسها إليه ونظر إلى عينيها الممتلئة بالدموع وقال"أنا أعتذر حقاً فما كان يجب أن أكون قاسي معك هكذا.....أنا نظرت للجانب السلبي من الموضوع وتجاهلت النظر للجانب الإيجابي وهو أن يكون بيننا طفل يسعدنا كنت غبياً بشأن هذا"
ابتسمت كلوديا من كلامه وتوقفت عن البكاء فأراد ويليام أن يقبل شفتيها لكن صوت جرس الباب منع إتمام هذه القبلة فغضب ويليام وقال"من هذا المغفل الذي يأتي في هذا الوقت.....أتمنى أنه ليس مايك وإلا لقتلته"
ثم ذهب للباب فمسحت كلوديا دموعها وهي تضحك.....
.....................
_من هذا الذي أتى؟هل ستأتي معه مشكله جديده؟
_هل تقبل ويليام أمر حمل كلوديا حقيقتاً؟
_كيف سيكون مستقبل هذا الطفل؟
ستجدون الإجابة في الفصل القادم تحياتي
أنت تقرأ
Love Crime H.S (جريمة حب)
Fanficكلوديا تم قتل خطيبها يوم زفافها وقد ترك لها وصية بها عنوان القاتل فتبدا رحلتها للانتقام فماذا يحدث اذا وقع القاتل بحبها ؟