الجزء الثامن والثلاثون

3.1K 160 8
                                    

........الفصل الثامن والثلاثون <ما قبل الأخيـــر>....(على عتبات الفراق).....

..... استدار ويليام نحو الباب ليغادر وهذا ما أخرس روبرت عن الكلام وقبل أن يغادر التفت إلى كريستين وقال"أهتمي بها جيداً..." ثم أغلق الباب خلفه بسرعة واتكأ عليه من الخارج وهو يغمض عينيه بحرقة في هذه اللحظة شعر أن كل شيء بينه وبين كلوديا انتهى وحانت نقطة الفراق....وفي مغبة أحزانه هذه رن هاتفه النقال لم تكن لديه رغبة بالرد لذلك لم يفعل إلا عندما تكرر الرنين فأخرجه ورد على المتصل وهو يدنو من سيارته"مرحباً...."
أتى صوت لويس حزيناً على مسامعه"مرحباً ويليام....أين أنت الآن؟"
ويليام"تستطيع القول أني في منزلي...."
لويس وقد اخترق صوته القليل من السعادة"أوه...هذا يعني أن كلوديا في المنزل"
ويليام وقد أبطأ بالرد عليه حيث كان يشغل سيارته"نعم...."
لويس"إذا لماذا صوتك حزين..من المفترض أن تكون سعيداً؟"
ويليام بسخرية ممزوجة بألم"حقاً...أيجب ذلك؟"ثم أضاف بصوته العادي"أطمئنك أني لست حزيناً...هل أردت شيئاً؟"
أدرك لويس من كلامه أن يشعر بالضيق فأراد أن يغلق الهاتف دون أن يخبره بالذي جعله يتصل به لكن لا بد أن يعلم فهذا الموضوع يخصه أولاً وأخيراً فقال"ويليام يجب أن تُمثل في المحكمة غداً"
تنفس ويليام ببطء وهو يفسر مقاله ليقول بعدم اكتراث"حسناً....لا بأس سآتي" 
صمت لويس مندهشاً من ردة فعله الباردة التي لا تعبر عن رجل وصل للمحكمة وقد يصل به الحال للمشنقة ثم قال"ويليام هل لديك خلفية عن سبب مثولك هناك...أعني في المحكمة؟؟"
ويليام"أعرف كل شيء لويس...لكن ماذا تريدني أن أفعل؟أنتحب مثل النساء؟...أنا انتهيت لويس ويجب أن تعلم هذا"
أغلق ويليام الهاتف بعدها دون أن يسمع شيئاً من لويس الذي أغلق السماعة هو بدوره وسيطر الأسى عليه وهو يتذكر جملة ويليام الأخيرة التي لمس بها اليأس منه لأول مرة"أنا انتهيت لويس ويجب أن تعلم هذا"في اللحظة نفسها سقطت من عيني ويليام الشامخة دمعة تقهقرت بها خيوط السعادة وذبلت فيها معاني الفرح وحل بها عزاء روحه المنهكة....
* * * * * * * * *
في المنزل كانت كريستين مازالت على وضعية الوقوف التي ودعت بها ويليام تفكر بتأثر في كل ما يحدث حولها أحست بثقل أفكارها عندما تذكرت كلوديا ومصيرها هي وروبرت في هذا الأمان الذي تشعر بأنه سيزول قريباً أدركت وهي تفكر أن الحياة لا تبتسم لأحد طوال حياته كما كانت تظن مع بأشخاص تشاهدهم في الخارج عندما كانت في المقر وأن للحرية مقابل قد لا يستطيع البعض دفعه وتمنت أن تستطيع ذلك هي وروبرت!.....رن جرس الباب فقفز قلبها بسعادة وتمنت أنه ويليام قد عاد لكن فرحتها ذبلت عندما فتح روبرت الباب عنها ورأت شاب غريب يقف عليه ابتسم له روبرت بلباقة وقال"آهلاً وسهلاً..."
الشاب وهو يمد يده لمصافحته"آهلاً...أنا المغني براين"
لا علاقة لي روبرت بالغناء لا من بعيد ولا من قريب لذلك صافحه بحرارة مدعياً أنه يعرفه وقال"آهلاً بك...أنا روبرت...تشرفت بك"
براين" ولكن قيل لي أن هذا منزل ويليام؟؟"
روبرت"هذا صحيح....وهو الآن في الخارج في موعد ما"
براين بابتسامة"الحمد لله أني أصبت العنوان ليس ككـ......"
أوقف حديثه تلك الفتاة الفاتنة التي خرجت من الغرفة وهي تسير ببطء,أستطاع معرفتها رغم كل الشحوب الذي يغطي وجهها وقال لي روبرت وقد ابتهج قلبه"هذه السيدة كلوديا..صحيح؟؟"
لم يكن روبرت حينها منتبهاً لأنها خرجت فقال"لا...هذه كريستين"
براين وهو يقطب من جبينه بتعجب"لا مستحيل...هذه كلوديا أعرفها جيداً"
فنظر روبرت للخلف ليتأكد فرأى كلوديا تقف إلى جانب كريستين فعاد بنظره إلى براين"آسف لقد كنت مخطئ....أنها فعلاً كلوديا"
براين بابتسامة"كنت أعلم هذا...هل تسمح لي بالحديث معها قليلاً؟؟"
صمت روبرت قليلاً وهو محتار بعما إذا كانت كلوديا تستطيع الحديث معه أم لا فأمل ذلك وقال"بالتأكيد...لما لا...تفضل"
دخل براين المنزل وابتسامته تزداد أتساعاً وهو يتوجه نحو كلوديا وعندما أقترب منها ومد يده لها وقال"آهلاً سيدتي..."
نظرت كلوديا مطولاً إليه وكأنها تحاول التعرف عليه ثم صافحته على مضض فرغب براين بمصافحتها مجدداً عندما لامست يداه يدها الناعمة ثم قال"هل تذكرينني...أنا براين"
صمتت كلوديا وهي تنظر لعينيه المتلهفة لسماع ردها ثم أشاحت وجهها عنه بهدوء وتأوهت بتعب وهي تضع يدها على بطنها فتغيرت ملامح براين من السعادة إلى القلق وقال"كلوديا هل أنتي بخير.."
ذهبت كريستين لكلوديا وأسندتها عليها وقالت لبراين"أنها متعبة قليلاً...تستطيع محادثتها بوقت لا حق"
براين"سأجلب لها الطبيب إذا كانت متعبة.."
كريستين"لا...لا داعي لذلك..أنها تحتاج للراحة فقط"
براين"حسناً...أراها غداً...إلى اللقاء"
روبرت"إلى اللقاء" ثم أغلق الباب خلفه...
وأخذت كريستين بيد كلوديا وذهبت بها للغرفة لكي ترتاح وعندما أراد روبرت أن يرتاح هو الآخر على أحد المقاعد رن جرس الباب.....فذهب إليها بتثاقل وهو يتذمر منه ثم فتحه فدخلت سيدة جميلة المنزل دون أن تستأذن وقالت بانفعال"أين كلوديا؟...مالذي جرى لها؟" 
روبرت"ومن أنتي؟"
السيدة"أنا خالتها جاكلين..."
روبرت"آه...آهلاً بك...كلوديا بخير أنها في غرفتها الآن أذهبي إليها واطمئني بنفسك"
فركضت جاكلين بقلق إلى غرفة كلوديا وفتحت الباب فرأت كلوديا مغمضة العينين وهي بحالة مزرية وبجانبها كريستين تربت عليها بهدوء فذهبت إلى كلوديا ووضعت يدها على جبينها وسقطت دمعتان منها وهي تقول لكريستين بقلق"مالذي حدث لها؟...قولي الحقيقة أرجوكِ"
كريستين باستنكار"عفواً ولكن من أنتي؟"
جاكلين بنفاد صبر"أنا خالتها...أرجوكِ تكلمي"
كريستين بحزن"لقد أمسكت العصابة بكلوديا وتعرضت للتعذيب المتواصل مدة يومان ولقد فقدت جنينها وانهارت نفسيتها وأصبحت لا تتحدث"
فانحنت جاكلين على كلوديا وضمتها بحنان وهي تبكي فأشاحت كريستين بوجهها وهي تدافع دمعاتها أمام هذا المشد المؤثر...
وبعد دقيقتان وقفت جاكلين ومسحت دموعها وقالت بحزم"يجب أن تشفى كلوديا...سأحضر لها أفضل طبيب في العالم...لكن يجب أن تشفى يجب"
ثم أضافت بعد مدة قصيرة"وأين ويليام؟"
كريستين"إنه هو الأخر بمشكلة أكبر"

Love Crime H.S (جريمة حب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن