فُتنة

الفصل الرابع عشر

جنات بهدوء : الحمدلله ي ماما انا كويسة وقربت اخلص الشغل فى المعرض وهسيب بقا الموظفين يكملو انا تعبت اووى .
فريدة بحنو عليها: طيب يا حبيبتى مستنياكى وسوقى على مهلك .
جنات بستفهام: بقولك يا ماما خالتو منال متكلمتش عن ان ميرهان و مالك هيجو ولا لا الافتتاح.
فريده بانزعاج فهيا تعرف مقصد ابنتها ومدى تعلقها بمالك: لا ي جيجي هيا هتكلمهم وهما برحتهم متشغليش بالك انا هشوف الموضوع ده مع منال اوكي ي قمر.
جنات بحب : اوكى ي ماما سلام بقا عشان هالم اللوحات اللى مخلصتش وهاجى البيت اخلصهم.
ثم لمت جنات لوحاتها وانطلقت الى منزلها .

وهناك امام المعرض
كان هناك رحل يتحدث فى الهاتف وهو ينظر الى المعرض: ايوه ي ادهم بيه عرفتلك معلومات عن جنات فاروق.

عودة الى القاهرة فى قصر رشدى الرشيدي دخلت فُتنة وكعادتها انيقة حتى فى حديثها.
فُتنة  باحترام : من فضلك بلغ رشدي بيه ان فُتنة الكحلاوى هنا .
الحارس باحترام : اتفضلى ي هانم الباشا مبلغنا ان لما حضرتك توصلي تدخلى على طول.
ابتسما بلطف ودخلت القصر وهناك كانت تنظرها فتاه تبلغ من العمر ٢٩ عاما جميله الشكل ذات عيون وشعر عسلي بيضاء حسناء القوام .
نيرة بعتاب: كده بردو ي فُتنة اكتر من ٣شهور مشفكيش .
وذهبت اليها بهروله واحتضانتها بشوق ولهفه.
ابتسمت فُتنة فكانت مشتاقه اليها بشده ف نيره ابنة رشدى وكانت فى السجن مع فُتنة بتهمه تعاطى وحيازه مخدرات وكانو بمثابه الاختيين فى السجن بسبب قرب سنهما  وعندما خرجت من السجن كانت حبيسه فى قصر  والدها ،وظلت تتعالج حتى رجعت الى طبيعتها و غيرت من حياتها وقربت من الله كثيرا وارتدت الحجاب ،ولم يتخليان عن بعضهما وظلا اصدقاء .

فُتنة بفرحه: معلش بقا ي نيرو قلبك ابيض حقك عليا والله كنت مشغوله اووى لو حكيتلك اللى انا فيه هتلومينى اوى .
نيره بقلق : فى اى فُتنة قلقتينى .
فُتنة حاولت ان تبدو طبيعيه : لا حبيبتى متقلقيش المهم باباكى فين .
نيره وقد تغير معالم وجهها الى الضيق: جوه مستنيكى ربنا يهديه .
فُتنة وقد شعرت بضيقها : اى حصل اى تانى مش قولتى ان فى حد متقدملك  .
وقد أتى الحارس قائلا: فُتنة هانم الباشا مستنيكى جوه .
استاذنت من نيرة ودخلت الى مكتب رشدي وهناك ...

رشدي بترحيب كبير: اهلا ي فُتنة عامله اى .
فُتنة بود: الحمدلله ي رشدي بيه .
رشدي باستغراب : لا رشدى بيه فى الاجتماعات وقدام الناس لكن هنا انا عمك رشدي ي بنتى .
ابتسمت فُتنة لرشدى فذلك الرجل يعتبر السند لها وهو من ساعدها كثيرا حتى يخرجها من السجن بل يقف معها فى جميع قرارتها.
رشدي بتغير مجري الحديث : بصي بقا ي فُتنة انا عايزك فى موضوعين الاول بخصوص الاخبار بتعتك والتانى بخصوص الصفقه الجديدة.
فُتنة وقد نظرت اليه بحيرة من كلامه ثم قالت بعدم فهم : يعنى اى الاخبار بتعتك .
رشدى بشرح : فُتنة انتى كبرتى اووى وكل الناس والتجار ملهمش سيره غيرك من بحري لقبلي انا خايف ده يفتح عليكى مشاكل متقدريش تعديه اه احنا فى ضهرك لكن النار مش هتفرق بين حد وحد ي بنتى .
فُتنة ببرود : ي عمى انا افتكر فى حاجه كبيره، ده العادى على فكره كل واحد ناجح فى شغله سمعته بتبقى سبقاه .

رشدي بعدم فهم وتهكم: اى اللى انتى بتقوليه ده انتى مش فهمه ولا اى انتى فى مشكله كبيره ده هيفتح عليكى ابواب جهنم .
فُتنة وقفت ونظرت اليه قائلة بجدية : انا اقصد ان لكل شي نهاية، انا الاسطورتى دى هتخلص قريب .
رشدى بريبة: تقصدى اى ي فُتنة.
فُتنة  لم تريد ان تكشف اوراقها بسرعه فقالت بهدوه: لا مش اقصد حاجه انا بس اعصابي تعبانة،ثم استاذنت وقالت باعتذر: معلش ي عمى عن اذنك هسلم على نيرة وهمشي.
بعدم خرجت فُتنة قال رشيدى بزعر وخوف من القادم:
ياتري اى اللى بتفكري فيه يا فُتنة .
ذهبت فُتنة إلى نيرة فانها صديقتها الوحيدة التى تستريح لها فى الحديث.
قالت نيرة بحيره : فى اي ي حبيبتى شكلك مش عجبني.
فُتنة بقلق وتوتر : هو باين عليا اوي كده.
نيرة بوصف حالتها : اه طبعا وشك متغير وعينك فيها دموع وكل ما اتصل بيكى داده سنيه ترد وتقول نايمة نايمة واخر مره قالت انك عندك الدكتور .
فُتنة بحسره ودموع على حالها: الحمدلله ي نيرة كتر خيري انا خلاص مش قادره تصورى ان بعد ما خرجت من السجن معيطتش غير لما عرفت ان ماما توفت بعد كده حصلت مواقف كتير بقيت اشيل واكتم جوايا لحد م اكتشفت ان انا شايله فوق طاقتى كتير اوى لحد من يومين شوفت ، ثم صمتت وكانت دموعها كالسيل الجاري.
نيرة ببكاء على حال صديقتها ذهبت اليها واحتضانتها: شوفتى اى ي فُتنة خلاكى انهارتى كده.
فُتنة ببكاء وهيا تنظر اليها: شوفت مالك احلى ما فى الدنيا ي نيرة ، اللى كل يوم كنت بحكى عنه واحنا فى السجن  مالك اللى مش مخلى اللى فات من عمري معاه زكريات، مالك اللى اخر ليله شوفته فيها فى اسكندرية بشوفها كل يوم فى احلامى ي نيرة ثم جالست فى الارض وانهارت قواتها.