فُتنة

الفصل الواحد والعشرون .

مالك بلهفة : طيب هيا كويسة ممكن اشوفها.
الطبيب : هيا مش حاسة بحاجة خالص وياريت تسبوها شوية هنا الانسة حالتها النفسية سيئة وممكن لا قدر الله منلحقهاش المرة الجاية ، خليها هنا احنا هنعرضها على دكتور نفسانى.
بسمة بتفهم : طيب شكرا جدا ي دكتور ممكن ابات معاها هيا محتجه حد جمبها لما تفوق .
الطبيب بموافقة: تمام احنا هننقلها اوضة عادية  وممكن تباتى معاها، عن اذنكم.
مالك لبسمة بلطف: مفيش داعي ي بسمة وجودك هنا انا هبات معاها كفاية انك نزلتى متاخر .
بسمة بضيق: احنا اخوات ي مالك والله لا ابات معاها اتفضل انت انا معايا حاجاتى  الشخصية فى العربية ، ولازم اكون جمبها واساعدها انت مش هتعرف .
مالك بحيرة :بس ااااه
استوقفته بسمة بلطف : مبسش ولا حاجة خلاص بقا سبنى على راحتي ، ثم قالت بتسال: ما انا لازم اعرف فى اى وهيا مش هتحكيلك لما تفوق على طول خلينى جمبها يمكن اعرف احل الموضوع ده ومتحتجى لدكتور نفسانى ، اختك قوية وجدعة ي مالك ولازم اقف جمبها ، يلا بقا تصبح على خير.
دخلت بسمة الغرفة وكانت ميرهان نائمة كالملاك ولكن بوجهه شاحب كالاموات فرتبت علي يدايها بلطف
قال مالك وهو يزفر بضيق: ربنا يقومها بالسلامة ان رايح ادفع فلوس تحت الحساب ، ان هاجى بدرى من بكرة ان شاء الله .
واستذن مالك وذهب الى بيته وبدا يفكر فى الامر ،ثم دخل غرفتها وبدا يبحث بها عن شيئا يساعده الى ان فتح مجلد خاص به وقراءة ورقة يوجد بها كلام شاعري بامضاء "مهاب" .
فقراءها وقال بصدمة: مهاب الفخراني.

عند فُتنة كانت نائمة فقامت على رنين هاتفها المتصاعد فاجابت بنعاس: الو مين .
فردت امراة بصوت خفيض: الو ي ست فُتنة انا روحية مرات البواب ، الباشا اللى فى العربية و اللى عطالى نمرتك ، الحق ي ست .
قامت فُتنة وقد تزكرتها وقالت بلهفة: اتكلمى اتكلمى يا روحية سماعكى كويس .
روحية بصوت خفيض وهيا تراقب الباب فكانت تتحدث فى غرفتهم: الحقى الست نيرة رشدى بيه حبسها فى المخزن اللى ورا القصر بعد ما كانت طلع تجري وضربت حارس بالنار .
فُتنة بفزع : اى ياانهار اسود لى حبسها وضربت الحارس ليه .
روحية بحزن ودموع: اصلها ي حبة عينى شوفتهم هيا والباشا كانو فى الجنينه وكانت بتتكلم بصوت عالى وبتقوله "انه ظالم وهو السبب فى اللى حصلها وان كما تدين تدان وحاجات تاني كتير " ،وبعد كده طلعت تجري وكان معاها سلاح ولما الحارس حاول يمنعها ضربت عليه نار والباشا ضربها وحبسها فى المخزن ونبه علينا ان اى يحد يدخلها غير بالاكل والشرب بس .
فُتنة بتوجس وقلق: طيب فى حاجه تانى حصلت.
روحية بنفي:لا يا هاانم محلصش حاجة تانى ، ابوس ايدك ي ستى انقذيها دى متستهلش اللى الباشا بيعملو فيها ده.
فُتنة بحنان: متقلقيش ي ست روحية وشكرا جدا على اللى بتعمليه ده متقوليش لحد انك كلمتنى و امسحى رقمى واحرقي الورقة اللى فيها الرقم مع السلامة .
اغلقت الهاتف وجلست تفكر بقلق وحيرة وهيا تقول: بقا ي رشدى تحبس بنتك وتضربها حسابك تقل اوي معايا.

عند ميرهان فى المخزن
تذكرت ما حدث فى تلك الليلة عندما سمعت ابيها يتحدث مع مهاب عن تلك التاجرة الفاسدة وتذكرت المشاهد للاطفال الضحايا المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى
فقررت المواجهة مع ابيها ولكن تطورت تلك المواجهة الى ان كادت ان تهرب من تلك المافيا ولكن تورطت فى قتل احد الحراس، وتذكرت ابيها عندما امر بحبسها فى المخزن و وتطور الامر الا ان ظل يضربها حتى تدمي جلدها ظلت تصرخ حتى يرحمها تبكى بشدة على حالها .
مرت تلك الليلة اخيراً فكانت من اصعب المحن عليهم جميعا.
فى الصباح كان مختلفاً على الابطال.

دخلت فُتنة الى غرفة والداتها القديمة التى لم يمسها احد بعدها ،فقدت طلبت من والدها قبل ان يتتم زيجته ان يترك الغرفة خاوية لتتذكرها .
جلست على السرير وتنفست بعمق يحمل انين الزكريات والحنين ، ثم قامت بفتح خزانتها وبدات تقلب بين ملابسها ،كادت ان تغلقها لولا ان رأت صندوق صغير موضوع فى اسفل الخزانة ،استغربت بشدة لانها لم تري ذلك الصندوق من قبل، اتت به وجلست على السرير وبدأت تتامله بتعجب؛ف كان الصندوق من العاج قديم الطراز اليدوي ،بدات فى فتحه .
وجددت فى المقدمة  مجموعة من الاوراق وبدات فى قراتها" انا عارفة انك انتى الوحيدة ي بنت بطنى اللى هيدخل اوضتى بعد ما اقابل وجهه ربي الكريم  وانتى اللى هتحتفظى بحاجاتى، لان انا ربيتك على الوفاء، سمحينى ي فُتنة على اللى حصلك ده انا جمعتلك كل الاوراق دى من صفقات ابوكى كان بيعملها معاكى ،وكمان الرجل الكبير ده ورق هيعرفك البلاوي كلها بس خالى بالك ي بنتى هم مش ساهلين ابدا متمنيش لحد نهائي ، انتى فى يوم وليله لقيتى اعز الناس ليكى تجار مخدرات ورحتى فى الرجلين "
ظلت تقرا كلامات امها بتمعن شديد حتى بدات تقلب فى باقي الاوراق وكشفت كثير من الامور لخطتها ، شهقت عندما وجدت ....