فُتنة

الفصل السابع عشر

قال بدر بضيق وهو ينفث دخانه: دول معظمهم دكاتره كبيره ومحدش بيقول للفلوس لا.
شريف باستفهام : طيب مين صاحب الكافيه ده!؟
بدر بشرح : ما هو ده اللى شغلنى ازاى واحد عامل نفسه ان رجل محترم زى رشدى الرشيدي مصاحب واحد زى مهاب الفخرانى ده وكان بيتردد على الكافيه ده كتير ، والغريبه ي اخى احنا لاقينا ٥٠ كاميره مراقبه فى الكافيه كله ماعدا فى المطبخ والطرقه وده مخلينا عملنا امر من النيابه بسرعه بالقبض عليه ولكن مش لاقينه كان فص مالح وداب.
مالك بتمنى : ممكن اشوف طيب الاطفال دول اللى واخدين منهم الاعضاء .
بدر بايجاب : اه طبعا اتفضل دى صور ليهم .

راء كل من شريف ومالك الصور وكانت فى غايه الفظاعه وعدم الانسانيه فيها لاطفال اقل ما يقال عنهم ابرياء ليس لهم ذنب فى الدنيا الى انهم ولدو فقراء او نتيجه غلطه اباء وتحملها ابناء وهم فى مشاهد تجردت فيها الانسانيه والعطف.

استذانا منه مالك وشريف وخرجا من المشرحه وانتقلا الى الاداره حتى ياخذ مالك سيارته من اسفل البناية.
تفرق على امل الالتقاء فى الاجتماع  فى الصباح الباكر.
دخل مالك شقته وهو مهموم من ما راءه فى الصور لتلك الاطفال الابرياء .
ميرهان بقلق: فى اى ي مالك ده انا قولت هتيجى فرحان بسبب انك شوفت تونة .
عاد مالك من شردوه : مفيش حاجه بس القضيه اللى معايا كل يوم بتكبر ثم قال بتنكر: انتى ي بت مش شغاله صحفيه ولا بتبيعى لبن مش تقوليلي على حكايه قضيه الاطفال والاعضاء دى.
ميرهان باستنكار : لبن اى وسمك اى واطفال اى ي عم انا مش فهمه حاجه .
مالك بخبث من جهلها بالامر : اه صحيح نسيت انك صحفيه نص كوم اصلا ، اصل بكره هيبقا فى حته سبق صحفى عن اكبر قضيه خطف الاطفال وتجاره الاعضاء .
ميرهان بفزع : ايييييييه وانت عرفت منين كل ده.
وقف مالك من جلسته وعمل التحية العسكرية ثم قال بغرور : مع حضرتك الرائد مالك ي فندم .
ميرهان باعتذر ورجاء :  معلش بقا ايوووه عليك احكيلي بقا ي مالك اى اللى حصل  اتكلم بسرعه يلا احكيلي.
مالك بخضه : اسكتى خالص اى بلعتى راديو ي ميري.
بدا يقص عليها ما حدث حتى بدات تبكى من تفاصيل القضيه وبشاعتها الى سالت بشك : طيب هو الكافيه ده فين وبتاع مين.
كاد ان يجاوب مالك على سوالها فرن الهاتف الخاص به فرد مسرعا: ايوه ي شريف ثم قال بصدمه : اى ازاى ثم قال طيب طيب انا مسافه السكه هكون عندك.
ميرهان بقلق وقد فزعت من كلام مالك : فى اى .
مالك بدهشه : شريف اضرب عليه نار على الطريق والعربيه اتفحمت لولا هو نزل منها كان ماات.
ميرهان برعب: طيب هو فين حصله حاجه .
مالك بقلق : لا صوته كويس هو فى المستشفى .
ميرهان ببكاء: متسبنيش هنا لوحدى انا خايفه خدنى معاك .
احتضنها مالك بطيبة وظلت ترتجف ميرهان بزعر.
واخذها معه الى المستشفى فهي خائفه من المكوث فى المنزل بمفردها .

دخلا مالك وميرهان المستشفى وكان هناك عنده حسام وماجد وبسمه وتطمئنو عليه جميعا .
شريف بهزر : مفيش حاجه ي جماعه والله دى العربيه اتفحمت بس وانا نطيت منها كان زمانى بقيت كفته والله الحمدلله ، ثم نظر الى ميرهان مش تعرفنا على خطبيتك ي بيه.
مالك بفهم ما يقصده شريف: لا يا حبيبي دى اختى مش خطبتى  هااا اختى عشان باين كده وقعت على دماغك .
ميرهان وقد هدات من رعبها وقالت برقه  : حمدلله على سلامتك.
شريف بلطف وحذر من مالك فقال بتوجس: الله يسلمك متشكر.
ماجد بهزار: قلقتنا عليك ي عم مكنتش عربيه فحمت اللى تعمل كل ده.
بسمه بشك فى ذلك الامر : بس انت مشوفتش اللى ضرب عليك نار ي شريف.
حسام مواكداً على كلامها : فعلا عندك حق ده حد قصدك اووى ودى كانت قرصه ودان اكيد عشان لو كان اغتيال كانو ضربو نار تانى بعد العربيه فحمت.
شريف بتاكيد على كلامهم : فعلا عندكم حق انا كنت بفكر فى كده بردو وخصوصا ان مالك كان معايا قبلها ب ربع ساعة زى ما يكون استنونى عقبال ما اوصل مالك واستفردو بيا
مالك بتفهم: قصدك رشدي و مهاب.
انتفضت ميرهان على ذكر اسم مهاب فقالت بفزع : هو انتو تقصدو مهاب الفخرانى.
التفت اليه الجميع  باستغراب وقالت بسمة بشك : هو انتى تعرفيه.
كانت علامات الصدمه على وجهها كالصعق لم تعرف بماذا تجيب.
مالك مبررا لرد فعلها المحير وقال بذكاء : اصل ميرهان ي جماعه شغاله صحفيه كبيره فى جريده اليوم.
فهم الجميع ما قاله مالك وان عمالها حتم عليها معرفة تلك المعلومه.
استاذن الجميع من شريف وعلى امل اللقاء فى الغد.
اما بسمه فقد اعطت رقم هاتفها الى ميرهان للاطمان عليها وحتى يكونا اصحاب .

كانت ميرهان تفكر فى كلام شريف:
فعلا عندكم حق انا كنت بفكر فى كده بردو وخصوصا ان مالك كان معايا قبلها ب ربع ساعة زى ما يكون استنونى عقبال ما اوصل مالك واستفردو بيا ".
مالك بترقب ان تتكلم ميرهان ولكن ظلت شارده ولم تفكر فى تبرير معرفتها لمهاب .
مالك بهدوء: هتفضلي سكته كتير.
ميرهان قالت بصوت خفيض : ممكن نكلم بكره، انا مش قادره اتكلم ي مالك .