الفصل الخامس والعشرون

3.1K 57 18
                                    


ظلت جالسه فى المكان خارج حدود القاهرة والقلق يتملكها كل لحظه تمر عليها وتنظر فى هاتفها بحيرة.
مسكت هاتفها وعاودت الاتصال به : بص انت لما توصلها اتصل بيا بسرعة نيرة اكيد دلوقتى مش هتقدر تثق فى حد تمام يا رحيم.
رحيم بتفهم: حاضر حاضر ،المهم دلوقتى اهدي خالص واتكلمى مع رشدي كتير وحاولى تبيني عكس اللى جواكي كدة.
فُتنة : طيب اقفل عربيته وصلت ومعاه عربية تانية فيها حرس كتير.
رحيم باطمنان: الحمدلله انى جهزتلك عربيتين وراكى فيهم رجالتك .
فُتنة بود : يلا مع السلامه وخالى بالك من نفسك .
قفلت هاتفها ونزلت من سيارته بتغندج حاد كالسيف، ونظرت اليه وهيا تتقن فن التمثيل وبملامح الطيبة ذهبت اليه وصافحته بحنان بالغ : اهلا ي عمو عامل اى ؟!مفيش اخبار عن نيرة!!...
اقترب رحيم بسيارته ومعه الحرس  من نواحي القصر ثم هاتف شخص يدعي مسعد وقال : الو يااسطي عامل اى .
مسعد بسعادة: الحمدلله ي رحيم انت فين كده وحشتينى ي جدع.
رحيم بخبث: انا والله وصلت الست فُتنة وقولت اجيلك اقعد معاك شوية .
مسعد : طيب عال اووى تعالى بقا قصر رشدي بيه نقعد شوية وحشتني القاعدة معاك يااسطى.
رحيم بفرحة: طيب ربعايه وهتلاقينى عندك.
ثم اغلق الهاتف وعاود الاتصال بزوجة البواب : الو انا من طرف الست فُتنة وهيا بتقولك...
ظل يشرح لها الخطة بتأني تام حتى لا يحدث خطا .
انتظر رحيم الوقت ثم دخل القصر وامر رجالته بان ينتظرو اشارته، ويقومون بارتداء ماسكات على الوجه حتى يتجنبو كاميرات المراقبة.
مسعد باستقبال حار: يا اهلا بيك رحيم عاش من شافك .
رحيم بود: معلش بقا يا صاحبي مشاغل .
مسعد : طيب تعالى بقا نشرب حاجه.
رحيم باستفسار: هو مفيش حد هنا ولا اى.
مسعد : لا كلهم مشيو مفيش غير انا والبواب ومراته وحارسين جوه .
رحيم باستغراب: ودول بيعملو اى جوه يا صاحبي.
مسعد: وقفين عند المخزن على الس...
ظل ينظر فى الارض ويحك فى راسه فقد وقع بلسانه مع صديقه ولم يحترم وعده مع رشدي.
رحيم وقد ادرك كلام صديقه فقال مغيرا الموقف : يلا ي عم اعزمني على حاجه ولا انتو هنا بخلا ولا اى ده احنا عايشين فى جنه بيت الكحلاوى ي راجل .
مسعد بنفي : لا والله اتفضل اقعد هنا عبال ما اجبلنا حاجه حلوه نفك بيها القاعده.
ذهب مسعد الى داخل الفيلا ليجلب مشروبات لهم فاعطا رحيم الاشارة لرجالة بدخول القصر والاستخباء فى غرفة البواب .
دخلا الحرس وقامو بالاستخباء لاكمال الخطة .
اتى مسعد وهو حامل مشروبات بين ايديه وقال اتفضل الخادمة متوصية بينا على الاخر .
بدا رحيم فى تناول الاكل بنهم قائلاً له بجدية: بصي ي صاحبي انا عايزك جمبي تكون دراعي اليمين انت حبيبي والست فُتنة مش هتعارض خالص انت امشي من هنا وتعالى اشتغل معانا .
مسعد بعدم تصديق: بجد ي رحيم انا فعلا عايز اسيب المكان العكر ده تصور الراجل صاحب الهيلمان ده يحبس بنته الوحيدة ويعذبها  فى المخزن ومفهمها انها قتلت حارس هنا زميلنا وهو بس اتصاب فى كتفه .
رحيم وقد اظهر معالم التاثر والضيق : اعوذ بالله من ده راجل ، بقولك انا مش بعرف اتكيف الا بسجاير اطلع على اول الشارع هات لينا سجاير عقبال م ادخل الحمام .
وافق مسعد وارشده على مكان الحمام ، بعد ان راي خروج مسعد من القصر  اعطا الاشارة الى رجاله بقتحام المخزن الخاص بالقصر ودخلا المكان ووجدو نيرة فى حالة يرثى لها جرى اليها رحيم واعطا لها المياة لتهدا من روعها ثم قال بهدوة : انا رحيم من رجالة فُتنة هيا اللى بعتني ليكى يالا نخرج من هنا .
نيرة قد اشارت براسها بعدم تصديق وظلت تبكى بشدة وبدا صوتها يعلو بالصراخ .
تذكر كلام فٌتنة فى عدم تصديقها لاحد فرن على فُتنة فى الحال ، وفى تلك اللحظة كانت فُتنة تتحدث مع رشدى من موضوع مهاب وعندما سمعت رنين هاتفها يعلن اتصال من رحيم نظرت اليه قائلا: عند اذنك ي عمو هرد على تلفون من بره مصر .
دخلت الى سيارتها وردت عليه وقام رحيم بفتح السماعة الخارجية حاى تتمكن نيرة من سماعها وقالت بحنو: حبيبتي انا فُتنة اهدي يا روحي واسمعي كلام رحيم هو صديقي تقدري تثقي فيه زي م انا بثق فيه عو هيجيبك لعندي .
مسحت نيرة دموعها بفرحة وابتسمت بمجرد سماع صوتها ونظرت اليه ،اغلق رحيم الهاتف وقام بحملها والحرس من الامام والخلف ووضعها فى سيارته قام بمهاتفت مسعد واعتذر له لان جاءه عمل طاري وانطلق بسيارته الى البيت العالى.
اما عند فُتنة قد مسحت دموعها وخرجت الى رشدى واعتذرت عن تاخره معلل انها شحنه أتايه فى القريب العاجل من الهند ، وبعد فترة من الزمن ذهب الطرفان الى منزلهم .
دخلت فُتنة البيت العالى واتجهت الى الغرفة التى تجلس بها نيرة واحتضنتها بشوق: حبيبتي اى اللى حصلك متخفيش ابوكى مش هيوصلك هنا امان وانا هشدد الحراسة عليكى .
نيرة وقد استعدت بعض الامان وبدات تنطق بصعوبة بسبب الصدمات التى الجمت لسانها: ف ف فُتنة ااناا قااتلت حااررسس.

من هنا تدخل رحيم فى الحديث وقال: حضرتك ي نيرة هانم مقتلتيش حد هو اتصاب فى كتفه بس وانا اتاكدت من كده ولو عايزه اجبهولك تشوفيه انا تحت امرك .
نظرت اليه فُتنة بفرحه بينما نيرة كانت فى صدمة من كلامه فقالت فُتنة بفتخار : مش قولتلك ده ثقة.
دخل رشدى المنزل ولم يشك بشي واتجه الى المكتب وبدا يمارس اعماله .
نظرت نيرة اليه بامتنان وقد شعرت بخفقان في القلب لم تشعر به من قبل كانت تسمع كلامات من فُتنة وهيا بعالم اخر نظرت اليه وهو يهز براسها ويستأذن بتادب ووقار كان العالم وقف للحظات بدات تتحدث فى نفسها لتوصف ذلك الشعور كامت تتمتم بكلمات بلهاء:
بدات دقات كدقات الساعة تطرق قلبي
لم اعرف ذلك الشعور من قبل هل هذا قدر ام صدفة

فُتنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن