|٦|الفصل السادس.

913 112 38
                                    

[يــوم الـسـبـت | الـسـاعـة الـواحدة صباحًا.]

«المال؟» قال و هو يفتح يده قبل أن يسلمني المظروف، تأففت و أنا أقلب عيني ثم أخرجت الكثير من الدولارات و سلمته إياها ليسلمني المظروف بالمقابل و يغمز قائلًا «ليلة سعيدة.»

أخفيت المظروف جيدًا في حقيبتي الصغيرة و اتجهت خارج الزُقاق المُظلم بخطوات واسعة لكي لا أواجه أحد الثمالى بهذا المكان العفن.

خرجت للطريق الرئيسي و قابلتني أضواء المدينة رغم أن الساعة تعدت منتصف الليل مازال هُناك حركة، أحتضنت نفسي أكثر بذرعاي أسير سريعًا و أنا أخفض رأسي.

مرَْ أسبوعين تقريبـًا على ذلك اليوم، لن أستطيع القول أنني أصبحت بخير بل أنا عكس ذلك تمامًا.
أصبح عمي مارك الوصي علي طبقًا لوصية والدي حتى أتم الثامنة عـشـر، أصرت يولاند على العيش معهم لكني أقنعتها أنني سوف أكون أفضل إذا سكنت بمنزلي.

يبدو أن أوستن سميث أوفى بوعده، روحي لم تعد موجودة، كل ما هو موجود بعض البقايا ، عقلي ينشط ليلًا مُعيدًا ذكرياتي و يؤنبني أنني خذلت عائلتي و لم أنقذهم لأنني مُجرد ضعيفة عاجزة؛ لم أعترض على ذلك.

اتجهت للطريق الوحيد للنسيان و كان الأفضل، الخمر و المُخدرات، كأنهم مُسكنات للألم، كأنهم الآلآت توقف عقلي عن العمل.

ارتطم بقدماي كائن صغير سحبني من شرودي لأشرد به هو «آسف يا آنسة.» قال بأعين بريئة عندما وجدني أقف أحدق بِه؛ يبدو مُثله، ذات الأعين الواسعة، والشعر البُني الريشي و الوجنتان الممتلأة «كيفين.» همست بدون وعي و أنا أقرب يدي من شعره.

«آسفة جدًا؛ أخبرتك أن لا تتحرك من جانبي.» قالت السيدة مقاطعةً يدي الممدودة ثم سحبته موبخةً إياه.
رفعت عيناي الباردة المُكتنفة بالأكياس السوداء السوداء ليضيف مظهرًا مُخيفًا إلى جانب وجهي الشاب «لا بأس.» تمتمت ثم أشحت وجهي بعيدًا عنها مهرولةً لأختصر وقت وصولي للمنزل؛ كأني أهرب من العالم.

أغلقت الباب خلفي بقوة عند دخولي للمنزل، مررت عبر الأشياء المُلقاة على الأرضية بإهمال بصعوبة نظرًا للمصباح الضعيف الذي يُضيء غرفة الجلوس و يبدو أنه سوف يتعطل قريبًا، ألقيت بجسدي على الأريكة ثم أخرجت المظروف من حقيبتي.

دفعت الأشياء التي  على الطاولة المُقابلة للأريكة لأسمع صوت تكسر بعض الزجاج، تجاهلت الأمر و أنحنيت للطاولة أُخرج قطع الحشيش و ألفها بحرص.

ابتسمت برضا عند صُنعي إياها بالشكل الصحيح ثم أشعلتها لأخذ نفس عميق منها، حبسته لعدة دقائق ثم أخرجت الدخان بغزارة لأتنهد براحة مُستلقية على الأريكة.
أخذت عدة أنفاس أخرى و أنا أبتسم لنفسي، استقمت من الأريكة و اتجهت بخطوات مُتعرقلة ناحية المطبخ.
«أين أنتِ؟ أين أنتِ؟» تمتمت لنفسي و أنا أتجول بالمطبخ أُبعثر الأشياء «ها أنتِ.» قُلت بضحكة عندما وجدت زجاجة الخمر لأفتحها بأسناني و أصب كميات كبيرة بفمي لأشعر بتلك الحرقة الشديدة في حلقي.

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن