|١٥|الفصل الخامس عشر.

772 87 19
                                    

«م.. ماذا؟» توسعت عيني بصدمة و أنـا أنظر لإريكـا لتضع أصبعهـا على فمها بمعنى اصمتِ، انتفض الجميـع جراء صوت الإرتطـام القوي الذي صدر فجأة بالقاعة، نظرت لهاري لأجـده يقبض على يده التي كسرت الصحن الذي أمامـه بقوة بينما هُناك بعض قطرات الدمـاء تدفق مِنها، أستطيع مُلاحظة عـروق رقبته البارزة بشدة من هُنـا و عينيه التي تختـرق تِلك الشقيقة المتوفيـة.

«مـاذا تفعليـن هُنا بحق الجحيم؟!» صوت صياحـه ضَجَّ بالمكـان باعثـًا الرُعب بداخلي.
« لقد أخبرتك إنني سقمت هـذا الوضع لكنك لم تهتم، أنا لسه خاضعة لأوامرك.» قالت بِحدة و هي تنظر لـه بنظرات مُشتعلـة بغضبٍ، الجميـع هاديء ينظُر لها بصدمة و أفواهٍ فاغرة، فنظـرًا لحديث إريكا هذه الفتاة الماثلة أمامنا من المُفترض أن تكون ميتة؛ شعرت أن الوضع أصبح عائليـًا و أن وجودنـا هُنا خاطيء، نظرت إلى إريكـا بطرف عيني لتفهم مخزى نظرتي و تَهمّ بالنهوض من مقعدهـا، نهضت أنا و جايسون أيضًا، بـدأ الجميع بالإفاقة من صدمتهم و النهوض كذلك مُتجهين جميعـًا للخارج.

ترجلنـا أنا و إريكـا بصمتٍ إلى غُرفتي، فور دخولنـا لها وضعت إريكا كلتا يديها بين خُصلات شعرهـا وهي تُتمتم بعدم تصديق «مـا الذي يحدث؟!»
جَلستُ على طرف الفراش و نَظرتُ لها بتساؤل مُنتظرة أن تشرح لي، تنهدت هي بِخفة و جلستْ بجانبي لتقول «إنها شقيقه ستايلز الكُبرى، جيما؛ مُنذ ثلاث سنوات تعرضا لحادث سيارة، أُصيب ستايلز بإصابات بالغة أما جيما توفت في الحال، أو هـذا ما كُنا نظُن.» أنهت حديثها وهي تُركز نظرهـا على الأرض بتفكيرٍ.
أرجعت ظهري للوراء مُستلقية على الفراش و أنـا أنظُـر للسقف بتفكيرٍ، أيُمكـن أن يكون هاري أخفاهـا لثلاث سنوات؟! لكن لِماذا؟
تمددت إريكـا بجانبي و يبدو عليه الشرود، أخرجتُ تنهيدةً طويلةً و ناديتُ إريكـا «إريكـا، يكفي تفكير، اِذهبِ إلى النوم الآن و غـدًا سنعلم ما حدث.» أؤمـأت إريكـا لكنها لم تفِق من شرودها بشكلٍ كامل لكن على أيةِ حال استقامتْ و خرجت لغُرفتها.

أزلتُ بنطالي الذي أصبح مصدر إزعاجٍ لي ثُم ألتقطت إحدى الوسادات و دفنت وجهي بخمولٍ بِها؛ أُراهن أن غـدًا سيكون يومـًا طويلًا.

-

[ الأربعـاء| الساعـة الرابـعـة مسـاءً.]

كُنت أسيـر بالرواق مُتجهة إلى صالـة الألعاب الرياضية، تُحيطني التمتمات و المُناقشات و جميعها محورهـا واحد؛ جيما ستايلز التي عادت من الحيـاة.
لم يُكلِف هاري نفسه بتوضيح الأمـر لنـا، فببدايـة اليوم لم يَحضُر للفطور، و عِند موعد الغـداء أتى بملامح مُتهجمة وأعصابـًا مشدودة، أُقسم أنه لو تحدث أحد بوقتها لكانت رأسـه مُعلقة على بوابة القصر؛ و لكن هـذا لا يمنع إنتشار الشائعات هُنـا و هُناك و الفضول الذي يسود الجو لمعرفة ما حدث ، و أنـا من أصحاب الفضول هـذا أيضًا.

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن