|٤|الفصل الرابـع.

994 122 31
                                    


[بـعـد مـرور شهرين
يوم الخميس| الساعة السادسة و النصف مساءً]

البيت أصبح باهت الألوان، كأنه صُبغ باللون الأسود القاتم كقلبي؛ لم أتوقع مواجهة الأمر بهذا الضعف، كل الذي أفعله البكاء ليلًا و الذهاب للمدرسة صباحًا - إجبارًا من يولاند بحجة أنها السنة الأخيرة لنا -

ذكرياتنا تمر أمامي كشريط مصور، وَصف أبي لها بالملاك، فرغم صلابة رأسها قلبها كان لين، لم تعرف معنى الكره و الخصام و حرصت على تربيتي على ذلك.

أما والدي فهو مُجرد بقايا لحطام، أصبح يأتي البيت نادرًا؛و مع ذلك مُعاقرته للخمر و ملاحظتي لشحوبه الدائم و جسده الذي أصبح نحيلًا بشكل واضح في المرات القليلة التي رأيته بها.

لم نعقد محادثة جادة على ما حدث و إذا حاولت يتهرب من الإجابة ، فأصبحنا لا نتبادل سوى بعض الابتسامات و النظرات الحزينة.

اخي كيفين لا يكف عن السؤال عنها، و يصر على الذهاب معها في النزهة؛ قلبي يُعصر بألم عندما يخبرني أنه يشتاق لها، رغم صعوبة ما سوف يواجهه في حياته سوف أسانده دائمًا و سأتخلى عن أي شيء في سبيله؛ أعدك كيفين.

تبقى أسبوع على الأمتحانات النهائية؛ ولا أعلم ماذا سأفعل خاصة إنها ستحدد مستقبلي بأكمله، أضغط على ذاتي كثيرًا و يولاند تشجعني إنني من الأذكياء بل إنها راهنتني إنني سوف أحصل على أعلى علامة؛ دونها كنت سأغرق بحزني.


تنهدت بتعب و أنا أفرك جبهتي بكفة يدي، أغلقت كتاب الكيمياء الذي أمامي و اتجهت إلى المطبخ عندما بدأت معدتي بالصراخ طالبة للطعام.

لم تأتيني فرصة تعلم الطبخ منها و تقريبًا هي فقدت الأمل بي، لم تكف عن تلقيبي بالنقانق الفاشلة؛ فرغم كل محاولتها لتعليمي الطبخ كنت أفشل فشل ذريع.

ابتسمت محاولة حبس دموعي، رغم جمال الذكريات فإنها تصبح ببعض الأوقات مثل السُم.

أخرجت المقرمشات من خزانة المطبخ و اتجهت ناحية غرفة الجلوس ملتقطة جهاز التحكم، بدأت بتعيير القنوات بعشوائية أحاول البحث عن شيء يشغلني عن التفكير.

بعد ساعة من مشاهدة التلفاز دق جرس المنزل، أخيرًا سوف أتخلص من مشاهدة رجل يطعن فتاة خمسمئة مرة ولا تموت؛ أحاول أن أشغل عقلي لا أن أقوده للغباء.

«مرحباً عزيزتي.» حيتني عمتي أماندا و هي تأخذني بعناق و تمسح على شعري بحنان، ثم تبعتها يولاند بإبتسامتها الرقيقة و عانقتني بل اعتصرتني بقوة قائلةً «اشتقت أليكِ.»

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن