|١٣|الفصـل الثالـث عشـر.

721 84 17
                                    

[يوم الجُمعـة | الساعـة الرابعـة مساءً.]

«لمـاذا المكـان بأكمله يأخذ الطابع الأغريقي؟» سألتُ إريكـا بينما ألهث بسبب ركضي على آلـة الركض.
«كانت جِدة ستايلـز يونانيـة و لديها شغف بتلك الأساطير، لقد عشقها جده لدرجة الجنون لكنها ماتت بسنٍ صغير و بما أنه المؤسس لهذا المكان فقد جعله ذِكرةً لها.» شرحت إريكـا و هي تزيـد من سرعة آلتها ؛همهمت بفهمٍ لكن الشيء الذي يُثير فضولي هو ما الذي يدفع أشخاصًا بأن يؤسسوا عِصابة و يورثوها أيضـًا؟ هُنـاك أعمال أُخرى شريفـة و ستطعتيهم المـال و السلطة التي يُريدونها.

«ما الذي يدفعكم للبقاء هُنـا؟ فتـاة مِثلك يُمكنها فعل الكثيـر بحياتها.» سألت ببعض الحيـرة؛ فكرة إنشاء عصابة مقبولة بعض الشيء لكن ما الذي يجبر شباب و فتيات العمل بهذا الأمر و هم بمقدورهم العيش بطبيعية كأي شخص.
ضحكت إريكـا بخفة ثُم خفضت سرعة الآلة لتصبح سائرة «لم تفهمي الأمر بعد، لا يوجد شيء يدفعنا أو يُجبرنـا للبقاء هُنا؛ نحن ننتمي لهُنا، لقد احتوت مآڤرو مُعظمنـا مُنذ الصغر، هذا وطننـا و لا أحد يترك وطنه.» قالت إريكا بعُمق و ابتسامة صغيرة وهي تستند بمرفقيها  على جابني آلة الركض.

قطبت حاجباي بعدم اقتناعٍ «مفهومكم خطـأ عن الوطن، الوطن يحمي شعبـه و يمنعه من ارتكاب الأخطاء، أمـا الذي أنتم به يحثكم على القتـل و فِعل ما هو أسوأ؛ هذا ليس بوطن إطلاقـًا.» أعترضت بلهجة صارمة لتُطالعني إريكـا بنظرات باردة «لم يكن عليكِ الإنضمام ل 'مُجرمين' مِثلنا!» بصقت كلماتها ببرود لتبتعد عني بعد ذلـك.

«إريكـا.. انتظري.. لم أقصد.» هرولت أحاول مُجاراة خطواتها الواسعة حتى أستطعت الوقوف أمامها «آسفة، لم أقصد.» إنـه ليس منطقيـًا أن أتأسف على قولي شيء كهذا فهو صحيح مئة بالمئة، لكنِ لا أُريد خسارة صديقة تُساندني بهذا المكان و أيضًا هي معها حق بقولها، فأنـا انضممت هُنـا بإرادتي - مهما كانت أسبابي- و لم أُجبـر و ليس لدي الحق بانتقادهم .

«لا بـأس، لكن نصيحة مني لا تتفوهي بحديث كهذا أمـام أحدٍ هُنا؛ لن أضمن رقبتـك بذلك الوقت.» ضحكت بخفة و أنـا أسدل شعري الأسود و أُزيل قطرات العرق «لا أمـزح.» قالت إريكـا بجدية لأتصنم بمكاني بعدم تصديـق ، «استعدي لتدريبـك اليوم، سيكون صعبـًا.» خرجت إريكـا من القاعـة لأرمش عدة مرات عائـدة للواقع، أرتديت قميص قُطني بأكمام قصيرة و اتجهت لغُرفتي؛ حديث إريكـا بأنـه يُمكن أن أقتل بقولي لذلك الحديث اربكني، إنهم جديون جِدًا بأمر هذه العصابـة.

فور وصولي لغُرفتي قمت بالتجرد من ثيابي و دلفت لدورة المياه، ملأت الحوض بالمياه الدافئـة و وضعت كُرتين من الكُرات الملونـة ذات الرائحة العطِرة؛ رُغم كثرة مساوئ هذا المكان لكنه يُعطيك شعور أنك بمنتجعٍ.
أرخيت جسدي في المياه أحاول الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة و الإسترخاء؛ خلال اليومين السابقين جَلّ ما أفعله هو التدرب و الحديث مع إريكـا و أحيانـًا جايسون الذي يعمل على إصلاح الأمور معي، لم يتوقفـوا عن إخباري أن التدريب القادم أصعب دون التطرق لأية تفاصيل و الأمر الذي زاد الطين بلة أن التدريب بمُنتصف الليـل؛ أعني أي تدريب هذا الذي يكون بنتصف الليل! بالمقابـل الأمر الجيد أن بهذين اليومين لم أتعامل مع هاري قطٍ باستثناء وقت تناول الطعام.

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن