مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)

|٢١|الفصل الواحد والعشرون.

أشعة الشمس الرقيقة تُداعب وجنتي، زقزقة العصافير آتية من الحديقة لتُجمل نهاري الهادئ
لا..

هذا لم يحُدث، ولن يحدُث بحياتي المستقبلية.
عوضًا عن العصافير فاِستقبلني صباحًا صياح اِريكا، أشعة شمس؟! هيهات..فكُل ما يشغل هذا المكتب نظرات ثاقبة متناثرة، تم سلب فِراشي مني ودفعي على ذلك الكُرسي المُتصلب؛ هذا الصباح منافي تمامًا للجمال.

تمللت في جلستي متأففة بسبب وضعيتي التي طالت مُدتها، رمقت هازل بجانبية لأجدها تُقلم أظافِرها تارة وتنفث بها تارة أُخرى بلا اِكتراث. بالجهة المُقابلة يوجد اِريكا وجايسون الذين يحدجوها بنظراتٍ كادت أن تقتلع رأسها

«لقد ضجرت.» صرَّحت باِقتضابٍ.

«صحيح، لقد تأخر ستايلز.» ردَّت هازل وهي تُحرك يدها في الهواء، قلبت عيني عليها، لا يا عزيزتي هازل، فأنا لم أضجر من هذا الوضع فقط بل مِنك، ومن هذين الأثنين بجانبي، ومن هاري، ومن هذه العصابة، ومن كُل مخلوقٍ بِها.

أريد اِفتتاح هاري في مسألة انتقامي التي طالت، أرغب بالتخلص من هذا الأمر بأسرع ما يُمكن والعودة إلى حياتي أو ما تبقى مِنها، وزادت تِلك الرغبة بعد أحداث اليومين السابقين على وجه الخصوص.

سمعت صوت الباب لألتف سريعًا له وأجد هاري ولوي يشرفونا بقدومهم أخيرًا، رمقتهم بغضبٍ لتأخرهم لكن لم يُبالي أيًا منهم وأتخذا مقعدهما.

شبك هاري كفيه أمامه وقال بنبرة مُتزنة جادة:
«سوف نُسافر لروسيا.»

توسعت مُقلتاي وكنت على وشك التحدُث لكن استوقفني الصمت الذي نُتِج من البقية وملامحهم المرتخية باِعتيادية، تقهقرت لموضعي ظنًا مِني أنها مُزحة مِنه، رُبما.. رُبما هم معتادون عليها مثلًا.

رسمت ملامح السُخرية على وجهي وتهكمت:
«أظن أن اِستقبالنا بعد تأخرك بمزحة ليس بالأمر اللائق.»

بعث لي هاري نظرة تتهمني بالحماقة ثُم بادر جايسون بالتحدث: «متى سنذهب؟ وما السبب؟»
عقدت حاجباي بعدم فِهم قائلة: «اِنتظر.. اِنتظر.. أهذه ليست مُزحة؟!»

خرج صوت ساخر من شفاه هازِل وكانت ستقذفني بسخريتها لكن نظرة اِريكا أخرتها، تولت اِريكا الأجابة: «أننا جديون جدًا الآن.»

«أروسيا دولة تبعد مترين عنا أو ما شابة!» تحاذقت مكتفة يدي فهمست هازل من تحت أنفاسهـا بـ«طفلة.» أرسلت لها نبرة نارية جعلتها تبتسم باستفزازٍ؛ شمطـاء!

« سأعلمكم بالتفاصيل الآن آرينـا، كل شيء مخطط له.» تحدث هاري ثم أشبـك كفيه يُمهد لبداية الحديث.