|٧|الفـصـل الـسـابـع.

841 109 28
                                    

[مصحة الأمراض النفسية و العصبية

يـوم الأربعاء | الـسـاعـة السـادسـة مـسـاءً. ]

«خيانتها لي كانت أقسى مما توقعت، نحن معًا مُنذ خمس سنوات..» بدأ هذا الشاب بالحديث و هو يحاول منع خروج دموعه من عيناي التي يحطيها السواد.
تأففت بضجر أحاول جاهدة أنا لا أُبدي علمات الضجر على وجهي؛ لقد بدأت الجلسة مُنذ رُبع ساعة و بدأت أشعر بالممل و كأنني مُهتمة بمشاكل الآخرين بالأصل.

«دورك آنسة آرينا.» قال الطبيب صاحب النظارات مُركزًا بعينيه علي بعد أن دون شيئًا في ملفه.
«أنا؟» تساءلت بغباء لينظر لي بالمقابل مُحركًا رأسه بمعنى نعم، جذبت أنظار الأشخاص الذين كانوا يشكلون دائرة نحوي مُنتظرين مني الحديث.

«لماذا تعتقد أنني سوف أُشارك مشاكلي معكم، لا أعلم ما غاية هذا بالأصل.» تهكمت و أنا أشابك ذراعاي عند صدري.
«رُغم أنها جلستنا الثالثة لم تتبيني الأمر بعد، نحن ليس هُنا للأستماع لمشاكل الآخرين فقط بل لنتعلم من تجاربهم.» قال بحِرَفية ضاغطًا على جسر أنفه.
«لا أظن أن أحدًا منهم مرَّ بما مررت به.» دافعت عن نفسي ليبتسم باتزان «إذا أعلمينا بما مررتي بِه.»

أشحت بنظري بعيدًا أقبض على يدي بشدة؛ لا أعلم كيف أنتهى بي الأمر بهذا الحال، عند عِلم عائلة يولاند بما أمُرّ به أتخذوا قرار أنني يجب أن أخذ علاج نفسي، بالبداية ذهبت إلى طبيب خاص لكن نظرًا لإدماني أخبرهم أنه من الأفضل أن أذهب للمصحة.

هذا أسبوعي الثاني هُنا و لم أنبس ببنت شفة عن ما حدث لي، فقط أُجبر نفسي على حضور هذه الجلسات و لا أحاول مُشاركة مشاكلي لكن ملفي كان كفيل بإظهار أنني مررت بالكثير؛ محاولتين إنتحار، إيذاء النفس، بالإضافة إلى التعدي على الممرضين و الأطباء فور دخولي هُنا، و تهريبي لبعض المُخدرات لداخل المصحة أثناء علاجي من الإدمان.

شعرت بالطبيب يحمحم لأتدارك أنني شردت، رفعت نظري أنظر إليهم ثُم تمتمت بصوتٍ يكاد يُسمع «لقد قُتلت عائلتي.» أردفت مُتنهدة «و بشكل ما كان السبب أبي، رُغم ذلك أشعر بالأشمئزاز من نفسي لأنني خذلتهم.»
«و كيف تَظُني أنك خذلتيهم آرينا؟» قال الطبيب بلطف يحاول استدراجي في الحديث و لقد نجح «لم أستطع حمايتهم، كُنت عاجزة.»
«حُبك لوالدك منعك من لومه، فهربتي من هذا الواقع و اثقلتي كاهلك بلوم نفسك دون أي ذنب يُذكر.» قال ينظر لعيناي بعمق كأنه ينظر لروحي، وافقه بعض الأشخاص الذين كانوا بالدائرة.
«شُكرًا.» ابتسمت بخفة غير راغبة بالحديث عني أكثر و أشحت وجهي لأقاطع تحديقه بعيني.

انتهت الجلسة ليذهب كُلًا منا لغرفته، تبعني أحد المُمرضين الذي عُين لي، أنا من القلائل الذين يملكون مُمرضين يحرصوهم؛ لقد صنعت سُمعة هُنا بحقٍ.

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن