|١٤|الفصـل الرابـع عـشـر.

754 88 36
                                    

[بعـد مـرور أسبـوع
الثُلاثـاء| الساعـة الثانيـة عشر مسـاءً.]

« ستايلـز يأمـر بحضورك لتنـاول الطعام مع الجميع.»
«آنستِ؟» صوت طرق البـاب ينتشر بأرجـاء الغُرفـة بينما الخادمـة سمانثـا مازالت تُردد جُملتها، أخرجت زفيـر طويـل بقرفٍ من خلف الوسـادة التي أُغطي بها وجهي، ألقيت الوسـادة بعنفٍ لأحد زوايـا الغُرفـة و استقمت متوجه للبـاب الذي أصبح يُمثـل الإزعـاج الوحيد لي خلال الأسبـوع الماضي.
«أخبريـه أنني لست جائعـة سمانثـا.» قُلت بضجرٍ فاتحة البـاب لتواجهني سمانثـا صاحبة الشعر البُرتقالي و الأعيـن الواسعة.
«آسفة على الإزعـاج آنسة آرينـا، لكن هـذا أمر مُباشر مِنه.» كانت نبرتهـا تحمل بعد الرجـاء، فهي لا تُريد من هاري أن يغضب عليها كما فعل مع بقية الخادمات.
«بشرط أن تُناديني بآرينـا فقط، لا أعلم لماذا تتحدثون برسمية، ليس و كأننـا ملوك!» تأففت بسخرية في نهايـة حديثي، اشمئـز من هذا المكان أكثر بمرور الوقت.
«حسنـًا آرينـا؛ هيـا.» حثتني على الذهاب لأومـأ غالقة باب غُرفتي خلفي، أنا لا أذهب امتثالاً لأوامره بل لأنني أخذت ما يكفي من الوقت، خلال هـذا الأسبوع لم أتحدث مع أحد مُطلقـًا باستثنـاء الخادمـات اللاتي يُحضرن طعامي بعد اضرابي عن تنـاول الطعام مع البقيـة، لقد استغللت هـذا الأسبوع لتصفية ذهنـي و للتفكيـر بخطوتي القادمـة برزانـة.

قـاطع حبل أفكاري دخولي لصالـة الطعام لتتجه جميع الأعين إلـي؛ أتخيـل مظهري الآن، عينان حمراء، هالات سوداء تُحيطها، وجه شاحب، و مظهر مُبعثـر، بالحقيقة لم أُبالي كثيرًا بمظهري أمامهـم.
صنعت تواصـل بصري سريع مع هاري الذي يترأس الطاولـة لأجده ينظر لي ببرودٍ شابكـًا يديه تحت ذقنـه، تقدمت للجلوس في مقعدي دون التفوه بحرفٍ واحد أو رفع رأسي لمُقابلة تلك الوجوه التي تتربصني كالأفعى ، صببت من الموجود أمامي دون بذل مجهود لمعرفـة ما هو ؛ ألتقطت بطرف عيني إريكـا التي تنظر لي بكثبٍ تتفحصني، لم يطل الأمـر كثيرًا حتى وجدت كُل شخصٍ يعود إلى طعامه بدون أية تعليقات؛ أشكر الإلـٰه.

«توجـد مُشكلة ستايلـز.» قاطع صوت تلك الأرجـاء الصامتة، وجهت نظري ناحيـة الباب لأجـد أحد الحراس يقف نافخـًا صدره، «ما الأمـر؟» سأل هاري بصوتٍ جامد ليقابلـه الحارس بالمقابل «أمرٌ خاص.» لم يستفسر هاري أكثـر و قام بالنهوض مُتجهـًا للخارج ليتبعـه لوي و جايسـون؛ لقد لاحظت أثنـاء مكوثي هُنا أنهما أقرب شخصين إليـه، هُمـا مُلتصقان بِه بالمعنى الحرفي!
لم يمضي الكثير من الوقـت ليُنهي الباقـي طعامهم و يهموا بالنهوض، خرجت معهم لأشعر بأحد يصتدم بكتفي بقوة، أمسكت كتفي بألـم مُتقدمة عدة خطوات جراء الصدمـة «ألا تُلاحظِ؟» آوه، إنها القطة العاهرة السوداء مرة أُخرى؛ لقد اشتقت لها!
«أنتِ من اصتدمتِ بي.» قُلت ببرود لتقترب لي بتمايـل و تتحدث بمكرٍ أمـام وجهي «إذا خُذي حقك!»، كُنت سأفتـح فمي الذي كان لا يحمل خيرًا أبـدًا لكن قاطعني صوت صدر من خلفنـا «هازل! ابتعدِ عنها تجنبـًا للعواقب.» تقدمت إريكـا بثقةٍ لتبتسم تلك الهـازل «ملاكك الحـارس أتى ليُخلصك مني.»، «هـذا المـلاك يجعلك ترتجفي خوفـًا.» بإستهـزاء ردت إريكـا لينقلب وجه هـازل مئة و ثمانون درجـة، رمقت إريكـا بنظرة حانقـة ثُم ابتعدت آخذه  خطوات غاضبـة تحرق كُل ما تستقر عليها.

مَــاڤــرو.||هـ.س (قيـد التعديل.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن