-صوت خطوات، ثمَ فتح باب-
"صباحُ الخير جميعاً، كيف حالكُم اليوم؟" قالت المعلمةُ وهي تدخلُ على طلابِها
الطلاب : صباحُ الخيرِ مُعلمتي!
المعلمة : اليوم لدينا طالبةٌ جديدةٌ منتقلة دعوني أُعرفُها لكم، تفضلي ودخلي! -خطوات الطالبة وهي تدخل- رحبوا جميعاً بصديقتكم الجديدة ميرالو ميانا، لقد جائت من إتشيزين إلى هنا بصحبةِ والديها، -تلتفت لميانا- اتودينَ قولَ كلمةٍ ميانا؟
ميانا : مرحباً جميعاً، كما قالت المُعلمةُ فأنَ اسمي هو ميرالو ميانا، وتستطيعونَ مُناداتي بميانا فقط، تشرفتُ بمعرفتكُم وأرجوا ان تعتنوا بي - قالت اخرَ كلمةٍ وهي ترسُمُ على وجهِها ابتسامةً طفيفة-
المعلمة : حسناً والآن اجلسي هُناكَ عزيزتي ميانا -تُشيرُ إلى مقعدٍ فارغٍ بالخلف-
جلست ميانا في مقعدِها ومرت الحِصةُ بكُلِ سلاسةٍ إلى ان رنَ الجرسُ مُعلناً انتهاء الحصة والبدأَ بالحصةِ التالية.
ميانا كانت مشغولةً بترتيب اوراقها وكُتُبِها حتى سمعت شخصاً من جانبِها "إذاً انتي قادمةٌ من إتشيزين ميانا تشان؟"
تلتفت لها ميانا : اجل؟...
"وما رأيُكِ بأونو كأنطباعٍ اول؟ هل أعجبتكِ؟"
ميانا : ...انها لا تختلفُ عن إتشيزين كثيراً ...ففنهايةِ انهما من نفسِ المحافظة
"اه، إذاً هذا هو رأيُكِ... -تقتربُ من ميانا اكثر- إذاً مارأيُكِ في مدرستنا!، اتعلمين، أنها من افضلِ المدارسِ في أونو"
ميانا : ...حقاً؟
"او لا تعلمين ذَلك؟ ألم تأتي إلى هُنا من اجل ذلك؟"
ميانا : كلا، انا فقط اتيتُ هُنا لأنها قريبةٌ من منزلي...
"مــاذا؟~ -بتعابيرِ استغراب-"
ثمَ فجأةً دخلت المُعلمةُ التالية...
"اوه إذاً سنتحدثُ لاحقاً ميانا تشان! -تذهبُ لمقعدِها ثم تلتفتُ قبل ان تصل لمقعدِها- نسيتُ ان أُعرفكِ بنفسي! انا اسمي آرمي لونا! أتمنى ان نكونَ صديقتين!"
وأيضاً تمرُ هَذِهِ الحِصةُ والتي بعدها، حتى بدأتِ الأِستراحةُ أخيراً، بدأ بعضُ الطلابِ بتناولِ وجباتِهم والبعضُ الآخرُ ألتفَ حولَ طاولةِ ميانا، ولأنها طالبةٌ جديدة فبالطبعِ بدؤوا بطرحِ الأسألةِ الكثيرةِ عليها، اما ميانا فكانت تضعُ يدها اليُسرَ تحت خدِها مُتكأةً على الطاولة، ويَدها الأُخرى على الطاولة، وهي تُجيبُ على اسألةِ زُملائِها بدونِ إظهارِ ايِ تعابير...
"حسنا اينَ يبعُدُ منزلُكِ من هنا؟، ماهيَ هِوايتُكِ ياتُرى؟، هل لديكِ حبيبٌ او ماشابه؟" والكثيرُ من الأسألةِ أيضاً.
وكانت لونا تقِفُ جانباً وهي تنتظرُ ان يذهبَ الجميعُ لتستطيعَ ان تتحدثَ مع ميانا، لكن يبدو انها شَعرت بالمللِ فأمسكت بيد ميانا وسحبتها حتى أوقفتها على قدمِها وقالت للجميع : هذا يكفي الآن! دعوا الفتاة تتعرفُ على المدرسةِ أولاً، ولا تنسوا انها تُريدُ ان تأخُذَ إستراحةً أيضاً !
ثُمَ همت بالخُروجِ من الصفِ وميانا بصُحبتِها...
ميانا : لأولِ مرةٍ انا مُمتنةٌ لك...
لونا : أهههه ~ من الصعبِ التخلُصُ منهم وانتي طالبةٌ جديدةٌ اليسَ كذلك؟... حسناً اذا لنذهب أولاً ونشتري بعضَ الوجباتِ الخفيفة...
ميانا : اه كلا لا أُحُبُ الوجباتِ الخفيفة، انا دائما ما أُحضُرُ غدائي معي
لونا : اه حقاً؟ ياللصدفة فأنا كذلك أُحضرُ غدائي معي دائماً، إذاً دعيني أولاً آخذكِ بجولةٍ في المدرسةِ ثم نعودُ للفصلِ لتناولِ الغداء، مارأيُكِ ؟
ميانا : حسناً، لا مشكلةَ لدي...
وأخذتها لونا وارتها ارجاءَ المدرسةِ وعرفتها على مُعظمِ الطلابِ البارزينَ في المدرسة...
لونا : اجل ولأنَ مدرستنا تُعتبرُ من افضلِ مدارسِ اونو كما قُلتُ لكِ من قبل، فأن كثيراً من الطُلابِ المرموقينَ والمترفينَ او ابناءُ الشخصياتِ البارزةِ يأتونَ إلى هنا!
ميانا وهي تشعُرُ بالملل : آهــاهـ؟
لونا تُكملُ حديثها : اتعلمين هُناكَ 5 شخصياتٍ منهم في فصلنا! اولا (مارلوس مارلا) والدُها مُديرُ شركةٍ ضخمةٍ وهي وحيدتُهُ لذلك هي مُدللةٌ جداً! وهي لا تُصاحبُ الا كمن هُم مثلُها -.-، هي أيضا مُتسلطةٌ نوعاً ما، انا لا أُحبُها فالواقع، هي تجلسُ في المقعدِ الأمامي، ذات الشعرِ الاشقر هل عرفتِها؟
ميانا : اهـ، اجل
لونا : ومن على يمينها ويسارها صديقتيها (ميماتي سيرا) و(جينكو ماو)، هما أيضاً غنيتان ومدللتانِ ولكنهما ليستا شخصيتينِ بارزتينَ كمارلا، سيرا والدُها يعملُ مسؤولاً في الشركة التي يُمسِكُها والدُ مارلا، وماو والدُها يعملُ مُحامٍ... اما الشخصيتينِ اللتانِ اكثرُ بروزاً في فصلنا فهما (ساكاكو آشيرو) و (كيسو تياما) هما كالأميرِ ومُساعدُه ! والدُ آشيرو يُمسكُ ثلاثَ شركاتٍ ضخمةٍ وليسَ هذا فحسب فأن والدتَهُ أيضاً مُحامية!، اما تياما فهو صديقُ آشيرو المقرب واعتقد انه وكما يقولُ الجميع صديقهُ منذ الطفولة، ووالدُ تياما مُعلمُ جامعيٌ مرموقٌ في جامعةٍ مرموقةٍ في طوكيو، ووالدتهُ مُديرةُ هذه المدرسة! انها صدمةٌ أليسَ كذلك؟
ميانا بمللٍ شديد : اهـ اجل اعتقدُ ذلك، لونا نحن لم نتناول غدائنا بعدُ كما تعلمين؟
لونا : اه! انتِ على حق! -تبتسم وتضع يدها على رأسها- لقد تكلمتُ كثيراً ونسيتُ أمرَ الغداء...
ميانا : لقد اخبرتِني بما فيه الكفاية، لنذهب ولنتناول غدائنا قبل ان تنتهي الإستراحة.
لونا : اه! اجل بالطبع، هيا بنا!
وتذهبانِ إلى الفصل ويبدأنَ بتناولِ غدائِهنَ، بعد دقائق تأتي فتاةٌ بصحبةِ اثنتينِ من صديقتيها وتقفُ امام لونا وميانا، فتلتفتُ كُلٌ من لونا وميانا لها...
مارلا : إنهُ ليسَ من الظريفِ مُقاطعةُ طعامِكُما، ولكنني لدي فضولٌ حول ماهو عملُ والدِكِ ميانا؟
ميانا : ...وهل هذا الأمرُ مُهمٌ بالنسبةِ لك؟ -قالتها بكُلِ هدوءٍ وبرود-
مارلا تستغربُ من ردِها هذا وقبلَ ان تقول كلمةً واحدةً قطعتُهما احدا صديقتيها : يبدو بأنكِ لا تعرفين مارلا ياهذه؟ ياللغرابةِ فأنا اعتقدتُ انكِ عرفتي كُلَ شيئٍ من لونا...
ضحكت صديقتُها الأُخرى وقالت : اجل فأنَ لونا ثرثارةٌ جداً، -تنظُرُ إلى لونا- أليسَ كذلكَ لونا؟
لونا لم تنطق بكلمة وبدأت تنظُرُ للأسفل والأرتباكُ ظاهرٌ على وجهِها
مارلا وهي تُخاطُبُ ميانا : اسمعي ياهذه انا لم آتي إلى هُنا لأُضيعَ وقتي معكِ، ولكن معرفةُ عملِ آباءِ الطُلابِ مُهمٌ بالنسبة لي
ميانا : وأما بالنسبةِ لي ياعزيزتي فأنَ هذا الأمرُ يَخُصني
مارلا بتغطرس : آهـ~ فهمتُ إذاً انتي لا تجرؤوين على البوح بذلك خشيةَ ان يضحكَ عليكِ الجميع لأن عملَ والدُكِ بسيطٌ جداً هاه؟
ميانا :... إن كانَ بسيطاً وإن كان كبيراً فهو في النهايةِ عمل، ولكن ما لا يُعجُبُني هو أن تسألي عن هذا الأمرِ فقط لتعرفي هل تُصاحبينَ هذا الشخصَ ام لا، اعتقدُ انه من المُحرجِ ان اسألَ الطُلابَ عن هذا فقط لأختارهم اصدقاءً لي؟
مارلا وعلاماتُ الغضبِ تَظهرُ على وجهِها تدريجياً : مـاذا قُلتي؟!
"صوتُ ضحكٍ يخرُجُ من شخصٍ بالخلف" تلتفت إليه مارلا ثم تقول بصوتٍ عالٍ : أنهُ ليسَ مُضحكاً على الإطلاقِ تياما!!
تياما وهو يضحك : اه كلا لم اقصد السُخريةَ منكِ مارلا ولكنَ كلامُها صحيح!
مارلا بغضب : ماذا ؟! تياما من الافضل ان تسكُت!!
ثم تعُدُ مارلا إلى مقعدها الذي امام تياما وتجلسُ وعلاماتُ الغضبِ والإنزعاجِ واضحةٌ على وجهِها.
لونا تُخاطبُ ميانا بصوتٍ هادئ : لقد أبهرتِني يا ميانا!
ميانا : لماذا؟
لونا : لا احد يجرؤُ على التكلمِ بهذهِ الطريقةِ مع مارلا!
ميانا : وهل هي تأكُلُ البشرَ او شيءٌ من هذا القبيل؟
لونا : اهه كلا، ولكنها قد تُسببُ المشاكلَ لكِ بعض الشيء، فهي لا تُحبُ ان يُعاملها احدٌ هكذا، لذلكَ لا انصحُكِ بأن تستمري بالتكلمِ بهذهِ الطريقةِ معها...
يُقاطُعُهُما الجرسُ مُعلناً انتهاء الإستراحةِ اخيراً...
وتقفُ ميانا لتُجهزَ نفسها للحصةِ وهي تقولُ كلمتها الاخيرةَ للونا : انا فقط اتصرفُ على طبيعتي وافعلُ مايُمليهِ عليَّ عقلي، ولا اعتقدُ اني فعلتُ أمراً خاطيئاً -وتُعدلُ طاولتها-
لونا اكتفت بالنظر إلى ميانا دون قول شيء...
يدخلُ فتىً فجأةً ويقولُ بصوتٍ عالٍ وهو ينظُرُ إلى تياما : لقد عُدت!
مارلا وهي تلتفتُ إليه وتقفُ على قدميها : آشيرو! تعالَ إلى هُنا لدي شيئٌ ما لك~ - تذهبُ نحوه-
تجلسُ ميانا وتنظرُ نحوهم، ولكنها سُرعانَ ما التفتت إلى حقيبتِها لتُخرجَ كُتُبها...
لونا : أُنظري ميانا -تقصد آشيرو ومارلا- ان الجميع يظُنُ انهما مُناسبينِ لبعضهما، اتظُنين ذلك؟، أساساً، الجميع يقولُ انهما حبيبين او شيءٌ كهذا، لكن ماأراهُ فأنَ مارلا دائما ماتُبدي اهتماماً كبيراً بآشيرو بينما آشيرو فهو لا يهتمُ كثيرا لأمرها، هو دائما مع تياما فقط...
ميانا كانت تُنصُتُ لكلامِ لونا دونَ ان تقولَ شيئاً حتى دخل الاستاذُ للفصل وبدأ الدرس...
ومرتِ الساعاتُ حتى انتهى الدوامُ لهذا اليومِ أخيراً، هَمَ الجميعُ بالخروجِ من المدرسة، ميانا انتهت من وضع أغراضِها في حقيبتِها للتو...
ثم جاءت لونا مُجدداً : ميانا! لنذهب معاً؟
ميانا : حسناً، لا مُشكلةَ لدي...
وذهبتا معاً...
لونا : قُلتي بأنَ منزلكِ قريبٌ من هُنا ؟
ميانا : اجل، فأنا لا احتاجُ لأخذ حافلةٍ او ماشابه
لونا : اوه، هذا جميل، انا يجبُ ان انتظر في المحطةِ القريبةِ من هُنا لآخذ الحافلة، فمنزلي بعيدٌ قليلاً
ميانا : إذاً الا يجبُ ان تُسرعي لكي لا تفوتِ الحافلة؟
لونا : بلى!
ميانا تتوقفُ عن المشي : إذاً من الافضلِ ان تذهبِ حالاً فأنا منزلي من ذلكَ الطريق
لونا : اوه وانا من الطريق الآخر -تبتسم- إذاً اراكِ غداً ميانا! -وتركضُ مُتجهةً إلى المحطة-
ميانا : إلى اللقاء... -تبتسمُ ابتسامةً خافتةً وتقولُ مُخاطبةً نَفسها- على الأقل وجدتُ صديقة...
وتكملُ ميانا طريقها حتى تصل إلى منزلها الذي كان منزلاً هادئاً جداً ومتواضعاً، وقبلَ ان تدخُل إليه توقفت ثم نظرت إليهِ وقالت بصوتٍ ضئيل : ...وعُدتُ للكابوسِ مُجدداً...انتهى🍃...
أنت تقرأ
حياة وعِرة || A rugged life
Romanceميانا، فتاةٌ غامِضة، تُخفي أسراراً وراءَها تَمُرُ بتجارِبَ عديدة، في مدرسَتِها الجديدةِ المليئةِ بالطلابِ المرموقينَ والأثرياء وهناكَ مَن أُعجِبَ بشخصِيتِها وبدأَ يَهتمُ لأمرِها... آشيرو، ولَكن هل سَيكتَشِفُ آشيرو ماتُخفيه؟ ومالذي تُخفيهِ ياتُرى؟...