Part 10 : صديق

28 5 3
                                    

آشيرو وكفيهِ على خَصرِه : أينَ ذَهبت!؟ لقد تأخرتَ يا تياما!
تياما يلتفتُ إليهِ بفزع وقد أوقعَ الكُرةَ : آهـ!! -أدارَ ظهرَ آشيرو وبدأَ بدفعه- كُـ كُنتُ أبحثُ عن الكُرة!
آشيرو مُستغرباً : هاه؟ حسنا مابِك لماذا تَدفَعُني؟
تياما : هيا هيا فلنذهب لقد تأخرنا!!
آشيرو : حسناً ولَكن أيُها الأحمق لقد أسقطتَ الكُرة!
تياما يَستمرُ بدفعه : حسناً لا عليكَ سأُحضُرِها!
واستمرَ بدفعهِ حتى أبعدهُ قليلاً ثُمَ عادَ لأخذِ الكُرةِ مُسرعاً وعادَ إليهِ مُمسكاً بذراعهِ وهوَ يسحبه...
...
كيمورا : إذاً، أعترفتُ لكِ فما هوَ شعورُكِ إتجاهي الآن؟
ميانا ووَجهُها مازالَ مُحمراً وهيَ تَنظُرُ للأسفل : ...لَـ ...لستُ مُعتادةً على مِثلِ هَذِهِ العلاقات... لذَلكَ مشاعري... مازالت مُتلخبطة...
كيمورا يَبتسم : لا بأس، خُذي وَقتَك... لَكن إعتبريني كصديقٍ لكِ أولاً، وبعدها أنتي حُرةٌ أن أردتي إعتباري كحبيبٍ أو بقائي كصديق.. -ميانا كانت تَنظُرُ لهُ دونَ قولِ كلمة- ...حسناً الآن، سأترُكُكِ وَحدك... إلى اللقاء -يَذهب-
بَقيت ميانا بمُفردِها تُفكِرُ بالأمرِ لساعاتٍ وهيَ جالسةٌ تَحتَ تِلكَ الشجرة...
"لأولِ مرة... شَعرتُ بخفقاتِ قلبي وهيَ تَرقُص... انا لستُ مُعتادةً على هذا الشعور... لَكن ماذا عن أحاسيسي؟... أنها تُخبِرُني أنهُ شَخصٌ لطيف... إنه بالفعلِ شَخصٌ لطيف... ووسيمٌ أيضاً... وجميعُ الفتياتِ مُعجباتٌ بِه... لَكن؟... لماذا أنا بالذات؟..."
لتَتَذكرَ كلمَاتِه " أنتِ جميلةٌ يا ميانا... لقد سُحرتُ بِكِ عندَ رؤيتِكِ لأولِ مرة " ليَحمرَ وجهُها، فتَضعُ كفِيها على وجهِها...
" أنا لستُ مُعتادةً على هذا —!!!"
ليرنَ جَرسُ المدرسةِ ويَقطعَ حَبلَ أفكارِها، فنَهضت لتَذهبَ إلى الفصل...
في الحصةِ ميانا مازالت تُفكرُ بكيمورا وكلامِه وهيَ تَستَذكِرُ كلامه "إعتبريني كصديقٍ لكِ أولاً، وبعدها أنتي حُرةٌ أن أردتي إعتباري كحبيبٍ أو بقائي كصديق"...
" لَكنني حقاً... عَزمتُ على أني لن أُصاحبَ أحداً..." كانت تُخربِشُ على الدَفترِ بينما هيَ تُحدِثُ أفكارها، " أذاً لماذا أشعُرُ بشعورٍ مُختلفٍ الآن؟... هل هذا بسَبَبِ أنهُ... لأولِ مرةٍ شَخصٌ ما... يقولُ لي مثلَ هذا الكلام؟... " وتتسارعُ خربشاتُها على الدفترِ بعُنفٍ حتى تَتمَزقُ الصَفحة " تباً لماذا مازِلتُ أُفكِرُ بِه؟!!"
المُعلمة : ميانا! -ميانا تَنتبِهُ إليها- مالذي تَفعلينه؟ هل أنتي مُنتبهةٌ للدرس؟؟ -قالتها وهيَ تُحرِكُ نظارَتَها-
ميانا : ءءآهـ.. أجل أنا مُنتبهة...
المُعلمة  وهيَ تَضعُ يَدَها على خُصرِها بينما تُمسكُ الكتابَ بيدِها الأُخرى : أذاً، هل لا أعدتِ ما قُلتُهُ للتو؟
ميانا بأرتباك : لقد قُلتي شيئاً كـ... آهـ ءه... -وتَتجِهُ نَظراتُها يمينا ويساراً تُحاولُ التَذكر، ألا أنها أستسلمت وهيَ تَنظُرُ إلى الأسفلِ لتَرفعَ نَظريها قليلاً إلى المُعلمة-
المُعلمة عاقدةً حاجبيها : أنتبهي إلى الدَرسِ وإلا سَأجعلُكِ تَقفينَ بالخارج
ميانا : ...حاضر...
وبعدَ إنتهاءِ الدوامِ بينما كانت ميانا تَجمعُ أغراضَها، وضعت مارلا يَدَها على طاولةِ ميانا بقوةٍ لتُخرجَ صوتاً عالياً، لتَتنهدَ ميانا...
مارلا بغضب : أتعتقدين أني سأجعلُ فعلَتَكِ تَمُرُ مرَ الكِرام؟!
ميانا تَجاهلتها وأستمرت بجَمعِ أغراضِها حتى أنتهت لتَقفَ وتَتَوجهَ نحوَ الباب، إلا أنَ مارلا أمسكتها وأوقفتها وهيَ تَصيحُ بِها : أني أُكلِمُك!
سُرعانَ ماأفلتَت ميانا يدَ مارلا لتُمسكَها من قميصِها : من الأفضلِ أن تَبقيّ بعيدةً عني!، إني أُحذِرُك! -قالتها بهدوءٍ وبنظراتٍ حادةٍ وجادة، ثُمَ أفلتَتها بِعنفٍ لتترنحَ مارلا إلى الخلف-
وأكملت ميانا طَريقَها، بينما مارلا كانت واقفةً وهيَ تَصِكُ أسنَنَها وعلاماتُ الغَضبِ واضحةٌ على وجهِها كُلَ الوضوح...
ميانا كانت مُتجهةً إلى بوابةِ المدرسة فتوقفت عند رؤيتِها كيمورا واقفاً هُناكَ مُستنداً على الحائطِ بالقربِ من البوابة، وهوَ يَضعُ كلتا يديهِ في جيبه، بدت ميانا وكأنها أخذت تُفكِرُ قليلاً بعدها قَرَرت أن تُكملَ طريقَها مُتجاهلةً إياه.
كيمورا وقد إنتبهَ إليها : أوه ميانا! كُنتُ أنتظِرُك!
ميانا توقفت مُستغربةً ثُمَ بدأت تَنظُرُ للأسفل...
كيمورا : حسناً... قد أكونُ مُزعجاً لَكن... -وقد بدأَ يَحُكُ رأسَه- أردتُ أن أعرفَ ماهوَ جوابُكِ، حول الأمر... ذَلك، الذي تَحدثنا فيه...
ميانا بقيت تَنظُرُ للأسفلِ لبِضعِ دقائق، لتأخذُ نَفساً عميقاً بَعدها وتَنظُرُ إلى عينَيّ كيمورا بنظراتٍ جادة، وفِي الوقتِ ذاتِهِ كانا تياما وآشيرو مُتجهانِ إلى البوابةِ ليلتفتا إلى هَذِهِ المواجهةِ التي أمامهُما.
بدأ تياما بالتَعَرُقِ ليُمسكَ بيدِ آشيرو : آ.. آشيرو عزيزي دعنا نَذهب بسرعة...
ولَكنَ آشيرو لم يُبعد ناظِريهُ عنهُما : ...أنتظر قليلاً...
ميانا : أسمع كيمورا أمرٌ كهذا... سيحتاجُ إلى وقتٍ أكثر، ثُمَ أنَ الكلامَ وحدهُ لا يكفي لأثباتِ ذَلك، الأفعالُ هيَ التي تُحَدِدُ ذَلك!
كيمورا : ...اوه معكِ حق -يبتسم- حسناً يُمكُنِك إعتباري صديقاً على الأقل، وكما قُلتي الأفعالُ في الأيامِ القادمةِ سَتُحدِدُ الأمرَ في النهاية... -تَغيرت مَلامحُ ميانا وكانت الحيرةُ تَعلوا وجهَها، ليَتداركَ كيمورا الأمر- على كُلٍ انتي تحتاجينَ إلى صديقٍ يُسانِدُكِ إليسَ كَذَلكَ؟، أنا أعلم بأنَكِ لا تَملكينَ أصدِقاءً، لذَلكَ وقوفي في صَفِكِ سيكونُ سنداً لكِ وسَيُغيرُ روتينَكِ لأنَ مارلا لن تَستطيعَ إزعاجكِ بعد ذَلك... ماذا قُلتي؟... يُمكِنُكِ الوثوقُ بي فأنا أُحبُكِ يا ميانا!
ميانا بدى الخَجِلُ يَعلو ملامِحَ وجهِها مُجدداً وهي تَنظُرُ للأسفل، بينما آشيرو عَقدةَ حاجبيهِ عِندَ سماعَ ذَلكَ وقد تَقدمَ نَحوهما خطوةً لكنَ تياما ساحبَهُ من يَدِهِ التي كانَ يُمسكُ بِها...
تياما بصوتٍ هادئ : تَوقف آشيرو مالذي تَنوي فِعله؟!
ميانا : ...حـ.. حسناً، -تَرفعُ ناظريها نحوَ كيمورا ووَجهُها مازالَ مُحمراً- سأعتبِرُكَ صديقي منذُ اليوم، لكن تَذكر صديقٌ لا أكثر!، وأتمنى أن لا يَجلبَ فتاً ثَريٌ مِثلُكَ ليَ المتاعب
كيمورا يَبتسم : لا تَقلقي آنستي، لن أجلبَ لكِ المتاعب...
ميانا : هذا جيد، أذاً أراكَ لاحقا... -وتَذهب-
كيمورا : هاه؟ ءه هوي! أنتظري -تَتَوقفُ ميانا وتَلتَفتُ إليه- سأصطَحِبُكِ إلى المنزل
ميانا : ماذا؟ ولكن... لا داعي لذَلـ...
كيمورا يَتجهُ خارجاً : هيا هيا!
فما مِن خيارٍ آخرٍ لميانا غيرَ أنها ذَهبت بصُحبَتِه...
آشيرو يَتَقدمُ مُجدداً : اوي على ماذا يَنوي هذا!؟
تياما مازالَ مُمسكاً بِه : آشيرو أرجوك لا تَتهور!
وفجأةً تَظهرُ مارلا من العَدمِ وهيَ تُصفق : رائع! أنا حقاً لا أفهمُ ذوقَ أبنَ عمي ذاك! مارأيُكَ أنتَ يا آشيرو؟ ألا تَعتَقِدُ أنَ ذوقَهُ رديء؟
آشيرو بدى صامِتاً لِلحظاتِ ثِمَ يَعقِدُ يديه : ربما لا أتفِقُ مَعكِ كثيراً لَكنَني أتفِقُ مَعكِ هَذِهِ المرة، فَهما ليسا مُناسبينِ إطلاقاً!!
مارلا : آهاهاهه! هوَ بالتأكيدِ لا يُريدُها حبيبَتَهُ بل يُريدُ أن يَكسِبَ مَحبَتها ليَصلَ إلى مايُريدُه
سيرا تَهمِسُ لمارلا : ولكن يا مارلا الا تَعتقدينَ أنَكِ تُفشينَ سيرَهُ هَكذا؟...
مارلا بصوتٍ مُنخفض : ماذا؟ أيتُها الحمقاء، آشيرو يَعلمُ ذَلِكَ أساساً!
تياما يَلتَفِتُ لآشيرو : آشيرو هيا نَذهب من هُنا
آشيرو : حسناً... -ويذهبان-
مارلا : آهـ! آشيرو إلى أين؟ ألن تَنتَظِرَ حتى تَصِلَ سيارتي؟ سأجعلُ السائقَ يوصِلُكَ في طريقِنا
آشيرو : اوه، كلا شُكراً لا داعيَ لذَلك، أنَ منزلي قريبٌ من هُنا -ويُتابِعُ سيرهُ هوَ وتياما-
مارلا بصوتٍ يتضائل : اه حسناً... كما تُريد...
كانا آشيرو وتياما يَتَحدثانِ حولَ الموضوعِ في أثناءِ طريقِهما...
آشيرو : تباً، تياما لماذا أوقفتني؟؟
تياما يرفعُ حاجِباً ويَعقِدُ الآخر : ومالذي كُنتَ سَتفعَلُه هاه؟ مالذي كُنتَ سَتفعلُه؟!
آشيرو : كُنتُ سأوقِفُ المهزلةَ التي حَصلت أمامي!
تياما : أنتَ دائماً ماتَتهورُ وتَندمُ في النهاية!
آشيرو : ...تشيه! أنت على حق -وهو يُديرُ وجهَهُ-
تياما يَتنهد : ...أنا قد رأيتُهم بالأمسِ وهم يَتكلمونَ بالموضوعِ ذاتِه، لَكنني لم أُخبركَ لأنني عَلِمتُ أنَ ذَلكَ سيُزعجُك... فأنا أعلمُ أنكَ تُحِبُ ميانا...
آشيرو : هـاهـ؟ لا تَكُن سخيفاً، أنا لا أُحِبُها ولكن ما يُزعِجُني هو كيفَ يَقومُ كيمورا بستغلالِها!
تياما : نعم أضحك عليَّ وعلى نَفسك، هُناكَ غَيرُها الكثيراتُ مِمَن أستغَلهُنَ كيمورا، لَكنكَ لم تَنتبه إلا لميانا!، أم أن روحَ العدالةِ لم تَستيقظ فيكَ إلا الآن؟
آشيرو : ...تباً أرحمني!! -وأكملَ طريقه-
أبتسمَ تياما مع نَفسِهِ إبتسامةً ساخِرةً ثُمَ لَحِقَ بآشيرو...
...
ميانا وهيَ تَسيرُ بِصُحبةِ كيمورا توقفت وألتفَتت نحوَ كيمورا : حسناً لقد إقتَربتُ مِنَ المنزل، شُكراً لَكَ أستطيعُ المُتابعةَ بمُفردي
كيمورا : عماذا تَتحدثين؟ سأوصِلُكِ حتى بابِ المنزل! -ويُكمِلُ طريقه-
ميانا تَتبَعُه : أه، كلا حقاً لا داعي! مَنزلي قريبٌ جداً حقاً!
كيمورا لَم يَتوقف : هيا بِنا هيا
وبعد إقترابِهِما أكثر توقفا أخيراً...
ميانا : ها هو، لقد وَصلتُ حَقاً
كيمورا : إذاً أهذا هوَ مَنزِلُك
ميانا  : أجل، ماذا عَنك؟، أمنزِلُكَ قريبٌ مِن هُنا؟
كيمورا : كلا فالواقعِ مَنزلي بعيدٌ عَن هُنا لَكن لا بأس، سأتَصِلُ بالسائقِ وسيُقلُني على الفور
ميانا : اهـ هذا جيد... شُكراً لَكَ لصطحابي -تَبتَسِمُ بِلُطف-
كيمورا يَستَغرِبُ قليلاً ثُمَ يَبتسم : هَذِهِ أولُ مرةٍ تَبتسمينَ فيها لي، سعيدٌ لذَلك، الإبتسامةُ حقاً جميلةٌ عليكِ
ميانا تَحمرُ قليلاً : ..آراكَ لاحقاً إذاً! -وأبتسامتُها تزدادُ إتساعاً، وتَذهبُ إلى المنزلِ مُسرعة-

إنتهى🍃~

حياة وعِرة || A rugged lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن