لونا :... وهكذا انتهت صداقتُنا وهَذهِ هيَ ماو التي تعرفِنَها الآن...
ميانا : ...لكني لم افهم حتى الآن سبَبَ تَركِها لك؟
لونا : هيَ ظَنت اني بالفعلِ كُنتُ أستَغلُها
ميانا : آهـ... حسناً ولم تَقولي لي مالذي حدثَ بينكِ وبينَ ماو وسيرا بالأمس؟
لونا : اه، انه... -وقالت لها ماحدث-
ماو تَدفعُ لونا وتوقُعُها على الأرض : أُنظري إلى نَفسِكِ انتِ تبدينَ كالدودة! -ويضحكن-
سيرا تَتقدمُ وهي تَضعُ يدها على خَصرِها : هوي لونا! من الأفضلِ لكِ أن تَتَوقفي عن السيرِ مُحتميةً وراءَ ظَهرِ ميانا فقط لأنها تَقِفُ في وجهِنا حتى الآن!
لونا تَجفل وتَنظُرُ نَحوهُن : اه! ولكني لا أفعلُ ذَلك!
ماو : ماذا؟ انتي تَعلمينَ جيداً كم نَحنُ نَكرهُ ميانا، ومع ذَلك انتي تَتَسكعينَ معها وكأنَ شيئاً لم يَحدُث؟
سيرا : إن كُنتي لا تُريدينَ المتاعِبَ حقاً من الأفضلِ لكِ ان تَترُكي ميانا!
ماو : انتِ حقاً عديمةُ الجدوى، انتي مازلتي لا تعرفينَ كيفَ تَختارينَ اصدقاءكِ، كيفَ تُصاحبينَ فتاةً كميانا؟؟ أنتِ الم تُفكري ولو قليلاً بما تُفكرُ بهِ ميانا حولك؟
سيرا بإبتسامةٍ مُتعجرفة : هيَ بالتأكيدِ تُصاحبُها لأنها ألتصقت بها فحسب! بينما هي لا فائدةَ منها ولا تستطيعُ حتى الوقوفَ بجانبِها عندما تَتَعرضُ للمشاكل! -ويَضحكنَ مُجدداً-
ماو : أجل انا مُتأكدةٌ ان ميانا ستَترُكُها قريباً!
لونا : كلا،.. هي لن تَفعلَ ذَلك!
سيرا أمسكَتها من شَعرِها : هوي هوي من سَمحَ لكِ بالكلام؟ ثُمَ من قالَ لكِ انها لن تَفعلَ ذَلك!؟
ماو : لو كُنتُ مكانها لتَركتُكِ في الحال! فأنتي فعلاً لا تَصلُحينَ لشيء
سيرا تَقتَربُ من وجهِ لونا : اسمعيني جيداً! غداً إن رأيتُكِ تَمشينَ مع ميانا فَلتَتَحملي ماسيَحصُلُ لكِ!
لونا أكتفت بالنظَرِ لها وهي عاقدةُ الحاجبينِ والألمُ بادٍ على وجهِها بسببِ قَبضةِ سيرا...
سيرا : يالهَذهِ النظراتِ المُقزِزة! -ثُمَ تَرميها لتَصطَدِمَ بالجِدار- والآن فلتَغرُبي عِن وجهِنا!
لونا تَستَجمعُ نَفسَها لتَقِف...
ماو : يا لكِ من بائسة! -ويبدأنَ بالضَحكِ ويُغَدرن-
...
لونا : وهذا ماحدث...
ميانا : ولكن لم افهم لماذا يُردنَ أبعادكِ عني؟
لونا : لقد سَمعتُهنَ وهُنَ يُغادرنَ يَهمسنَ بأنهُنَ سيَستمتعنَ برؤيتِكِ وحيدةً غداً
ميانا : آهـ فهمتُ إذاً هُنَ يُردنَني ان ابقى وحيدة
لونا : فالواقِعِ كانتا على حقٍ أنني لا أَصلُحُ صديقةً لكِ يا ميانا
ميانا : هاه؟ ولماذا؟
لونا : انتي يا ميانا شُجاعةٌ وتَستَطيعينَ الوقوفَ في وجهِهن، لكني لا أستطيعُ الدفاعَ عنكِ
ميانا : وأنا لم أطلُب منكِ الدفاعَ عني!
لونا التفتَت إليها : هاه؟...
ميانا : توقفي عن التأثُرِ بكلامهِن، ولا تَفعلي مايُردنه، افعلي ماتُريدينهُ انتي يا لونا!
لونا تنظُرُ للأسفل : ولَكن يا ميانا...
ميانا أمسكت يَدَها : اسمعي يا لونا، افعلي مايحلو لكِ لا مايحلو لهُنَ ولا تخافي مِنهُنَ فأنا لن أسمحَ لهُنَ بإذائِك! وأنتِ لَستِ مُجبرةً على الدفاعِ عني!
لونا نَظَرت لميانا بصمتٍ لتدمَعَ عينيها وتهمس : ميانا...
ميانا تَبتَسمُ ابتسامةً طفيفةً جعلت من وَجهِها وكأنهُ يُشرِق : ثقي بي لونا...
وهزت لونا رأسها بنعم...
وها هو صباحٌ جديد، خرجتا كُلٌ من لونا وميانا لتناولِ الغداءِ في الخارج، وتَناولتا الغداءَ وهُنَ مُستمتعاتٌ بوقتِهنَ ويَتبادلنَ الأحاديثَ ويَضحكن، وبعدَ أن إنتهتا نظفتا الطاولةَ ورمتا الأوساخَ وجلستا...
لونا : اه أشعُرُ بالعطش، ميانا سأذهَبُ لأُحظرَ مشروبَ الفراولة! ماذا عنكِ؟
ميانا : اه انا حقاً لا أُريدُ شيئاً
لونا : هيا يا ميانا ~! لا بأس فقط اخبريني ماذا تُفضلين؟
ميانا : اممم إن كُنتي مُصرةً فأحضري لي قهوةً مُثلجة
لونا : اه بالتأكيد! أنتظريني حسناً~؟ -وذهبت-
نَظرت ميانا إليها بابتسامتِها المُعتادةِ ثُمَ أخرجت هاتفَها لتُسلي نَفسَها ريثما تُحضِرُ لونا المشروبات...
وفجأةً بعدَ دقائقٍ سَمِعت صوتَ شخصٍ واقِفٍ بجانبِها "لِما أراكِ وحيدة؟"
رَفعت ميانا رأسَها لترى ذَلكَ الفتى الذي صدَمتهُ بالأمس...
ميانا : اه، أنت؟...
الفتى : الفتى الذي رأيتِهِ بالأمس... -قالها وهو يَبتسم- هل تَسمحينَ لي بالجلوس؟
ميانا : اوه، فالواقع انا لستُ وحيدة، انا انتَظِرُ صديقتي
الفتى بدأَ يَحُكُ رأسه : إذاً هل هذا أسلوبُ رفضٍ مُحترم؟
ميانا وقد إحمرَ خداها : ... اوه كـ كلا! -انزاحت قليلاً وأشارت إلى المكانِ ألذي بِقُربِها- يُمكِنُكَ الجلوسُ لحينَ عودتِها
الفتى : هذا لُطفٌ منكِ! -ويجلس-
في الجانبِ الآخر تياما وآشيرو كانوا يَتَمشونَ في الساحة...
تياما وكأنهُ رأى شيئاً، صَفَرَ وأمسكَ آشيرو من كَتِفهِ ليوقفَه : أنظُر هُناكَ يا آشيرو! -وهو يُشير-
آشيرو : ماذا هُنـاك؟~... -تتوسَعُ عيناهُ بدهشة- هاه؟!
كانت ميانا وذَلكَ الفتى الجالسَيِنِ على الكُرسيِ ويبدو أنَهم يَتبادلونَ الأحاديث...
تياما يَنظُرُ إلى آشيرو بطرفِ عينهِ والأبتسامةُ الخبيثةُ على وجهِه : كيمورا سَبَقَكَ يا آشيرو!
آشيرو سُرعانَ ماتَتَحولُ ملامِحُ وجهِه ويَنظُرُ إلى تياما : فلتصمت! فالواقع الأمرُ ليسَ مُهماً -ثُمَ يُكملُ سيره-
تياما يَتبعه : لكن أليسَ غريباً؟ مالذي يَجعلُ كيمورا يَجلسُ مع ميانا؟ لديَ فضولٌ لأعرفَ مالذي جَمعَ بينَهُما؟؟
آشيرو : ...ليسَ غريباً من كيمورا، أنهُ دائما ما يُحاولُ الأقترابَ من الفتياتِ الجميلات...
تياما : هاه؟... ههــااههـ! لقد أعترفتَ لتوِكَ بأنَ ميانا جميلةٌ بِنظَرك!
آشيرو أحمرَ وَجهُه : هوي! أنا.. أنا قَصدتُ انها قد تبدو جميلةً بالنسبةِ لكيمورا!
تياما : إذاً هي ليست جميلةً بالنسبةِ لك؟
آشيرو يَنظُرُ للجهةِ الأُخرى عاقدَ الحاجبين : إنها عادية!
تياما وقد بدت على وجهِهِ تَكشيرة : ولما وجهُكَ مُحمرٌ يا آشيرو؟
آشيرو ينفعل : ... هذا يكفي يا تياما!! -وينسحب-
تياما بدأَ بالضحكِ وهو يَتبعُ آشيرو...
بينما كيمورا وميانا كانا مايزالانِ يتعرفانِ على بعضِهما البعض...
كيمورا : اسمي هو إميزو كيمورا، ماذا عنكِ؟
ميانا : ...ميرالو ميانا...
كيمورا : ميانا؟ اسمٌ جميل، مُناسبُ لكِ
ميانا بدا الخَجلُ على وجهِها : شُكراً لك...
كيمورا : في أيِ فصلٍ انتي؟
ميانا : فصل 11-B
كيمورا : اوه إذاً انتي تَصغُرينني بسنة، انا فالواقع 12-A
ميانا : اوه...
كيمورا : أنا لم أراكِ بالجوارِ حتى الآن؟
ميانا : هذا لأني طالبةٌ مُنتقلة، أنتقلتُ مُنذُ أسبوع
كيمورا : اه هذا يُفسرُ الأمر، إذاً اتمنى أنَّ مدرستنا قد نالت إعجابكِ
ميانا : اجل، الا أن هُناكَ مالم يُعجبني إطلاقاً
كيمورا : وما هو؟
ميانا : لأنها مدرسةٌ مُمتازةٌ فتعامُلُها يَعتمدُ على الطبقات، وهذا ماأُسميهُ عُنصرية
كيمورا أبتسم : ولما يُضايُقكِ الأمر؟
ميانا : إنَّ اصحابَ الطبقاتِ العُليا يَفعلونَ مايحلو لهم ولا أحدَ يوقفُهم، بَعضُهم يَجدونَ الأمرَ مُسلياً لأنهُ يُتيحُ لهم التَصرُفَ بِحرية، ويبدأونَ بالتنمرِ على الأقلِ منهم، والإدارةُ لا تمنَعُهم من ذَلك
كيمورا : من قالَ لكِ انها لا تَمنَعُهم؟
ميانا : لو وَضعت عقاباً شديداً لهم لما استمروا في ذَلكَ ولَكنها لم تَفعل، لكي لا تَخسرَهم فهم في النهايةِ مَصدرُ رزقٍ كبيرٍ للمدرسة
كيمورا : هممم، كلامُكِ مُقنع، لكن يا آنسة ميانا هل تَعرضتِ للتَنمُرِ هُنا؟
ميانا : ...تَعرضتُ لعدةِ مُضايقاتٍ فقط، ويبدو لي انكَ سألتَ أسألةً بما فيه الكفاية، سيد كيمورا
كيمورا : اوه! هههه اسف ولكنني أحبَبتُ التَعرُفَ عليكِ لا أكثر، انا حقاً استَغرب، كيفَ لآنسةٍ جميلةٍ مثلَكِ تَتعرضُ للمُضايقات؟
ميانا وقد أحمرت وجنتاها، فجأةً جاءت لونا أخيراً لتُفسدَ جوَ كيمورا...
لونا : لقد عُدت! آسفةٌ على التأخُرِ ولـ... اه!
كيمورا نَهضَ من على الكُرسي : إذاً أراكِ لاحقاً ميانا -قالها وهو يَبتسمُ لميانا-
ميانا اكتفت بأماءةٍ خفيفةٍ بنعم، ثُمَ غادرَ كيمورا...
لونا ظلت تَنظُرُ لكيمورا وفَمُها مفتوح...
لونا : اه ميانا!
ميانا تَلتَفتُ نَحوها : ما؟ ماذا؟
لونا تَجلسُ بجانبِ ميانا : أتعرفينَ من هذا؟!
ميانا : إنَـهُ، كيمورا؟
لونا : أجل كيمورا! أتعرفينه؟؟
ميانا :... أنا لا أعرفُ سوى أسمِه
لونا : أنهُ فتىً ثَريٌ من الطبقةِ العُليا!
ميانا : ماذا؟ حقاً؟
لونا : وبعَضُهُم يَقولونَ أنهُ قريبُ مارلا!
ميانا : هـاه؟
لونا : ماذا كانَ يَفعلُ مَعكِ يا ميانا؟؟
ميانا : فالواقع لم يَفعل شيئاً، هو فقط جَلسَ وبدأَ بالتَعرُفِ علي...
لونا : ماذا؟ -أمسكت بخديها- ياألاهي~! كم انتي مَحظوظةٌ ميانا! اتعلمين؟ كيمورا مشهورٌ جداً بينَ الفتياتِ بوسامتِه، أنهُ أيضاً عارِضُ ازياءٍ مُبهر! كثيرٌ من المجلاتِ تَطلُبُهُ ليعرضَ أزياءها وكثيراً مانرى صورَهُ في المجلات
ميانا : اوه الهذهِ الدرجةِ هو مشهور؟
لونا : أجل!
...
مارلا كانت تَجلسُ في الصفِ مع سيرا...
ماو تَدخلُ لتُوِها : مارلا! -تَلتَفتُ كُلٌ من مارلا وسيرا نَحوها، وتَنظُرُ ماو لسيرا مُخاطبةً إياها- ياإلاهي سيرا! رُغمَ أننا هددنا تَلكَ الدودةَ البائسةَ الا انها مازالت مع ميانا!
سيرا : ماذا؟؟
مارلا تَبتَسمُ بِخُبث : حسنا وماذا في ذَلك؟ نَحنُ بالفعلِ سنُلقِنُها درساً قاسياً!
ماو : ولكني مُستغربةٌ حقاً فتاةٌ بِجوبنِ لونا لا تأبهُ لكلامِنا؟؟ هي لم تَفعل ذَلكَ من قبل
مارلا : امممم ربما ميانا أعطتها دافعاً
سيرا : تلك الميانا! مارلا نَحنُ حقاً يَجبُ ان نَضَعَ حداً لها!
مارلا تُعاودُ تِلكَ الابتسامة : لا تَقلقي فنَحنُ سنوقِفُها عندَ حدِها -تَقف- فالواقع، لديَ خُطةٌ جبارة!...انتهى 🍃~
أنت تقرأ
حياة وعِرة || A rugged life
Romansaميانا، فتاةٌ غامِضة، تُخفي أسراراً وراءَها تَمُرُ بتجارِبَ عديدة، في مدرسَتِها الجديدةِ المليئةِ بالطلابِ المرموقينَ والأثرياء وهناكَ مَن أُعجِبَ بشخصِيتِها وبدأَ يَهتمُ لأمرِها... آشيرو، ولَكن هل سَيكتَشِفُ آشيرو ماتُخفيه؟ ومالذي تُخفيهِ ياتُرى؟...