سَتندم : Part 15

15 4 7
                                    

ولا زالَ المهرجانُ قائِماً بَعدَ إنتهاءِ الالعابِ النارية، حتى لَم يَبقى القليلُ على إنتهاءِه، عادَ كُلٌ مِن ميانا وكيمورا إلى اصدقاءِهم...
إلينا تَنتَبِهُ عليهما : هااه! اويي أين ذَهبتُما وتَرَكتُمونا!؟
ميانا تَتعلثم : أ.. ءه.. إنهُ...
كيمورا بِوجهٍ مَرِح : آسف آسف، لَكِنَني أنتهزتُ الفُرصةَ وأخذتُ قليلاً مِنَ الوَقتِ على أنفراد -قالها بِغمزةٍ وهوَ يَحِكُ رأسهُ-
لِتَظهَرَ علاماتُ الخَجَلِ على وجهِ ميانا وهيَ تَتظُرُ للأسفل...
أما الجميع فَقد فَهِموا الأمرَ وقالوا بِتعابيرٍ أستفزازيةٍ نوعاً ما : أهـــاهـ ~  هَـــكَــذا إذن~
ليُكَشِرَ كيمورا قليلاً ثُمَ يقول : حسناً كيفَ كانَ وَقتُكمُ اليوم هل أستمتعتم؟
إلينا : أجل أجل أستمتعنا كثيراً، لولا أنكَ لَم تَأخذ ميانا وتَذهب، لَقد أضعتَ عليَ فُرصةَ روؤيةِ الالعابِ الناريةِ بِصُحبَتِها!
كيمورا : هيهي آسِفٌ حقاً!
...
أما آشيرو لا زالَ يَنظُرُ للأعلى وهوَ جالِسٌ على البِرميل، وتياما واقِفٌ بجانِبه... بَعدَ لحظاتٍ مِن الصَمت يَنهظُ آشيرو ويَذهبُ مُتقدماً...
آشيرو بِهدوءٍ ونَبرةٍ يائسة : ..لِنَذهب...
تياما يَتبَعُه : أ.. أوي..
وبينما هما يسيرانِ بِصَمتٍ ألتَفَتَ تياما يساراً حتى رأىَ ميانا واقِفةً مع كيمورا بِصُحبةِ أصدقاءِهِ تَبعُدُ عَنهُما قليلاً...
تياما يَتوقفُ عَنِ السير : اه! آ..آشيرو! -وهوَ يَنظُرُ إليها-
آشيرو يَتَوقَفُ ويَلتَفِتُ على تياما الذي خَلفه : هاه؟..
حتى يَراهُ يَنظرُ في الجهةِ اليُسرى ليَنظُرَ هوَ الآخر وتَتَسِعُ عينيهِ بَعدَ روؤيةِ ميانا والآخرين، إلا أنهُ لَم يُحرك ساكِناً وبَقيَ يَنظُرُ إلى ميانا التي كانت تَرتَسِمُ على وَجهِها إبتسامةٌ طفيفةٌ جداً تَكادُ لا تُرى...
شَعَرَ آشيرو بخيبةِ أملٍ تَتَمَلَكُهُ مُجدَدَاً فستدَارَ وأكملَ سيرهُ قائِلاً : لنَذهب...
تياما : مـ؟! ما!... اووويي أنتظر! -يَلحَقُه-
ميانا شَعرت بشيءٍ ما ثُمَ ألتَفتَت نَحوَ جِهةِ آشيرو وتياما، إلا أنها لَم ترى إلا تياما مِنَ الخَلفِ وهوَ يَركُضُ حتى أختفى عَن ناظِريها...
كيمورا يَنتَبِهُ إليها : ما الأمر؟
ميانا تَجفِل : اه لا.. لاشيء
تياما لا زالَ يمشي خَلفَ آشيرو : أوي! أنتظر آشيرو! بَعد كُلِ بَحثِكَ هذا ها قد وَجدتَها! إذن لِماذا تَذهَبُ هَكذا وتَترُكُها؟!
آشيرو يَنفعِل : أصمِت تياما! -يَتَوقَف ويلتَفِتُ لِتياما- وماذا تُريدُني أن أفعل؟! أذهَبُ أمامَ الجميعِ وأسحَبُها مِن يدِها وأقولُ لها لا تذهبي مَعهُ مَرةً أُخرى؟!
تياما : ...أجل! وماذا في ذَلِك!؟ يُمكِنُكَ فِعلَها إن كُنتَ تُريدُ أن تُنقِذَها حقاً مِن أفعالِ ذَلكَ الكيمورا!!
لِتَعلوا نظراتُ التفاجؤِ والأستغرابِ وجهَ آشيرو لوهلةٍ ثُمَ يَصرُخُ في وجهِ تياما : فلتصمِت وَحسب! -ويستديرُ ليُكملَ سيرَه-
ثُمَ لَحِقَهُ تياما بِصمت...
...
في اليومِ التالي في الصباحِ الباكر، خَرجت ميانا مِن غُرفَتِها وهي تَرتدي زييَ المدرسة، ذَهبت إلى المطبخِ لتأخُذَ عُلبةَ الطعامِ وخَرجت مِن فوريها مِنَ المَنزِلِ بِكُلِ هدوء، ثُمَ تَنهدت وأكملت سيرَها...
وفي هَذهِ الاثناءِ في مَنزلِ كيمورا، كانَ جالِساً على مَكتبيهِ يبدو مُتوتراً ويُفكِرُ بأمرٍ ما وهوَ يَلعبُ بالقلمِ بيدهِ اليُمنى، حتى أغمضَ عينيهِ وتَذكرَ تِلكَ اللحظةِ التي قالت فيها ميانا "  لـ لقد سَمِعتُ ..أنكَ تَستَغِلُ الفتيات..." ثُمَ فَتحَ عينيهِ الحادتينِ وهوَ يَضعُ القلمَ على الطاولةِ بِقوة...
كيمورا في نَفسِه : مَن؟، مَن الذي أخبرها بِهذا؟... هُناكَ شَخصٌ ما يُحاوِلُ أن يُفشِلَ خُطَتي... مِن يَكونُ ياتُرى؟ هَل هيَ مارلا؟ إنها الوحيدةُ التي تَعلم ..-يَهُزُ رأسه- كلا كلا... ليست هي... هي تُريدُ التَخلُصَ مِنها اصلاً، فلِماذا تُتعِبُ نَفسَها وتُحذِرُها؟... إذاً مَن؟ مَن غَيرُها يَعلم؟...
يُغمِضُ عينيهِ مُجدداً وهوَ يُفكر لعدةِ ثوانٍ حتى يفتحهُما وهوَ يقولُ بِصوتٍ مسموع : آه! وجدتُه!
ليأخُذَ هاتِفهُ ويبدأُ يَنقُرُ فيه لأمرٍ ما...
...
في الفصل، آشيرو كانَ جالِساً في مَقعده يُقَلِبُ كتاباً ما، حتى يَرُنُ هاتِفهُ ثُمَ يُخرِجُهُ  مِن جيبِهِ ليَرُدَ ظنَاً مِنهُ أنهُ تياما، لَكنَ مَلامِحُ وَجهِهِ تَغيرتَ بَعدَ رؤيتِهِ الأسم...
آشيرو يُحدِثُ نَفسهُ بصوتٍ ضئيل : ..كيمورا؟... -ثُمَ يَرُد- مرحباً... آه، حسناً ولكن؟.. لماذا؟... هممم -ليُغلقَ أخيراً، ثُمَ يَنظُرُ إلى الهاتِف قليلاً ويَبتَسِم- تهه... -يَضعُ الهاتِفَ في جيبه- يبدو أنَني كُشِفتُ إذاً..
"مـاذا؟"
آشيرو يَلتَفِت وقد كانَ تياما : هاه؟ منذُ متى وانتَ هُنا؟
تياما كانَ واقِفاً يُمسِكُ بِحقيبَتِه : مُنذُ قليلٍ جداً، وقَد سَمِعتُكَ وانتَ تَقولُ تِلكَ العِبارة
آشيرو : آهـ.. إنه—
"صباحُ الخير"
ويلتفتا إلى الباب، أجل كانت ميانا واقِفةً ألقت التحيةَ بِبرود...
تياما : اووه مرحباً ميا تشان! كيفَ حالُك؟
آشيرو : تشيه..
ليَقِفَ ويَخرُجَ مِنَ الفصل بينما كانت ميانا مُتجهةً إلى كُرسِها...
تياما لا زالَ لَم يُحرك ساكِناً مُستَغرباً مِن رَدةِ فِعلِ آشيرو، ثُمَ يَلحَقُ بِه : أ، أوي! ...
وقَد ذَهبا وَوَقفا في الساحةِ عِندَ أحدِ أسوارِ الساحة...
تياما : ماذا؟ أَرادَ مُقابلَتَكَ بَعدَ نِهايةِ الدوامِ خَلفَ المَدرسة؟
آشيرو : أجل..
تياما : ...الآنَ قَد فَهمت! ولِهذا قُلتَ "يبدو أنَني كُشِفتُ إذاً"
آشيرو : أجل فَهذا واضِحٌ جداً، هوَ لا يُريدُ مِني شيئاً غِيرَ ذَلِك
تياما : ..لَكن، كِيفَ بِرأيِكَ قَد كُشِفنا؟
آشيرو : ..على الأغلب، أنَ ميانا أخبَرَتهُ كُلَ شيء...
تياما يُذهَل : هـاه؟ لَـ لَكن!.. أنا لا أعتَقِدُ أنَ ميانا بِهذا الغباءِ حتى تَذهبَ وَتُخبِره؟
آشيرو يَنظُرُ إليهِ بِعنينِ مُستَفزتين : ولما لا؟ فهِيَ تَكرَهُني على أيةِ حال
تياما : ما؟.. ماذا؟.. لَقد بالَغتَ قليلاً بِقولِ تَكرَهُني...
آشيرو يَنظُرُ إلى الأعلى بِوجهٍ مَهموم : همم...
ويَستَمِرُ الصَمتُ لِعدةِ ثوانٍ...
تياما وهوَ يَنظُرُ لِلأسفلِ بِوجهٍ حزين : ...آشيرو.. -يَلتَفِتُ آشيرو- ..أنا آسِفٌ على ما بَدَرَ مِني بالأمس..
آشيرو : اهَـه.. لا بأس، لَقد تَخطيتُ ذَلِك...
تياما يَبتسم : وَلَكن على ما يَبدو أنَكَ كُنتَ تُريدُ أن تَذهَبَ وَتسحَبَها مِن يَدِها بالفِعل
آشيرو يَحمَرُ قليلاً : ...فالواقِع... أجل.. لَكني لَم أملِكِ الشجاعةَ لِفعلِ ذَلِك...
تياما يَبتَسِمُ ويُمسِكُ بِكَتِفِ آشيرو : لا عليك، هذا ليسَ لأنَكَ لَم تَمتَلِكِ الشجاعةَ وإنما أنَكَ تَردَدت وَقتها خيفةَ أنَ هذا سَيَزيدُ الأمرَ سوءاً، وَذَلِكَ أفضل، أنكَ لَم تَقُم بِعملٍ مُتهور
آشيرو يَنظُرُ إليهِ فيبتَسم ثُمَ يَنظُرُ إليهِ بستفزازية : آه، ولَكنَ شَخصاً هُناكَ وَبخني وقالَ لي أني لو كُنتُ حقاً أُريدُ إنقاذها لَذهبتُ وأخذتُها بعيداً!
تياما يتفاجأ : هِهِه.. -يَحِكُ رأسه- حـ-ـقاً.. آسِفٌ لأنَني إنفَعلتُ قليلاً وَقتها.. هِهِهِ...
آشيرو يَبتسم : ..هاه لا عليك -ويَذهب لِيَلحَقَ بِهِ تياما-
...
وبَعدَ إنتهاءِ الدوامِ أخيراً، ذَهبَ آشيرو خَلفَ سورِ المَدرسةِ لِلقاءِ كيمورا...
آشيرو وهوَ يَخرُج، تَوقفَ تياما أمامه...
تياما : سأذهبُ مَعَكَ يا آشيرو
آشيرو : كلا، لا عليك سأذهبُ بِمُفردي فهوَ لَم يَقُل أسمك، بل ناداني أنا فَقط.. -وذَهبَ غيرَ مُبالياً بِتياما-
تياما يَلتَفِتُ نَحوه : أوي! ولَكِنَني مُتورِطٌ أيضاً في هذا، فَكيفَ لي أن أدعَكَ تَذهبُ وَحدَك؟!
آشيرو بِصوتٍ عالٍ : قُلتُ لا!.. -يُتابِعُ سيرَه- وأنتهى الأمر.. أنتظرني عِندَ المَحطة، سآتي بَعدَ أن أنتهي... -ويَذهبُ في حالِ سبيله-
تياما : ...تشيه تباً! -يَذهبُ في طَريقِه- ...تباً له! لماذا يُحاوِلُ أن يَخوضَ الأمرَ بِمُفردِه؟!...
أما كيمورا فقد كانَ بِصُحبةِ أصدقاءِه، حتى خَرَجوا مِنَ البوابة...
بدأَ كيمورا يَتلَفتُ فَبتسمَ قائِلاً : أهـ يا رِفاق.. لن أستطيعَ الذهابَ مَعَكُمُ اليوم، لَديَ عَمَلٌ ما أُريدُ الإنتهاءَ مِنه
هيرومي : اوه هذا غريب، وما هوَ هذا العَمل؟
كيمورا يَبتسِم : همم عملٌ خاصٌ بي يا صديقي، -ليَنطَلِقَ وهوَ يُلوحُ لَهُم- حسناً أسبَقوني فَحسب!
إلينا : آهـ هذا غريب، ليسَ مِن عادَتهِ أن يَترُكَنا هَكذا
لوريو : يبدو أنه أمرٌ طاريءٌ إذن
بينما ميانا كانت تَنظُرُ إليهِ بوجهِها البارِدِ وهيَ تَتسائلُ بِصَمت...
إلينا : آه على كُلٍ هيا هيا -تَذهبُ لِلأمام- لا بُدَ أنهُ سيتأخرُ لذا طَلبَ مِنا ألا نَنتَظِره، هيا بينا!
فذَهبوا في طريقهم...
أما آشيرو فهوَ واقِفٌ هُناكَ خَلفَ السورِ لا زالَ يَنتظر، وها قَد وَصلَ كيمورا بَعدَ وقتٍ قصير...
كيمورا يَتقدَمُ نَحوهُ بأبتسامةٍ واثِقة : ..اوه مرحباً آشيرو.. -يَقِفُ أمامه- ..لَقد مَرَ وقتٌ طويل، إليسَ كَذَلِك؟..
آشيرو كانَ يُحدِقُ إليهِ بنظراتٍ حادةٍ دون أن يَقولَ شيئاً...
كيمورا : ..اوي اوي لما تَرمُقُني بِتِلكَ النظرات!
آشيرو بِهدوء : ...أخبرني بما تُريدُه...
كيمورا يُعاودُ الأبتسامَ بِتِلكَ الأبتسامةِ ثُمَ يَتَقدمُ إلى الأمامِ حتى يُصبِحَ آشيرو خَلفه : لَديَّ سؤالٌ واحِدٌ فقط، وأُريدُكَ أن تُجيبَ عليهِ بِكُلِ وضوح.. هَل أنتَ الذي أخبرتَ ميانا أنَني أُحاولُ إستغلالها؟...
آشيرو بِهدوءٍ وبرود : ...نَعم.. أنا فَعلتُ ذَلِك...
لتَتَسِعَ إبتسامةُ كيمورا وهوَ يَنظُرُ للأسفل...
آشيرو يَلتَفِتُ إلى كيمورا الذي يُعطيهِ ظهره : ..وماذا بَعد؟...
كيمورا يَلتَفِتُ لآشيرو بُسُرعةٍ ليُمسِكهُ مِن ياقةِ قميصه بِنظرةٍ حادةٍ عابِسة : ..آشيرو.. أتُحاوِلُ العَبَثَ معي؟...
آشيرو لَم يُحرك ساكِناً وكانَ وجهُه يَتمَلَكُه البرود : ...كلا.. أنا لا أعبث... -تزدادُ ملامِحُهُ حدةً وهوَ يَضعُ رأسهُ قريباً مِن رأسِ كيموراوهوَ يُمسِكُ يدهُ التي تُمسِكُ بِياقَتِه- وإنما قرَرتُ أن أوقِفَكَ عنَدَ حَدِك...
كيمورا : هـاهـ؟... -يَدفعُ آشيرو بعيداً- ...عندَ حَدي؟... هه.. هاهاهه -ويبدأُ بالضَحك- يالَكَ مِن جريء... لَكن، أتعلمُ أني أستطيعُ إيقافَكَ قَبلَ أن تَفعلَ شيئاً؟...
آشيرو يَضحكُ بِسُخرية : تههه.. يَسُرُني أن أعرف...
كيمورا يَبتسمُ بتسامةً شريرة : ...يبدو أنكَ تَستهينُ بي... أنا سأُحذِرُكَ هذهِ المرة، -يَقتَرِبُ منهُ- أبقى بعيداً عَن ميانا، وإلا فلن يَسُرَكَ ما سَيحدُث... -ثُمَ يُكملُ سيرهُ تارِكاً آشيرو خَلفه-
آشيرو يَلتَفِتُ نحوه : سَتندمُ يا كيمورا!
كيمورا يَتوقفُ ويلتفتُ بأبتسامتهِ تِلك : ليسَ أنا من سيندم، وإنما أنت... -يُكملُ سيره- يُمكنُني أن أجعلَكَ تُطردُ مِنَ المَدرَسةِ بأكبَرِها، لَكنَني أعطيتُكَ فُرصةً هذهِ المرة.. -يتوقف- لَكني لَن أتساهلَ مَعكَ أن أعترضتَ طريقي مُجدداً! -ويُكملُ دَربه-
آشيرو لَم يُحرك ساكِناً :... تشيه...

أنتهى🍃~

حياة وعِرة || A rugged lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن