في المكتبة، كانت إلينا تَبحثُ عن كتابٍ ما...
إلينا وهي تُشيرُ بإصبعِها السبابةِ على الكُتب : أمممم.. أهـ! لم أجِده! أينَ مِنَ المُمكِنِ أن يَكون؟
كيمورا كانَ بعيداً قليلاً هوَ وأصدقاءُهُ الآخَرين : هوي إلينا! ألم تَجدِيهِ بعد؟
فبدأَ الجميعُ يَنظُرُ حولَهُ لأنَ صوتَهُ كانَ عالياً...
إلينا بصوتٍ مُنخفض : أخفض صــوتَك!!~
فتَوترَ كيمورا وقد حَكَ رأسَهُ قائِلاً : المعذِرة...
ميانا كانت تَقِفُ بالقُربِ من إلينا : ...ما اسمُ الكتابِ الذي تَبحثينَ عَنه؟
إلينا تَلتَفِتُ نَحوها : المومياء، لتريكي بالياس
ميانا بإستغراب : هاه؟، مومياء؟
إلينا : أهـ أجل! أنا أُحِبُ الإطلاعَ وأُحبُ قِراءةَ كُتبٍ مُتنوعة، لقد قرأتُ عن أشياءَ كثيرة، عن الفضاء عن عِلمِ الفلك، عن السُفن، عن الأسماك، عن الزهور، وعن أشياءَ أُخرى كثيرة!، ولَكن مازالَ أيضاً أشياءُ أُخرى لم أقرأ عنها، والآنَ أنا حقاً لديَ فضولٌ لأعرِفَ أكثرَ عن المومياء
ميانا : ...يبدو الأمرُ مُسلياً بالنسبةِ لَك؟
إلينا بحماس : أجل! إنهُ رائِع، أنتي لا تَتصورينَ ما كَميةُ المَعلوماتِ التي ستَجنينها من القراءةِ والمُطالعة! بالذاتِ إن كانت عن أشياءَ عديدة!
بعد قليل قاطَهُم كيمورا : هوي، أنا ذاهب، عندما تَجدينَ الكتابَ فالحَقي بنا، حسناً؟
إلينا : أه، حسناً
وذَهبَ كيمورا لتَعودَ إلينا للبَحثِ مُجدداً، وبدأت ميانا هيَ الأُخرى تَلتَفيتُ هُنا وهُناكَ مُتفحصةً الكُتب، حتى مرت الدقائِق...
إلينا مُخاطِبةً نَفسَها بصوتٍ مُنخفضٍ جداً : إيُعقلُ أنهُ غيرُ موجودٍ في المدرسة؟...
ميانا خَلفها : هل هذا ماتَبحثينَ عَنه؟
إلينا تَلتَفِتُ نَحوها لترى ميانا تَمُدُ لها كِتاباً : أه!، -تَنتَشيلُ الكتابَ بِكلتا يديها- أجل! هذا هو! أهه شُكراً لكِ يا ميانا!
ميانا بِبُرودٍ كَعادتِها : لابأس...
إلينا : أينَ وجَدتيه؟
ميانا تُشيرُ إلى إحدى المكتبات : هُناك... حسناً إذاً دعينا نَخرُجِ الآن
إلينا : أجل، هيا
ثُمَ تَذهبانِ إلى الخارجِ ويلتَقيا بكيمورا والآخرَين...
هيرومي : إذاً هَل وجدتُما الكِتاب؟
إلينا : أجل! لقد ساعدَتني ميانا ووَجَدَتهُ لي!
هيرومي : هذا جيد!
إلينا تَتَغيرُ ملامِحُ وجهِها : أجل ساعدتني ولم تَترُكني وترحل مِثلكم!
هيرومي : هِـــاهـ؟؟ ولَكِنَنا ساعدناكِ أيضاً!
إلينا : ثُمَ تَخليتُما عني!
كيمورا : لأنَنا لم نَجِد الكتاب ماذا عسانا أن نَفعل؟؟
لوريو : نحن بالفعلِ يائِسنا وقلنا أنها تَبحثُ عن شيءٍ غيرِ موجود
إلينا عاقِدةَ الحاجبين : آهـ حسناً شُكراً لَكم
لوريو : آهـــ لدرجةِ أني حقاً شَعرتُ بالجوع! دعونا نَذهب ونأكُل شيئاً ما ياأصحاب
هيرومي : ماذا؟ لكنَكَ بالفعل أكلتَ قبلَ قليل!
كيمورا : لا بأس لوريو يَهضُمُ الطعامَ في دقيقةٍ او دقيقتين، هَذِهِ مَوهِبتُه!
وقد بدأَ الجميعُ بالضَحِك، إلا ميانا كانت بِملامِحِها الباردةِ المُعتادة، إلا أنَ إبتسامةً طفيفةً إرتسَمت على شفَتيها وهيَ تَنظُرُ إليهم، لينتَبِهَ إليها كيمورا ويَبتسم...
تياما وآشيرو كانا يمشيانِ بالقُربِ مِنهم، إنتبهَ تياما لهم وتوقفَ قليلاً لكنَ آشيرو أكمل سيرَه، ثُمَ لَحِقَ تياما بآشيرو مُنادياً إياه...
تياما : هوي آشيرو!
توقفَ آشيرو وألتفتَ إليه : نعم؟
تياما : ما خطبُك ؟ لقد مرَ أسبوعانِ حتى الآن وأنتَ تبدو غيرَ مُهتماً أبداً بالأمر!
آشيرو : عما تَتَكلم؟!
تياما : أوي لا تَتغابى! أنا أقصِدُ ميانا! لقد إنظمت إلى كيمورا وجماعتِه، إلا يَهمُكَ الأمر؟ أنا مُتأكد أنَ كيمورا سيوقِعُ بِها
آشيرو يتنهد : ...حسناً كيمورا فَعلَ ذَلِكَ مع فتياتٍ أُخرياتٍ بالفعل، فما الأمرُ المُختلِفُ الآن؟
تياما يرفعُ حاجِباً ويَعقِدُ الآخر : هــاهـ؟؟ ولَكنَكَ كُنتَ مُهتماً حقاً لأمرْ ميانا! لقد ظَنَنتُ بأنَ ذَلِكَ سيُزعِجُك وستفعلُ أمراً ما لتوقِفه! لكنكَ تَتَجاهلُ ذَلِكَ ؟
آشيرو : ...لم أتدخل مِن قَبل، ولن أتدخل، أنَ الأمرَ حقاً لا يَعنيني... -ثُمَ يَذهب-
تياما بصوتٍ عالٍ : ...توقف عن التَصرُفِ عَكسَ ماتُريد!
حتى يُقاطعهُما جَرسُ المدرسة، مُعلناً إنتهاءَ الإستراحة، كانَ آشيرو قد توقفَ لوهلةٍ عند سماعِ ماقالهُ تياما، لكنهُ أكملَ طريقَهُ بعدَ سماعِ الجرس...
تياما : ...-تنهدَ بِعُمق- سُحقاً... -ليذهبُ هوَ الآخرُ أيضاً-
وأنتهت الحِصَصُ حتى أنتهى الدوام، ميانا خَرجت مِنَ الفَصلِ وهيَ تَحمِلُ كِتاباً في يدِها تقرأُه، مُتجهةً نحوَ السلالِمِ بِبُطئ، وكانَ هُناكَ طُلابٌ يركضونَ لتَصدِمَ إحدى الطالباتِ بكتِفِها ويَقَعُ الكتابُ مِن يدِها...
الطالبةِ وهيَ تَقِفُ في نهاية السُلم : أه آسفة! -ثُمّ تُكملُ الجَري-
ميانا نَظرت إليها بِبُرودٍ ثُمَ أنحنت لتنتَشِلَ الكتاب، في تِلكَ اللحظة آشيرو كانَ واقِفاً في الخلف، وعندما أستقامت ميانا كانَ شَعرُها قد كَشفَ عَن رَقبتِها بالفعل، لينتبِهَ آشيرو على أثرِ نُدبةٍ في رَقبَتِها، لتَعلو علامتُ إستغرابٍ وتَعجُبٍ على وجهِ آشيرو.
ثُمَ تَلتَفِتُ ميانا لخلفِها عندما أحست أنَ شخصاً ما واقفٌ وراءَها، وتَنظُرُ لآشيرو ليُبادلَها النظرات...
ميانا بِبُرودٍ وقَد عَقدت حاجِبيها بِخفة : ...مالأمر؟...
آشيرو بتوتر : آه.. لَـ... لاشيء...
ويأتي تياما مُسرِعاً ليلتفتَ كُلٌ مِن ميانا وآشيرو نَحوهُ بعدَ سماعِ صوتِه : آسِفٌ لتأخُـ... ـري... اوه -يَنظُرُ لآشيرو بإبتسامةٍ خبيثة- هل قاطعتُ أمراً ما؟
آشيرو يَعقِدُ حاجبيه : كـ.. كلا! لقد تأخرت! هيا بِنا دعنا نَذهب بُسرعة! -ويُمسِكُ بيدِهِ ويَنزِلُ مِنَ السلالِمِ مُسرِعاً-
تياما نَظَرَ إلى ميانا بينما هوَ يَنزِلُ ليولُحَ لَها ويَغمز : إلى اللِقاء ميا تشان!
ميانا تَتفاجأُ مِنَ الأسمِ الذي ناداها بِه، ليَصرُخَ آشيرو بصوتٍ مسموعٍ مُخاطِباً إياه : اوي!! توقف عن ذَلك!
ويستمِرُ تياما بالضَحكِ وأصواتُهم تَبعُدُ أكثرَ فأكثر، بَقيت ميانا واقِفةً
لوهلة، ثُمَ أكملت مَشيَها لتَنزِلَ مِنَ السلالِم.
وَصلت أخيراً إلى بوابةِ المدرسة، هُناكَ كيمورا وأصدِقاءَهُ ينتظرونها...
إلينا تُلوحُ لها : اوه! هيا ميانــا!
ميانا تَبتسِمُ بِلُطفٍ وتَتجِهُ نَحوهم بخطواتٍ بطيئة...
كانوا يسيرون سوياً ليُبادِرَ هيرومي : يارِفاق! بما أنَ غداً عُطلة، دعونا نَذهب إلى المقهى قليلاً
لوريو : أه! بل دعنا نَذهب إلى مَتجرِ والدَتِك! سنتناولُ الحلوى بالمجاان~!
هيرومي : اهه! لا أعتقِدُ أنَ أمي ستَرفُضُ ذَلك! هيا إذاً!
إلينا : اه مرحى! أنا موافِقة!
كيمورا : هذا جيد، أذاً هيا بِنا...
لتُقاطِعهم ميانا بعد أن كانت صامِتة : اه، لكن... -يَلتَفِتُ لها الجميع- أ.. أنا لا أستطيع... -قالتها وهيَ تَنظُرُ للأسفل-
هيرومي : هاهـ؟ لما لا؟
لوريو : لا تَقلقي إنَها بالمجان! -فينظُرُ إليهِ الجميعُ بغَضب، بينما وَكزَهُ هيرومي بمرفَقِه-
ميانا تَجفل : أه! ليسَ هذا السَبَب!، ولكن... هُناكَ.. أشغالٌ عليَّ أن أنتهي مِنها في المنزل...
إلينا : آه! هَكذا إذاً! لابأسَ اليومَ ميانا! إتَصلي وأخبري والدَتَكِ أنكِ ستَتَأخرينَ قليلاً اليوم، أنا مُتأكدةٌ أنَها لن تَقولَ شيئاً!
ميانا : ...-قالت بصوتٍ مُنخفضٍ جِداً لنَفسِها- إنهُ ليسَ كما تَعتَقِدون...
إلينا بعد أن سَمِعتها تُتمتم : هاه؟ ماذا؟
ميانا : اه، لاشيء...
كيمورا أمسكَ بيدِ ميانا : هيا، لابأسَ إن تَأخرتي يوماً واحِداً فقط!
هيرومي : إن قالت والِدَتُكِ شيئاً فنَحنُ سَنَقِفُ مَعكِ ونُدافِعُ عَنكِ!
إلينا : أجل!
لوريو : هذا صحيح! لا تخافي!
كيمورا : هيا إذاً إتفقنا دعونا نَذهب!
ميانا بإبتسامةٍ جميلة : حَسناً!
...
آشيرو كانَ يسيرُ معَ تياما، وقد كانَ شارِدَ الذِهن، يَتَذَكَرُ تِلكَ النُدبةَ التي كانت في رقَبةِ ميانا...
"يبدو أنها قديمة، لكن هذا غريب، ليسَ يدَها فَحسب؟، في رَقبَتِها أيضاً؟؟، هل يُعقل؟، أنَ جَسدَها مليءٌ بالنُدَب؟ هل هذا يَعني أنَ ظَهرَها مليءٌ بالنُدَبِ أيضاً؟؟، كلا كلا!، أينَ نعيش، من المُستحيلِ هذا، يبدو أنني أُبالِغُ بالتَفكيرِ قليلاً... لكن، حقاً ماقِصةُ تِلكَ الندوب؟..."
ليَقطَعَ تياما أفكارهُ وهوَ يُلوحُ أمامه : هووويي، بماذا تُفكِرُ مُجدداً؟، مُنذُ أن خرجنا وأنتَ شارِدُ الذِهن! انت حتى لم تَسمعني
آشيرو : أه! ماذا؟ هل كُنتَ تُكلِمُني؟
تياما : لا كُنتُ أُكلِمُ الشارِع، دعني أُخمِنُ بماذا كُنتَ تُفكِرُ، أمممم بميا تشان!؟ -قالها غامِزاً-
آشيرو يَعقِدُ حاجبيه : توقف عن مُناداتِها بهَذا الأسمِ!
تياما باستفزاز : لِماذا؟~ هل تَشعُرُ بالغيـرة؟~
آشيرو بِغضب : كـلا!، لكن ماذا لو سَمِعكَ شَخصٌ ما تُناديها هَكذا؟؟ بالتأكيد سيَعتَقِدُ أنَ شيئاً ما بينَكَ وبينَها!
تياما : حَسناً وماذا في ذِلك؟
آشيرو بِغَضب : أوقِف هذا المُزاح!، ووه تَباً إلى اللقاء! -وذَهبَ بخطواتٍ سريعةٍ مُتجاهِلاً تياما-
تياما : اوي آشيرو توقف!
آشيرو يَقِفُ ويَلتَفِتُ إليه : ماذا؟
تياما يُشيرُ بأبهامِهِ إلى اليمين : دعنا نَذهب إلى الحديقة
آشيرو : هاه؟ لماذا؟
تياما : هُناكَ ماأُريدُ التَحدُثَ حَولهُ مَعك...
ليجولَ الصمتُ بينهما لثوانٍ...
آشيرو : إن كانَ الأمرُ يَخُصُ ميا تشان خاصَتِك فأنا لا أُريد
تياما يُنزِلُ رأسَهُ وهو يَحكُهُ بتكشيرة : اخخ، حسناً في الواقِعِ أنا لا أُخيرُك، -يَتقدمُ نَحوَ آشيرو ويُمسِكُ بيدهِ بقوةٍ ثُمَ يَجرُه- ستأتي رُغماً عَنك!
آشيرو : ا.. اوي! تـَ.. تَوقف!
...
بينما ميانا كانت مع الآخرينَ في متجرِ الحلويات...
والِدةُ هيرومي تَضعُ لهم قطعةً كبيرةً من التشيز كيك مُقطعة : هيا تَفضلوا ولا تَخجلوا! أتمنى أن يُعجبَكم!
إلينا بسعادة : واااه! تبدو لذيذةً حقاً! شُكراً لكِ حقاً!! نَحنُ آسِفونَ لأنَنا نُزعِجُكِ بالأكلِ هُنا مجاناً!
والِدةُ هيرومي : اوه، هههه كلا أبداً، أنَ الأمرَ لا يُزعجُني فأنتم أصدقاءُ هيرومي في النهاية!
لوريو : أنتِ طيبةٌ يا خالة!! آهـ!! هيا لنأكل -ويأخذُ قُضمةً من التشيز كيك- لذيـــذ!!~
والِدةُ هيرومي : بالهَناءِ والشِفاء! -تَنظُرُ لميانا التي كانت تأكُلُ بِصَمت- اوه يبدو أنكِ ميانا الصديقةُ الجديدة؟
ميانا تَلتَفِتُ نَحوها : اه، أجل...
والِدةُ هيرومي : يبدو أنكِ خجولة، سعيدةٌ برؤيتك، إذاً مارأيُكِ بالحلوى هل أعجبَتكِ ؟
ميانا : آه، -تَبتَسمُ بلُطف- أجل، إنها لذيذة...
والِدةُ هيرومي : سعيدةٌ لأنها نالت أعجابَكِ!، سأكونُ مُمتنةً لكِ إن أتيتي إلى مَتجري عندَ رَغبَتِكِ بالحلوى!، والآنَ يارِفاق، أنا سأعودُ لعَملي، أستمتعوا! -وتَذهب-
إلينا : صحيح! ، لقد أقتربَ المهرجانُ الصيفي، لِنَذهب سوياً كالسنةِ الماضية، مارأيُكم؟
هيرومي : اوه، لقد نَسيتُ أمرَ المهرجانِ تماماً، أيُ يومٍ يُصادِف؟
إلينا : الجُمُعةَ القادِمة!
لوريو : اوه! إذاً؟ أنذهبُ سوياً؟
إلينا : أجل، دعونا نَفعل ذَلك، لقد أستمتعنا كثيراً السَنةَ الماضية، ميوري كانت معنا السنةَ الماضية...
ميانا : ميوري؟...
إلينا : كانت صَديقَتُنا، كيمورا عَرفَنا عليها أيضاً، ولَكِنَها...
كيمورا يُغيرُ الموضوع : آهـ حسناً! دعونا نَتفق لأجلِ المهرجان!
هيرومي : حسناً إذاً، إينَ نَلتقي؟
إلينا : أولاً، ستَرتدونَ جميعاً اليوكاتا!
كيمورا : هاه؟ ولماذا هذا الشَرط؟
إلينا : لأن السنةَ الماضيةَ كُنتُ الوحيدةَ التي تَرتدي اليوكاتا، بينما كُنتُم تَرتدونَ ملابِسةَ عادية... آه! ميانا ستأتي معنا هَذِهِ السَنة! أتوقُ لرؤيَتِكِ تَرتَدينَ اليوكاتا!
ميانا : ماذا؟، لَكن... أنا...
إلينا : هل لَديكِ أشغالٌ أيضاً في يومِ الحُمُعة؟
هيرومي : ماذا؟ ولكنها عُطلة؟
ميانا بتَوتُر : الأمر، ليسَ هَكذا، وإنما... -تَنظُرُ إليهم وقد كانوا جميعاً يَنظرونَ إليها- "أنا لا أُريدُ الذهاب!"
إلينا : ميانا؟...
ميانا : أ.. أنا لا أُريدُ الذهاب! " لن أجلُبَ الأعذارَ أكثرَ مِن هَذا! فأنا حقاً لا أودُ الذهاب!"
إلينا : ولما لا؟
ميانا : إنهُ فقط... المَهرجاناتُ لا تَروقُ لي...
إلينا : اه! ولَكِننا سَنستَمتِعُ معاً!
هيرومي : أجل، يَجِبُ أن تأتي!
لوريو : إنَهم يُقَدِمونَ أطعِمةً لذيذةً هُناك!
هيرومي : هذا هوَ مايَهُمُك
لوريو : بالتأكيد! فالخروجُ بدونِ طعامٍ ليسَ مُمتعاً
ليَضحكَ الجميعُ ماعدا ميانا...
إلينا : أتَفِقُ معَ لوريو!
...
وفِي الحديقةِ حيثُ آشيرو وتياما، جَلسَ آشيرو على الأرجوحة، بينما جَلسَ تياما على لُعبةِ التوازُنِ أمامَ آشيرو...
تياما : آشيرو، سأُكلِمُكَ بجديةٍ هَذِهِ المرة، لذَلكَ كُفَ عن اللفِ والدوران
آشيرو : ...حسناً؟
تياما : آشيرو أنا أعرُفُكَ جيداً، أعرفُ ماتَشعُرُ بِه، او ماتُفَكِرُ بِه، وأعرِفُ طِباعَكَ جيداً، ولكن مالا أفهَمُه، لما تَتَصَرفُ عَكسَ ماتُريد!
آشيرو : ...ولَكني لم أتصرف عَكسَ ما أُريــ...
تياما يُقاطِعُه : لقد قُلتُ أني أَعرِفُكَ جيداً آشيرو!، أنت وبطريقةٍ ما، أصبَحتَ تَهتَمُ لأمرِ ميانا، أنت دافعتَ عنها عندما وَبَختها المُعلِمةُ مِن أجلِ مارلا، وأنتَ كُنتَ ستَتَهورُ عندما رأيتَها بِصُحبةِ كيمورا، وكُنتَ دائِماً تَنظُرُ إليها مِن بعيد، وتُفَكِرُ بِها، لقد فَهِمتُ مَشاعِركَ إتجاهها، ولَكِنكَ كُنتَ دائِماً تُقنِعُ نَفسَكَ بأنَ أمرها لا يَهُمُك، وفجأةً قَرَرتَ تَجاهُلَ الأمرِ وتَركَها بِصُحبةِ كيمورا؟؟
آشيرو بصوتٍ عاليٍ وهوَ يَعقِدُ حاجبيه : وماذا تُريدُني أن أفعل؟!، أساساً كَيفَ لَكَ أن تَفهمَ مشاعري؟! وأنا حتى الآن لا أستَطيعُ فَهمها! -ليُكملَ بصوتٍ هادئٍ وهو يَنظُرُ للأسفل- ميانا ليست الفتاةَ الوحيدةَ التي توبِخُها المُعلِمةُ لأجلِ مارلا، وليست الوحيدةُ التي أقتَربَ مِنها كيمورا ليَستغلَها!، أنا لا أفهمُ حقاً لماذا هيَ بالذات، هيَ الوحيدةُ التي أشعُرُ أني مُهتمٌ بأمرِها ولَكنَني لا أفهمُ لِماذا؟!
تياما : هذا لِأنكَ لم تُصارِح نَفسك
آشيرو : هاه؟
تياما : أنتَ لم تَسأل نَفسَكَ وتُجِب بِصدق، كُنتَ فَقط تُحاولُ إقناعَ نَفسِكَ أنكَ لا تَهتمُ بِها، وأنَ هذا ليسَ مِن شأنِك، وتُحاوِلُ نسيانَها، ولكنَكَ في الحقيقةِ كُنتَ مُهتماً ولم تَستَطِع نسيانَ أمرِها، عليك أن تُصارِحَ نَفسَكَ وتَكونَ صادِقاً معها، لتَعرِفَ هل أنتَ مُعجبٌ بِها؟ أم تُحِبُها؟ أم هوَ مُجردُ أهتمامٍ بسَبَبِ أمرٍ ما؟
آشيرو : ...بالتَحدُثِ عَن ذَلك، هُناكَ أمرٌ ما حقاً يَشغلُ تَفكيري مُنذُ فَترة... يَتعلقُ بِها...
تياما : ماذا؟ وما هو؟
آشيرو : ...رُغمَ أنها قالت لي أن لا أُخبِرَ أحداً...
تياما : ماذا؟ من؟! ميانا؟! اوه متى كانَ ذَلك؟؟ وماهوَ هذا الأمرُ ياتُرى؟؟
آشيرو : أتذكُر في حِصةِ الرياضةِ عندما كُنا نَلعبُ كُرةَ القَدم؟، عندما ذَهبتُ لأغسِلَ وجهي وتأخرت؟، لقد أتيتَ لمُناداتي عندها
تياما : ...اوه أجل، عندما كُنتَ تُحدِثُ نَفسَكَ هُناك؟
آشيرو : أجل في ذَلِكَ الوقت، ميانا كانت هُناكَ قبل أن تأتي...
تياما : ماذا؟! حقاً؟؟ أذاً لقد دارَ بينَكُما حوارٌ هُناك؟ مالذي دارَ بينَكُما؟؟
آشيرو يَلتَفِتُ للجِهةِ المُعاكِسةِ لتياما : لن أُخبِرك!
تياما : هـاهـ؟ لِمــاذا~؟!
آشيرو : أنتَ فُضوليٌ جِداً!
تياما : لَكِنَنا أصدِقاءُ يا آشيرو~!
آشيرو : ...حسناً ولهذا سأُخبِرُك...
تياما بسعادة : كهاهه، حسناً؟...
آشيرو : ...في ذَلِكَ الوقت، ميانا كانت هُناكَ قبلي، وكانت تَغسِلُ يدَها... -وروى لهُ ماحَدَثَ حينَها-
تياما : ...الأمرُ حقاً غريب؟... يبدو أنَها لا تُريدُ لأحدٍ أن يَعرفَ بوجودِ تِلكَ الندوب، أو أنها لا تُريدُ أن يَعرفَ أحدٌ سَبَبها؟
آشيرو : ...في البداية لم أستَطع نسيانَ الأمر، ولَكِنَني تَجاهلتُهُ معَ مُرورِ الوقت، لَكن... اليوم... رأيتُ نُدبةً في راقبتِها مِن الخلف، ويبدو أنها قديمة...
تياما : ماذا؟ متى كانَ ذَلك؟
آشيرو : اليوم، عندَ السلالِم، لقد أنحنت لتأخذَ كِتابَها، ولقد إنتبهتُ عليها...
تياما : آهـ هذا...
آشيرو : الأمرُ حقاً يَشغلُ تَفكيري...
تياما : ...مَعكَ حَق... الأمرُ غريب... أ.. أيُعقلُ أنها تَرتدي قميصاً ذا أكمامَ طويلة؟،
وقالا معاً : وجوارِبَ طويلةً لِتُخفي تِلكَ الندوب!!
آشيرو : ...لقد فَكرتُ بِهذا أيضاً! لَكن هَل تَعتَقِدُ أنَ هذا مُمكن؟؟
تياما يَحُكُ رأسَه : لا أعلم ولَكنَ الأمرَ يبدو منطقياً نوعاً ما... -يَجولُ الصَمتُ قليلاً بينَهما، ليَنهضَ تياما- حسناً آشيرو! -يَلتَفِتُ لهُ آشيرو- سنَكتَشِفُ ذَلِكَ لاحِقاً، أولاً عليكَ أن تُصارِحَ نَفسك، وأن تَفعلَ مايُرضيك، قبلَ أن يَحدُثَ شيءٌ تَندَمُ عليه
آشيرو : ...ربما أنتَ على حَق... -يَبتَسِمُ له- حكيمٌ كَعدَتِكَ هاه؟
تياما : في الخدمة!، الآن سأترُكُكَ لِتُفَكِرَ بِمُفردِك، إلى اللقاء -يُغادر-إنتهى🍃~
أنت تقرأ
حياة وعِرة || A rugged life
Romanceميانا، فتاةٌ غامِضة، تُخفي أسراراً وراءَها تَمُرُ بتجارِبَ عديدة، في مدرسَتِها الجديدةِ المليئةِ بالطلابِ المرموقينَ والأثرياء وهناكَ مَن أُعجِبَ بشخصِيتِها وبدأَ يَهتمُ لأمرِها... آشيرو، ولَكن هل سَيكتَشِفُ آشيرو ماتُخفيه؟ ومالذي تُخفيهِ ياتُرى؟...