بينما كانت ميانا جالِسةً في صالةِ الطعامِ تَتَناولُ غداءَها، جاءَ كيمورا ألقى التحيةَ وجَلسَ في المقعد المُقابلِ لها...
كيمورا وهوَ يَجلس : مرحباً ميانا، كيفَ حالُكِ اليوم؟
ميانا : اه، أهلاً، -تَبتَسِمُ إبتسامةً طفيفة- بخير... ماذا عَنك؟...
كيمورا يَضعُ قَبضَتَهُ تحتَ خَدهِ ويبتسم : بأفضلِ الأحوال...
وبعدَ قليلٍ تأتي فتاةٌ غريبةٌ وتَجلِسُ في الكُرسيِ الموازي لميانا وكيمورا : مرحباً! اوه إذاً أهذهِ صَديقَتُكَ الجديدة؟
عَلت نظراتُ الإستغرابِ والتساؤلِ وجهَ ميانا وهيَ تَنظُرُ لتِلكَ الفتاةَ، حتى يأتي شخصانِ آخرانِ يجلسانِ في الجهةِ الأُخرى، في المقعدَينِ الذي بجانبِ كيمورا والذي يوازيه.
كِلاهُما وهما يجلِسان : مرحباً! كيفَ الحال؟
لتَلتَفِتَ لهُما ميانا بنفسِ النَظرات...
كيمورا : أُعرِفُكِ على أصدقائي ميانا، -يُشيرُ للفتاة- (سيرو إلينا)...
إلينا : مرحباً بِك!
كيمورا يُكملُ وهوَ يُشيرُ للفتى الجالِسِ في الزاوية : أما هذا (سيجو هيرومي) ...
هيرومي يرفعُ كَفهُ مُلوِحاً : أهلاً!
ويُكمِلُ كيمورا وهوَ يَضعُ يدهُ على كَتِفِ صديقِهِ الجالِسِ بجوارِه : أما هذا فهوَ (شيروكي لوريو)
لوريو : مرحباً!
ميانا ومازالَ الأستغرابُ يَعلوها : ...أ.. أهلاً بِكم...
كيمورا : وأُعرِفُكم عليها يا أصدقائي، إنها ميرالو ميانا من الفَصلِ 11-B -قالَ ذَلِكَ وهوَ يُشيرُ إليها- حسناً ميانا، أنتي واحِدةٌ مِنا الآن...
لتزدادَ نظراتُ الإستغرابِ على وجهِ ميانا...
إلينا : تشرفتُ بِمعرفَتِكِ ميانا!، آمم.. هل لي بسؤالٍ صغير؟...
ميانا : ...وَماهو؟...
إلينا : ماذا يَعملُ والِدُكِ ياتُرى؟، وهَل أنتي من الطبقةِ العُليا أم من الطبقاتِ العادية؟...
تَغيرت نَظراتُ ميانا نوعاً ما، ليَتدخلَ كيمورا لأنهُ أدركَ أنَ ميانا لا تُحِبُ تِلكَ الأسألة : إلينا ألا يبدو أنكِ سَألتي الكثير؟
إلينا : آءه.. أوه أنا في الواقع ليسَ لديَ مُشكِلةٌ بمُصاحبةِ أيِ الصنفين، فقط أردتُ التَعرُفَ عليكِ -قالت ذَلكَ لميانا مُبرِرة-
ميانا بِكُلِ برود : ...لابأس... -نَهضت حامِلةً عُلبةَ غدَءِها- المَعذِرة، أنا سأذهبُ قليلاً... -وغادرت-
كيمورا كانَ لايزالُ جالِساً يَنظُرُ إليها ثُمَ نَهَضَ من مكانِه : سآتي بعدَ قليل -ولَحِقَ بميانا- ...هوي إنتظري قليلاً -توقفت ميانا عَن المَشي- مابِكِ؟
ميانا تَلتَفتُ إليهِ عاقِدةَ الحاجِبين : ...مالذي تَفعَلُهُ كيمورا؟، ألم أقُل لَكَ أني لا أُريدُ تَكوينَ عِلاقاتِ صداقةٍ جديدة؟؟، والآنَ أراكَ تُعرِفُني على أصدقاءِكَ وتَظُمُني إلى فريقك؟، أنا لم أطلب مِنكَ ذَلك!
كيمورا بإبتسامةٍ بارِدة : أهدَئي يا ميانا، أنتي لا تُريدينَ أن يَشُكَ أحدٌ بِعلاقتِنا بالتأكيد!، أن رأى الجميعُ أننا سوياً هَكذا فسوفَ يَنشرونَ الإشاعات، لكن إن كُنتي معنا نحنُ الأربعةُ فسوفَ يكونُ أمراً طبيعياً أنكِ صديقةٌ لنا
ميانا والتي لاتزالُ تَرمُقُهِ بنظرةٍ غاضِبة : ... من الأفضلِ إذاً أن تَترُكني وشأني -وتَذهبُ مُسرِعة-
ألا أنَ كيمورا أمسكها من يدِها وأوقفَها والإبتسامةُ لم تَغب من على وجهِه : إنتظري... -وبدأَ يَنظُرُ لعينيها- ...لماذا أنتي عنيدةٌ هَكذا؟
ميانا تُحاولُ إفلاتَ يدِها : لأنهُ ليسَ مِن شأنِك
الا أنَ كيمورا كانَ يُمسِكُها بقوة : ...بدل المُجادَلةِ بِعُنفٍ هَكذا، لماذا لا تدعينا نَتوصلُ إلى حَلٍ مُقنِع؟، ألستُ صَديقَك؟
ميانا : ...أجل وَلَكني لم أتفِق مَعكَ على أن تُعرفَني على أصدقاءِك، فأنا حقاً لَستُ بِحاجةٍ إلى أصدقاءٍ وأنتَ تَعرِفُ ذَلكَ جيداً...
كيمورا يُمسِكُها من كَتِفِها : ميانا عزيزتي، حاولي فَهمي قليلاً، أولاً أنا فَعلتُ ذَلكَ لكي لا يَنشُرَ الآخرونَ الإشاعات، ثانياً أن كُنتي مَعنا فأنا أؤكِدُ لكِ أنَ لا أحدَ سَيستَطيعُ مُضايَقتَكِ، لا مارلا ولا غيرَها
ميانا ولازالت عاقِدةَ الحاجبين وبنبرةٍ عدوانية : ...وكيفَ سأتعاملُ مع أصدِقاءِك؟
كيمورا بإبتسامة : حسناً الأمرُ سَهل، تَستَطِعينَ أن تَكوني سَطحيةً مَعهم... -ازدادت نظراتُ ميانا الغاضِبة، ليُفلِتها كيمورا بهدوء- إذاً، هل إتفقنا؟...
ميانا تَتَنهدُ لتَزولَ علاماتُ الغَضَبِ مِن وجهِها : ...موافِقة، -وتَعقِدُ حاجبيها مُجدداً- ولكني لستُ مِنَ النوعِ الذي يتجاهلُ بِسهولة، إن حَدثَ شيءٌ لم يُعجبني في هَذِهِ العلاقةِ فسأُنهِها على الفور
كيمورا مازالَ مُبتسِماً : ..لا تَقلقي لَن يَحدُثَ شيءٌ يُزعجُكِ عزيزتي...
ميانا : ...والآن إلى اللقاء، -وتُغيرُ إتجاهَها وتَذهب- آراكَ لاحِقاً
كيمورا بَقيَّ في مكانِه وهوَ يَنظُرُ إليها، حتى أبتعدت قليلاً ليبدأَ بالتَحدُثِ لِنَفسِه : ...قابلتُ فتياتٍ جميلاتٍ كُثُر، لَكني لم أُقابل فتاةً بِعِنادِها وعدوانيتِها... -ثُمَ يَعودُ أدراجَه-
في مكانٍ آخر، كانت مارلا جالِسةً مع صديقتيها في الخارجِ في الساحة...
سيرا تَضعُ كفيها تَحتَ خَديها : آهــ~ أشعُرُ بالملَل، كُنا نَستَمتِعُ قليلاً بالضَحكِ على ميانا لكِننا لا نَستَطيعُ الآن
مارلا : هاه؟ ولما لا؟
سيرا : ولكِنها أصبحت من أصدِقاءِ كيمورا الآن
مارلا : ربما هيَ صديقةُ كيمورا ولكِنها لن تَنظمَ أليهم
ماو وسيرا تستغرِبان، ماو : وما أدراكِ؟
مارلا : هَه، لأنَني أعرِفُ تِلكَ الفتاةَ الفَضةَ لا يُمكِنُ أن تَتَسكعَ مع مجموعةٍ مِنَ المَرموقينَ مِثلَ مجموعةِ كيمورا...
فجأةً صوتُ كيمورا مِن خلفِها : أنتي مُخطِأة... -يَلتَفتنَ لهُ وقد كانَ واقِفاً يَعقِدُ كِلتا يديهِ وقد تَقدمَ لمارلا لِستَندَ على الطاوِلةِ أمامهاز- ميانا واحِدةٌ مِنا الآن...
مارلا وعلاماتُ التفاجؤِ باديةٌ على وجهِها : ..وكيفَ وافقت تِلكَ العِدوانية؟؟!
كيمورا بإبتسامة : فالواقِعِ، أُجيدُ فَنَ الإقناع
مارلا تَرفعُ حاجِباً وتُنزِلُ الآخر، بنظراتِ إستخفاف : ليسَ الإقناع، وإنما الخِداع
كيمورا وقد بدَت الجِديةُ على وجهِه : على كُلٍ، أنا أُحذِرُكِ، لا تَتَعرَضي لميانا...
مارلا نَهَضت واقِفةً على قدميها، لتَضرِبَ الطاولةَ بكفيها بِقوة : ...مَن تَعتَقِدُ نَفسك؟
كيمورا : أنا فَقط أَعتَقِدُ أنكِ ستَندمين إن أفسدتِ خُطتي...
مارلا ونظراتُها تزدادُ حِدة : ...هل؟، تَقِفُ ضِدَ أبنَتِ عَمِك؟
كيمورا : ...أنا أُحذِرُها لأني لا أتساهلُ باللعب... - قالَ ذَلِكَ بعد أن كانَ عاقِداً حاجِبيهِ بشِدةٍ ثُمَ يُريحُ ملامِحَ وجهِهِ ليستعدلَ وَقفتَهُ ويَضعَ يديهِ في جيبه- والآن آراكِ لاحِقاً... -ويذهب-
بَقيّت مارلا تَنظُرُ نَحوهُ حتى أبتعدَ قليلاً ثُمَ ثارت ملامِحُ وجهِها وهيَ تَضرِبُ الطاوِلةَ بشِدة : تَباً!
أما ميانا فقد كانت بِصُحبةِ أصدِقاءِ كيمورا بالفِعل، وقد كانت جالِسةً مع إلينا على المِقعدِ الحَجريِ الذي يَقعُ في الساحةِ الرَمليةِ الرياضية، بينما كانَ هيرومي و لوريو يلعبانِ كُرةَ الريشة، وإلينا تُشجيعُهما، أما ميانا فهيَ تَكتفي بالنَظرِ إليهم وهيَ صامِتة...
كيمورا يأتي لتوِه : لَقد عُدت!
إلينا تَلتَفتُ : اوه ها قَد عُدتَ أخيراً!
لوريو والكُرةُ تَقع : لااا! لَقد خَسِرتُ مُجدَداً !
هيرومي يَهتف : هاهههاااهها تُفوَقتُ عليك!
لوريو بنظراتِ إنزاعج وقَد إنتبهَ إلى كيمورا : اه كيمورا! مارأيُكَ أن تُجرِب!؟
يَلتَفِتُ هيرومي إلى كيمورا : اوهه سيكونُ الأمرُ مُمتِعاً هيا كيمورا!
كيمورا : حسناً، ها أنا قادم! -يذهبُ نَحوَهُما-
لوريو : أُريدُكَ أن تَكسِرَ أنفَه! -يَقصِدُ هيرومي-
ويبدأنِ اللعب...
إلينا : اهاااههه!! هذا مُمتع هيا كيموراا!! أنتَ تَلعبُ جيداً!
ميانا والمَلَلُ بادٍ على وجهِها مُحدِثةً نَفسَها ؛ ...كم هذا مُمل...
ونَهضت كانت مُتجهةً لتَذهب، إلا أنَ إلينا أنتبهت إليها : أه، إلى أينَ ميانا؟
ميانا : سأذهَبُ لِلفَصل
إلينا : تعاليّ ولِنتَعرفَ على بَعضِنا قليلاً!
ميانا في نَفسِها ؛ تباً هَذِهِ الفتاةُ فضوليةٌ جداً، أنا لا أُريدُ ذَلك! : آه لكنَني حقاً أودُ الذهابَ إلى الفَصل، دعينا نَفعلُ ذَلِكَ في وقتٍ لاحق
إلينا بنظراتِ إسترجاء : أوه ميانا ~! أرجوكِ أنا أُحاولُ أن أكونَ صديقةً جيدةً لَكِ! أه! إن كانَ الأمرُ لا يُعجِبُكِ فتعاليّ لنَلعبَ لُعبةً صغيرة! مارأيُك؟
ميانا : ...حسناً، لابأس... -وتَعودُ للجُلوس-
وفي الساحةِ نَفسِها كانَ آشيرو وأصديقاءَهُ يَلعبونَ كُرةَ القَدمِ في مَكانِها المُخصَصِ الذي تُحيطُهُ شَبكةٌ معدنية، وقد كانوا يأخذونَ إستراحةً قصيرة...
بينما كانَ آشيرو يَمسحُ عَرَقهُ بمنشَفَتِهِ التي حولَ رَقبتِهِ وهوَ يُطلِقُ بعضَ التنهيدات، انتَبهَ على ميانا التي كانت جالِسةً بِصُحبةِ كيمورا وأصدِقاءِه، ليَتغيرَ وجهُهُ ويُظهِرَ علاماتِ الجدية...
وبعدَ قليلٍ يأتي تياما ويَقِفُ بجانِبِ آشيرو : آشيرو! هاه؟ -يَلتَفِتُ إلى ماينظُرُ إليهِ آشيرو- ...اوه، هذا تَطورٌ مَلحوظ -يَلتَفِتُ لآشيرو الذي لازالَ يَنظُرُ بجديةٍ وهوَ صامت، لتمُرَ عِدةُ ثوانٍ على هَذِهِ الحال فيُلوحُ تياما أمامَ وجهِ آشيرو- هووويي؟؟ أأنتَ هُنا؟ آشيرو مابِك؟
آشيرو يَنظُرُ إليه بعد أن رَحلت تِلكَ النظراتُ الجادة : هاه؟
تياما يتنهد : مالأمر هل أزعجك هذا المنظر؟
آشيرو بِبرود : ماذا ولما يُزعِجُني؟ أنهُ حقاً لا يُهم -ويذهبُ مُتجاهِلاً-
تياما يَستَغرِبُ وهوَ يَنظُرُ إليه بحاجبينِ أحدهما مرفوعٌ والآخرُ للأسفل : هـــاهـ؟— مابالُ رَدةِ الفِعلِ البارِدةُ هَذِهِ ؟ -قالها بصوتٍ مُنخفِضٍ مُحدِثاً نَفسه-إنتهى🍃~
أنت تقرأ
حياة وعِرة || A rugged life
Romanceميانا، فتاةٌ غامِضة، تُخفي أسراراً وراءَها تَمُرُ بتجارِبَ عديدة، في مدرسَتِها الجديدةِ المليئةِ بالطلابِ المرموقينَ والأثرياء وهناكَ مَن أُعجِبَ بشخصِيتِها وبدأَ يَهتمُ لأمرِها... آشيرو، ولَكن هل سَيكتَشِفُ آشيرو ماتُخفيه؟ ومالذي تُخفيهِ ياتُرى؟...