Part 16 : مُساعدة

11 2 4
                                    

في الصباحِ الباكر، كان تياما يَمشي بِصحبةِ آشيرو متجهينَ نحوَ المدرسة...
تياما : ماذا! طَلبَ مِنكَ أن تَبتَعِدَ وهَدَدك!
آشيرو : اجل، ألم أقل لكَ أنني قد كُشِفت...
تياما : همم... ولكن مالذي سَيفعلهُ أن لم تُطِعه؟
آشيرو : هو بالتأكيد سَيتفقُ معَ رجالهِ ليُبرحوني ظرباً، ويَستطيعُ أن يُلفقَ تُهمةً بسهولةٍ ليُخرجَني من المدرسةِ او يُرسلَني بعيداً..
تياما : اوه، تباً إنهُ داهية!...
لِيصمتوا ويكملوا سَيرهم إلى المدرسة، وعندما وَصلوا جَلسوا على مقاعِدهم...
تياما : وهل سَتَتركُ ميانا يا آشيرو؟
آشيرو : أحمق! بالتأكيد لا!، ولَكني أُفكِرُ بِخطةٍ لكي لا أتورطَ مع كيمورا وينتهي المطافُ بي بعيداً، عندها لن استطيعَ فعلَ شيء
تياما : ...اوه صحيح لديَ فكرة! وكُنتُ أودُ طَرحها مُنذُ مُدة
آشيرو : وماهي؟
تياما : اولاً، أُريدُ مِنكَ أن تَنسى كيمورا، وتنسى ميانا...
آشيرو بسخرية : واعيشُ حياتي! اهذا ماتُحاولُ أن تَقوله؟
تياما يضحك : احمق دعني أُكملُ كلامي!، سأسألُكَ سؤالاً!
آشيرو : ماهو؟
تياما : كيفَ استطاعَ كيمورا التقَرب مِن ميانا وان يكونا صديقين؟
آشيرو : لأنه زيرُ النساء!
تياما : لقد قامَ بستدراجِها يا آشيرو! أستدراجِها!
آشيرو : اه نعم هو يفعلُ ذَلِكَ دائماً...
تياما : حسناً ولما لا تفعلُ ذَلِكَ ايضاً؟
آشيرو : هاه؟...
تياما : أجل أستدرجها انتَ ايضاً... وسَتفوزُ أنتَ في النهاية لأنك لا تفعلُ ذَلِكَ لِتَحصلَ على شيءٍ منها، وانت لن تَتَصنعَ كما يفعلُ كيمورا!
ليَعمَ الصمتُ في المكانِ وكان آشيرو يُحدِقُ بتياما...
آشيرو بصخبٍ وهوَ يُمسكُ بِكفِ تياما : تياما أيها الاحمقُ المغفل!! لماذا لم تَقُل هذهِ الفكرةَ مُنذُ زمن!! يالكَ مِن ذكيٍ يا تياما!! أنتَ داهية!!
تياما : ههه هه الم اكن احمقاً ومغفلاً مُنذُ قليل؟
" صباحُ الخير"
ليلتفتا وها قد اتت ميانا بوجهِها وصوتِها الباردينِ ثُمَ تُكمِلُ سيرها...
آشيرو غيرَ مُبالياً : هه صباح النور...
تياما يُلوحُ لها : صباحُ الخيرِ ميا تشان!
...
وفي استراحةِ الغداء، ذَهبت ميانا لمُلاقاةِ كيمورا واصدقاءها بينما ذهبا تياما وآشيرو إلى غُرفةِ الطعامِ مِعاً...
على الطاولةِ كانَ يَجلسُ كيمورا وميانا وأصدقاءهم، وكانوا يلعبون لُعبةَ البطاقات...
ميانا تَضعُ بطاقة، ثُمَ يَضعُ لوريو، وبعدها هيرومي ، واخيراً إلينا، ويضعُ كيمورا بِطاقةً ليَرمي بطاقاتِه واذا هو فائز!
ليتفاجأَ الجميع!
إلينا : مرةً أُخرى!؟
ميانا : أنتَ ماهر!
كيمورا يميلُ رأسه لميانا : على الرُحبِ والسِعة
هيرومي يرمي بِطاقاته : اوه تباً أنت تَفوزُ في كُلِ مرة هذا ليسَ عادِلاً
لوريو : الخسارةُ تَجعَلُني أشعُرُ بالجوع
إلينا تَجمعُ البطاقات : هيا هيا سنلعبُ مرةً أُخرى، لكن! هذهِ المرةَ بلا كيمورا
كيمورا : هـاهـ؟؟ ماذا! هذا لا يجوز
إلينا : أجل، أعطِنا فُرصةً لكي نَفوز!
ثُمَ تَبتَسِمُ ميانا أبتسَامةً خبيثةً وتبدأُ بِجمعِ البطاقات : هذا صحيح، مِن الأفضَلِ الا تَلعب فأنتَ مُحتَرِفٌ وأنا لا زِلتُ مبتدأً وأُريدُ الفوز
كيمورا يبتسم : اوهـ -يستندُ على الكُرسيِ وهوَ يَضعُ يده تحتَ رأسه- حسناً كما تُريدون، يبدو أَنني أدفعُ ثَمنَ مَهارتي
ويبدأونَ بالضَحكِ جميعاً..
لتوزعَ إلينا البِطاقات : والآنَ هيا..
بينما تياما كانَ ينتناولُ طعامهُ بِصُحبةِ آشيرو ، ليَنظُرَ تياما إلى آشيرو الجالِسِ أمامه، وقد كانَ شاردَ الذهنِ...
تياما يَقتَرِبُ مِن آشيرو : اووي.. آشيرو! -لَم يُجِب- آشــيرو! -ولَم يُجب- آشيــروو!!
حتى أنتبهَ أخيراً و نَظَرَ إليه...
آشيرو : هاه؟.. ما، ما مالأمرُ يا تياما؟ هل قُلتَ شيئاً؟..
تياما يُحدُقُ بِهِ لِلحظاتٍ ثُمَ يَعودُ إلى طعامه : اوه كلا أكمل ماكانَ يَدورُ في رأسك
آشيرو ينظرُ للأسفل : ...
تياما يَنظُرُ إليه : بحقِ الله! بما تُفكِر؟! لما أنتَ شارِدُ الذِهنِ هَكَذا؟؟
آشيرو يَنظُرُ إليه : هاه؟... حسناً... تياما!
تياما : همم؟
آشيرو يقتَرِبُ ثُمَ يَقولُ بِعفوية : كَـ كَيفَ أقومُ بستدراجِها؟...
لينظُرَ تياما إليهِ لِلحظاتٍ ويَضعُ يَدهُ على وجهِهِ ويبدأَ بالضحك...
آشيرو يُحملِقُ بِه : تياما! أنا لَم أقُل نُكتة!! مالمُضحِكُ في الأمر؟؟!
تياما بينَ ضحكاته : اههه آشيرو! ههاها هَل أنتَ أحمقٌ لهذهِ الدرجةِ في أمورِ الحُب؟؟! -يُكملُ ضَحِكه-
ليَعبِسَ آشيرو ويُكتفَ يديه : أجل، للأسف.. -وتياما لازالَ مُستمراً بالضَحك- تياما! تَوقف عَن الضَحك!
لِيَتوقفَ تياما أخيراً : أهه آسف آسف، هَــه
آشيرو لازالَ عابِسَ الوجه...
تياما : حسناً آشيرو أنَ الأمرَ يَعتَمِدُ عليك، لَكِنَني سأُعطيكَ مِثلاً
آشيرو : همم..
تياما : اولاً عليكَ أن تَبتَعِدَ عنها لأنكَ سَبقَ وقد حاولتَ مَعها لَكنها رَفضتك
آشيرو : آهـ أجل
تياما : ثانياً فلتبقى بعيداً عنها وأعطِها مَساحتها الشخصية، اي لا تَلحقها وتُراقِبها
آشيرو : إذاً كَيفَ سأقومُ بستدراجِها هَكذا؟؟
تياما : فقط، كُن موجوداً عندما تَحتاجُك
آشيرو : هاه؟
تياما : نَعم عِندما تَحتاجُ المُساعدة أنتَ يَجِبُ أن تَكونَ موجوداً لِذَلِك، هَكذا هيَ سَتَتَقَبَلُكَ شيئاً فشيئاً، ولا أعتَقِدُ أنَني يَجِبُ أن أقولَ لَكَ ساعِدها لأنك سَتَفعلُ ذَلِكَ بِكُلِ تأكيد
آشيرو صَمَتَ لِلحظة : اوهـ يا صديقي لا أعلمُ ماذا كُنتُ سأفعلُ بِدونك!
تياما بِفخر : اهاها، شُكراً شُكراً أنا أعلمُ ذَلِك
آشيرو : ولكن... كيفَ سَأعرِفُ أنها تَحتاجُ لِلمساعدةِ وأنا بعيدٌ عنها ؟
تياما يَنظُرُ إليه لِلحظات، ثُمَ يَضعُ يدهُ على وجهِه ويتنهد : هه... الأمرُ يعتمدُ عليكَ آشيرو، فَكر بالأمر! -ليُكملَ طعامه-
آشيرو يُمسِكُ دِقنهُ ويبدأُ بالتفكيرِ مُجدَداً...
تياما وهوَ يأكل : كُل طعامكَ اولاً لأنه سَيبرُد
...
في المكتبة ميانا كانت واقفةً بِصُحبةِ كيمورا وهي تُمسِكُ كتاباً كانت تَقرأُه، بينما كيمورا كان يَبحثُ بأرفُفِ المكتبة، حتى أخذَ كِتاباً ما وفتحه...
كيمورا وهوَ يَميلُ لميانا ليقولَ بصوتٍ هادئ : ميانا
ميانا تَنظُرُ إليه : هاه؟
كيمورا لازالَ يُحدِقُ في الكتاب : مارأيُكِ أن نَخرُجَ اليوم؟
ميانا تَعود لِلنَظَرِ في كتابِها : وإلى إينَ هذهِ المرة؟
كيمورا : ...في الساعةِ الثامنةِ مساءً، في ساحةِ الحديقةِ العامة، سأكونُ في انتظارك...
ليُغلقَ الكِتاب ويُعيدهُ مكانه، ثُمَ يَنظُرُ لميانا التي عَلت وَجهَها نَظراتُ التَعجُبِ، ويَغمِزُ لها ويذهب...
ميانا التفت إليهِ لتَقولَ مُحدِثةً نَفسها : ..مَـ مَوعِد؟!! -وتَحمرُ وَجنتاها-
ورَنَ الجَرسُ مُعلناً عن إنتهاءِ إستراحةِ الغداء، ميانا كانت مُتجهةً إلى فَصلِها، حتى ستوقَفتها إحدى المُعلمات...
المعلمة : اوه ميانا
ميانا تَلتَفِتُ نَحوها : اه نَعم مُعلمتي؟
المُعلمة : تعاليِ يا ميانا أُحتاجُ مُساعدَتكِ قليلاً
ميانا تَتجهُ نَحوها : حسناً مُعلمتي...
ثُمَ تَدخلانِ غُرفةَ المعلماتِ وتَتجهُ إلى مَكتبِها
المُعلمةُ تُشيرُ إلى اوراقٍ ومَلفاتٍ على مَكتَبِها : أُريدُ مِنكِ أن تَحملي هذهِ الاوراقَ والمِلفاتِ إلى غُرفةِ الموسيقى، أعلمُ أنها كَثيرة، أن لم تَستَطيعي حَملها وَحدكِ فنادي أحدَ أصدقائِكِ لمُساعدَتك
ميانا تَحمِلُها : لا عليكِ يا مُعلمتي أستطيعُ فِعلها بمفردي -تَتَجهُ خارِجاً
المُعلمة : أهه أنتبهي، حسناً إذاً كوني حَذِرة
ثُمَ تَخرجُ ميانا حاملةً كومةَ الاوراقِ والملفات...
آشيرو كانَ خارِجاً مِن دورةِ المياه مُتجهاً إلى الفَصلِ، إذا بهِ يرى ميانا أمامه تَحمِلُ كُلَ تِلكَ الملفات...
ميانا كانت تَسيرُ بِبُطئٍ لكي لا تُسقِطَ الاوراق، ثُمَ تَطايرت إحدى الورقاتِ وسَقطت على الأرض، حاولت ميانا النزولَ لأخذها فأسقطت الملفاتِ التي كانت بِيدها...
ميانا تَتنهد : هـهـ... تباً -وتبدأ بِجَمعِها-
آشيرو لازالَ واقفاً خلفها يُراقِبُها ثُمَ يَبتَسمُ ويَتجهُ نَحوها...
ميانا مُنهمكةٌ بِجمعِ الاوراقِ حتى ترى شخصاً ما ينحني ويَحملُ الاوراقَ والمَلفاتِ التي كانت على الارض، لتَرفعَ رأسها وترى أنهُ آشيرو!
لينظُرَ إليها آشيرو مُبتسماً : يبدو أنَكِ تَحتاجينَ إلى مُساعدة
فَتَعبِسُ ميانا وتَأخذُ الملفاتِ مِن يدهِ وتَضَعُها فوق التي في حوزتِها : كلا شُكراً لَك
حَملقَ آشيرو بِها ثُمَ حَملَ اكثَرَ مِن نِصفِ الملفاتِ ونَهض : يالَكِ مِن عنيدة
ميانا تَحملُ الملفات التي بحوزتها وتَنهَضُ لِتَلحقَ بِآشيرو : اوي توقف! أعدها إلي!
آشيرو يَلتَفتُ نَحوها : لن أفعل -ويُخرجُ لِسانه- أنننن
ميانا تتوقفُ وهي تَنظُرُ إليه ثُمَ تَعبِسُ وتُكملُ سَيرها : أنت تُثيرُ شمئزازي!
آشيرو : اوه حقاً؟ شُكراً لَك
ميانا تُعيبُ كلامه : اوه هكاً! شوكلن لك! لَيسَ مُضحكاً!
آشيرو : ومَن قالَ أنَني أُلقي دُعابة؟
وأكملا سَيرَهُما مُتشاجرينِ حتى وَصلا غُرفةَ الموسيقى، ثُمَ وَضعا المَلفاتِ على الطاولةِ وهما يتنهدان، ونَظرا لبعضهما البعض...
ميانا كانت عابسةَ الوجه بينما آشيرو مُبتسماً
آشيرو : حسناً هل لي بالأنصرافِ الآن؟
ميانا : ...فلترحل...
آشيرو يُغادر : إلى اللقاءِ إذن
وتَبقى ميانا وَحدها، شاردةَ الذِهنِ قليلاً وهي تَنظُرُ إلى الملفات التي بين يديها : ...كم أنتَ مُزعج... -وتَضعُ الملفاتِ فوق بعضِها-
آشيرو كانَ يُحدِثُ نَفسهُ وهو يَتَجهُ إلى الفَصل : لحظةً واحدة! -يتوقف- "لقد ساعدتُها قبلَ قليل! هل.. هل هذا يعني أنني أقومُ بستدراجِها؟ ماذا ولكني فَعلتُ ذَلِكَ بإرادتي! إذاً لم يَكن إستدراجاً إليسَ كَذَلك؟" -يُكملُ سَيره- "لو فَكرتُ بالأمر لو كُنتُ حقاً أقومُ بِذَلِكَ فَقط لكي أستدرِجها أنه سيبدو وكأنني أتصنع! الأمر لا يبدو جيداً هَكذا! لو عَلمت بِذَلِكَ هي حقاً سَتَكرَهُني!" -يَحكُ رأسه- آهه يا إلاهي لما حتى أُفكُرُ بالأمر!؟ يَكفي أن أكونَ على طَبيعتي!
...
وبعد إنتهاءِ الدوامِ عادَ الجميعُ أدراجَهم، ميانا كانت بِصُحبةِ كيمورا كالعادة، حتى وَصلت إلى المَنزلِ عندها وَدعا بَعضَهُما البَعض
ميانا : إلى اللقاء..
كيمورا : ..لا تَنسي موعدنا حسناً؟
ميانا تَلتَفِتُ إليهِ وهيَ خَجِلة، ثُمَ تُميءُ رأسَها بنعم
كيمورا يَبتسمُ ويُغادر : أراكِ في المساءِ إذن!
ثُمَ تَذَهبُ ميانا إلى مَنزلِها...

إنتهى🍃...

حياة وعِرة || A rugged lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن