Part 9 : إني أتألم

33 6 9
                                    

كيمورا : ...وإلا؟، ماذا سَتفعلين؟...
ميانا نَظرت له بإستغرابٍ دونَ قولِ شيء، ثُمَ أكملَ حديثَه : ...لكن في الحقيقةِ أنا لا أعملُ لمصالِحِها... -أبتسمَ أبتسامةً لطيفة- ...كُنتُ ألعبُ بإعصابكِ ليسَ إلا
ميانا : ...وكيفَ يُمكنُني تَصديقك؟
بَدت نظراتُ الإستغرابِ على وجهِ كيمورا واضِحةً من سؤالِ ميانا لوهلةٍ ليعودَ للإبتسامِ مُجدداً : سَتفهمين، مع مرورِ الوقت...
ميانا تَتجِهُ يميناً وهي مازالت تَنظُرُ لكيمورا: فالواقع لا أودُ تكوينَ صداقاتٍ أساساً... -وغادرت-
بَقيَ كيمورا على وضعِهِ ثُمَ نَظرَ إلى النافذةِ مُخاطباً نَفسه : ...لَكنكِ سَتقعينَ في شباكي يا ميانا...
بعدَ إنتهاءِ الدوامِ عادَ الجميعُ إلى منازِلِهِم، وكانَ صُراخُ والدِ ميانا يُسمعُ من المنزلِ مُنادياً ميانا، في المنزلِ ميانا كانت تُمسكُ بزُجاجةِ الشرابِ الخاصةِ بوالدِها مُسرعةً لتُعطيهِ إياها، ولكِنَها تَعثرت ووقعت وأنكسرت الزُجاجةُ لتَتبعثرَ قِطعُها وينسَكبَ الشراب...
رفعت ميانا رأسها إلى والدِها بنظراتِ خوف، لينظُرَ إليها بذَلكَ الوجهِ الشاحبِ المُخيفِ العبوس...
والدِهُا : مـالذي فَعلتِهِ إيتُـها الخرقـاء!!!
أنتشلت ميانا نَفسَها لتقف وتَقولَ بنبرةٍ مُرتجفة : أ.. أنا آسفةٌ يا أبي... لم أنتبه أرجوكَ سامحني!
وكانت تَعودُ خطواتٍ خفيفةٍ إلى الوراء، أمسكَ والدِهُا بحزامٍ أسودٍ قد كانَ على الأريكةِ وشَدهُ بكلتا يديه : سَأُعلمُكِ كيفَ تَنتبهين في المرةِ القادمة!!
ميانا وزدادت نظراتُ الخوفِ في وجهِها لتعودَ للخلفِ حتى أحست بالجدارِ خلفَها : أرجوكَ سامحني يا أبي أرجوكَ لا تفعل ذَلك!
وبدأَ والدِهُا بضَربِها بالحزامِ بقوةٍ لتَصرخَ مِنَ الألمِ وهي تَحمي نَفسَها بتلكَ اليدينِ الضَعيفتين، وأستمرَ يَضربُها بلا رحمةٍ وهوَ يَتذمرُ بِصوتٍ عالٍ : إيتُها الخرقاءُ المُغفلة!، لقد كَسرتي زُجاجةَ شرابي!! كيفَ لي أن أشربَ الآن هـاهـ؟!!! أخبــريني!!! كــيف!!
ولم تَفعل ميانا شيئاً سوى إحتضانِ نَفسِها من شدةِ الألمِ والصُراخِ مَعَ كُلِ جلدة...
حتى أنتهى أخيراً من ضَربِها وهوَ يَلهث، إتَجهَ إلى الأريكةِ بخطواتٍ مُترنحةٍ ورمى الحزامَ هُناك ليرتمي هوَ أيضاً عليها...
ميانا ظلت ساكنةً مَكانَها مُحتضنةً نَفسَها وشَعرُهُا الأسودُ المتبعثرُ يُخفي ملامِحَ وجهِها البائسةَ في تِلكَ الظُلمة، بعدَ بضعةِ دقائقٍ أستجمعت قوَّتها قليلاً لتَقفَ بصعوبةٍ وهيَ تَستنِدُ على الحائط، ثُمَ إتجهت إلى غُرفتِها بخطواتٍ ضئيلةٍ وعندَ دخولِها أقفلت الباب، لِتَرتَميَ فوقَ سريرِها على بطنِها، فَتَصرُخَ مِن ألمِ جراحِها التي إرتطمت بالسريرِ عند إرتماءِها، وبَعدَ قليلٍ أغمضت عينيها لتنامَ من التعب...
...
في مكانٍ كانَ يسودُهُ البياضُ والهدوء، كانت الضَحِكَاتُ هيَ الصوتَ الوحيدَ المسموع، وكانت هُناكَ فتاةٌ صغيرةٌ ذاتِ شعرٍ أسودٍ وعيونٍ بنفسجيةٍ مائلةً إلى الوردية، ترتدي ثوباً أبيضاً وتَركُضُ في الأرجاءِ ضاحكةً مُستمتعة، وهيَ تُمسكُ ببلونةٍ حمراءةِ اللونِ، ومن خلفِها والديها جالسينَ والسعادةُ باديةٌ على وجهِهما...
بينما كانت الفتاةُ الصغيرةُ تَلعبُ أفلتت البلونةَ لتطيرَ عالياً وبعيداً، وهي تَنظُرُ إليها ثُمَ نادت والديها : أُمي! أبي! بلونتي ! -تُشيرُ إلى البلونة-
ثُمَ ألتفتت إلى والديها وقد كانا يُغادرانِ المكانَ وقد أبتعدا...
لتَجفلَ وتَركُضُ نحوهما : أُمـي! أبـي!! إنتظــرانــي!!
كانت تَركُضُ وتُنادي عليهما لَكنَهما لم يلتفتوا نَحوَها وهيَ لا تكادُ تَصِلُ إليهما، وفجأةً وَقعت في حُفرةٍ عميقةٍ لتَصُرخَ وتَستيقظُ ميانا من النوم!
"أهـ... يالهُ من حُلم..."
نَهظت ميانا من فراشِها مُتألمة، فوَقفت أمامَ مِرأتِها لتُعطي ظهرها للمرأة، وخَلعت قميصَها وهيَ تَنظُرُ لتلكَ النُدوبِ الكثيرةِ على الظَهرِها ويديها، ثُمَ خلعت جرابها وكانت كلتا قدميها مليئتانِ بالندوبِ كذَلك!
وأرتدت ملابسَ قصيرةٍ لتُخرجَ عُلبةً ما من دولابِها، وكانَ في داخلِ العُلبةِ عِدةُ إسعافاتٍ صغيرة، لتبدأَ بوضعِ المُطهرِ بقطنةٍ صغيرةٍ على ضجراحِها، وكانَ الألمُ بادياً على وجهِها، وعندَ أنتهائِها أخذت بلفِ الضماداتِ على جراحِها الحديثة، بعد ذَلك غيرت ملابِسها وارتدت بنطالاً لتُخفي ندوبَ قدميها وارتدت سترةً صغيرةً ذاتِ أكمامٍ طويلة، ومن ثَمَ خَرجت من المنزلِ بِكُلِ هدوء...
حتى وصلت إلى ذَلكَ المُنحدرِ الأخضرِ تحتَ الجسر، فجلست هُناكَ فوقَ المُنحدر ونَظرت إلى السماءِ بنظراتٍ مليئةٍ بالهموم...
وأخذت تُخاطِبُ نَفسَها بصوتٍ هادئ : ...لقد تَعِبت، ...أني أتألمُ بشدة، -أحتضَنت نَفسَها- ...لكن لا أحدَ يَشعُرُ بِهَذا الألم، ...أنَ الجوَ حار، لكنني أتحملُ حَرهُ وأنا أرتدي ملابساً طويلة، -تَرفعُ رأسها- لأنني لا أُريدُ لأحدٍ أن يرى جسدي القبيح، ... ولا أُريدُهم أن يَعرفوا أنَّ والدي يُعامِلُني بِهَذهِ الطريقة، فهوَ والدي بعدَ كُلِ شيء ...هل عليَّ أن أصبر؟... لَكن إلى متى سأبقى على هَذِهِ الحال -قالتها بنبرةٍ مخنوقةٍ وهيَ تُنزِلُ رأسها في حِجرِها على رُكبتيها، وتَشِدُ بقبضَتيها مُحتضنةً ساقيها-
كانت الشمسُ قد غَربت والسماءُ حمراء، وبَقيت ميانا على هَذِهِ الحالةِ لوقتٍ طويلٍ قليلاً، كانَ بِودِّها لو تبقى هُناكَ على أن تَعودَ إلى منزلِها الذي كانَ أشبهَ بكابوسٍ بالنسبةِ لها، لَكنها عادت أدراجَها في النهاية...
في الصباح، خَرجت ميانا من غُرفتِها ذاهبةً إلى المطبخِ ويبدو انها قد أستيقظت لتوِها من النوم، وكانت لا تزالُ تَرتدي بيجامةَ النوم، دَخلتُ للمطبخِ فوجدت والدَتها هُناك، وقفت ميانا مكانها دونَ قولِ شيء، فأنتبهت إليها والدَتُها ونَظرت نَحوها...
والدَتُها وقد أنتبهت إلى الضماداتِ التي حولَ يَدِها : أه! هل عادَ لضَربِكِ مُجدداً ؟؟
ميانا كتفت بإنزالِ رأسِها وهَزهِ بنعم...
أقتربت منها والِدَتُها وأمسكت كَتِفيها : ميانا، أنا أسفةٌ ولَكن عليكِ تَحمُلُه، إنهُ والِدُكِ في النهاية،.. حاولي تَجنُبَ ما يُغضبُه
ميانا بَقيت صامتةً للحظاتٍ وهيَ تُبادِلُ والِدَتَها النظراتِ لتَبتَسمَ إبتسامةً طفيفةً لطيفة : حسناً... يا أُمي...
والِدَتُها : ...أه حسناً -تَنظُرُ إلى الساعةِ التي في مِعصَمِها- سأتأخرُ عن العمل، أراكِ لاحقاً... -وغادرت-
بقيت ميانا على وَضعِها، وبَعدَ خُروجِ والدَتِها ألتفتَت إلى البابِ بذَلكَ الوجهِ الباردِ الذي لا يُعبرُ عن شيء...
وبعدَ دقائق، جَهزت ميانا نَفسَها لتَذهبَ إلى المدرسة، عند وصولِها جَلست في مَقعدِها وبدأت تَنظُرُ إلى النافذةِ كعادتِها، وهيَ أولُ الحاضرين...
مرت الحِصَصُ إلى أن رنَّ الجرسُ مُعلناً وقتَ الإستراحة، في الساحة بينما كانت ميانا تَتمشى بمفردِها، أعترضت مارلا طريقَها هي وصديقتيها...
مارلا بأبتسامةٍ ساخرة : كيفَ حالُ الآنسةِ ميانا اليوم؟
ماو : كلا يا مارلا عليكِ مُنادتُها بالآنسةِ ثومة! لأنَ رائِحتُها تُشبِهُ الثوم! -وبدأنَ بالضحك-
ميانا نَظرت إليهُنَ لثوانٍ ثُمَ تَجَهلتهُنَ وأكملت طريقَها، إلا أنَ مارلا أمسكت بِها من قَميصِها من عندِ صَدرِها وسَحبتها لتدفَعها أمامها بقوة، لَكنَ ميانا توازنت وتَجنبت السقوط...
تَقدمت منها مارلا وبدت على وجهِها ملامِحُ الغَضبِ والغَطرسة : ألم أقل لكِ ألا تَتحركي حتى أُكملَ كلامي؟
دَفعتها ميانا بيدِها لتُكملَ طريقَها : أبتعدي ذُقتُ ذرعاً بِكَ
فأمسكت سيرا بياقتِها من الخلف : كيف تَجرؤينَ يا ميانا!
ودَفعتها مارلا بقوةٍ من الخلفِ بكلتا يديها لتقعَ ميانا على الأرضِ وبدى الألمُ على وجهِها، ليسَ من الوُقوع بل من جِراحِها...
مارلا : لقد تماديتي كثيراً أيتُها العاهِرة!
وقفت ميانا وألتفتَت إلى مارلا وكان الغَضَبُ واضِحاً على ملامحِ وجهِها لتَصرُخَ في وجهِ مارلا : لقد سَئمتُ من أفعالكِ يا مارلا!
مارلا تَصرخُ هي الأُخرى : لا تَصرُخي في وجهي!!
لتَرفعَ مارلا يدَها وتَضرِبُ ميانا على وجهِها في وقتِ غَضَبِها! هاجت ميانا وأمسكت بقميصِ مارلا من الأمامِ بقوةٍ لتَدفَعها إلى الحائطِ، بينما كانَ الجميعُ يَنظُرُ إلى القتالِ الذي حدثَ بينهما، وكانتا سيرا وماو يَسحبانِ ميانا لكن دونَ جدوى...
ميانا وهيَ تُخاطِبُ مارلا بوجهٍ غاضبٍ لم يَعهدهُ أحدٌ من قَبل : أسمعي!، لستُ مُتفرغةً حقاً لأُفكرَ بكِ وكيفَ أتعاملُ معكِ!! لديَ مايكفيني بالفعل!!...
مارلا كانت تُبادلُ ميانا النظراتِ الغاضبةِ وهيَ تُمسكُ بقبضتيِّ يديها، ليُقاطِعُهما شَخصٌ ما " توقفن!"، ألتفتَت كُلٌ من ميانا ومارلا وإلا بهِ كيمورا يَتَقدمُ نَحوهن، أمسكَ بقبضَتَيِّ ميانا وأمسكَها من ظَهرِها بكفِ يَدِهِ الأُخرى...
كيمورا مُخاطباً ميانا بكُلِ هدوء : ميانا أوقفي ذَلكَ أرجوكي
ميانا نَظرت إليهِ بوجهٍ عابسٍ ثُمَ رَفعت يديها عن قَميصِ مارلا بِعُنفٍ وقد أبعدت يدا كيمورا في الوقتِ ذاتِه...
بدأت مارلا بترتيبِ قميصِها : هَـه!، كما لو أنها ثورٌ هائج!
كيمورا مؤنباً إياها : هذا لأنكِ أَغضبتِها يا مارلا!
مارلا : ماذا ؟! أتوبِخُني أنا على أن تُدافعَ عني!؟
ميانا تَلتَفتُ إليهما وهي مازالت واقفةً مكانَها إلا أنها تُديرُ ظَهرها إليهما...
كيمورا : أنتي كُنتي السَبَبُ فيما حَصلَ لكِ في الواقع!
مارلا : هـــاهـ —؟!! أُريدُ أن أعرفَ فقط مالذي يَجعلُكم جميعاً تَقِفونَ إلى جانِبِها ضدي؟!!! -تَنظُرُ إلى ميانا وهيَ مُتجهةً إليها- أهيَ تَقومُ بفعلِ شيءٍ ما لكم!؟
كانت على وشكِ إفتعالِ مُشكلةٍ أُخرى لولا إقافُ كيمورا لها بإمدادِ يَدهِ أمامها ومَنعِها...
مارلا : أبتعد عن وجهي كيمورا !
كيمورا بنظراتٍ حادةٍ وجادة : قُلتُ لكِ توقفي!
ميانا كانت لا تزالُ تَنظُرُ إليهم بوجهِها الباردِ المُعتاد، ثُمَ ألتفَتَت وغادرت تاركةً شِجارَهُم...
سيرا : تباً أنظُروا إليها كيفَ هَربت!!
إنتبهَ كيمورا لها فأنهى الموضوعَ بينهُ وبينَ مارلا : توقفي يا مارلا عن مُضايَقَتِها أفهمتي!؟ -ليلحَقَ بميانا-
مارلا تَصرُخ : ...أتعتَقِدُ أنكَ تَتَحكمُ بي!!؟!
بينما كانت ميانا تسير، جاءَ كيمورا خَلفَها مُسرعاً وأمسكَ كَتِفَها : أنتظري قليلاً اوي!
ميانا تألمت فأمسكت بكَتِفِها وألتَفتَت إليهِ غاضبة : مالذي تُريدهُ الآن؟!
كانَ الجميعُ يَنظُرُ إليهم، فوجَدَ كيمورا أنَ مكانَهُ غيرَ مُناسبٍ للنقاشِ بعدَ أن نَظرَ يميناً ويساراً، فأمسكَ بيدِ ميانا ليسحبَها وهو يجري : تعاليّ معي!
ميانا : أهـ!؟ توقف عن ذَلك!
حتى وصلا إلى مكانٍ قريبٍ من سورِ المدرسةِ خالٍ مِنَ الطُلابِ، لم يَكُن هُناكَ إلا شَجرتينِ وبَعضُ الحشائِشِ من تَحتِهما...
كيمورا نَظرَ نَحوَ ميانا : إذاً ؟ أمازلتي تَظُنينَ أني أخدُمُ مَصلحةَ مارلا؟
ميانا : ...أنا لا أثِقُ بِكَ يا كيمورا...
كيمورا يَبتَسِمُ مع تَنهيدةٍ خفيفة : لماذا تُسيئينَ الظَنَ بيَّ يا ميانا؟
في الوقتِ ذاتِهِ وَقعت كُرةٌ قريبةٌ من ذَلِكَ المكانِ يبدو أنَ أحداً ما قد رَكلَها، وكانَ تياما يَركُضُ وراءها، وعندَ إمساكِهِ بِها إنتَبهَ على ميانا وكيمورا واقفينِ هُناكَ...
تياما : هاه؟! مالذي يَفعلانِهِ هاذينِ الأثنين؟... أمممـ لديَّ فُضولٌ لأعرفَ مايَدورُ بينَهما... -وأقتربَ مِنهما بِبُطئٍ وهدوء-
ميانا : قُلتُ لَكَ من قَبلُ يا كيمورا، أني لا أنوي تَكوينَ صداقات! لا مَعكَ ولا مَعَ غيرِك، والآنَ إلى اللقاء
كيمورا أوقفَها مُمسِكاً بكتفيها بشدة : ميانا! أنا مُعجبٌ بِكِ!
باتَ التفاجُئُ على وجهِ ميانا واضِحاً، وقد كانَ واضِحاً أكثرَ على وجهِ تياما الذي كانَ يُراقِبُهما!
كيمورا يُكملُ كلامَه : أسمعتِني؟، أتَظُنينَ أني أكذِبُ عليكِ كذَلِك؟
ميانا بَدت صامتةً لعدةِ لحظاتٍ ثُمَ أبعدت يدا كيمورا عن كتفيها بهدوءٍ وهيَ تَنظُرُ للأسفلِ بتجاهٍ آخر : ...ولماذا شَخصٌ مِثلُك؟ ...يُعجَبُ بفتاةٍ مِثلي؟... -ثُمَ تَرفعُ ناظريها إليه-
كيمورا كانَ يَنظُرُ إليها صامِتاً لثوانٍ ثُمَ أمسكَ بذِقنِها بلُطفٍ بِسبابَتِهِ وأبهامِه ليَرفَعَ وجهَها بخفة : وما هوَ العيبُ فيكِ؟... أنتِ جميلةٌ يا ميانا... لقد سُحِرتُ بِكِ عندَ رؤيتِكِ لأولِ مرة...
ميانا أكتَفت بالصَمتِ وقد أحمرت وجنتيها...
تياما رأى أنَ الوضعَ غيرُ مُناسبٍ له "يا إلاهي، إنهُ أمرٌ ليسَ من شَأني عليَّ العودةُ من حيثُ أتيت" ولاذَ بالفِرارِ بِبُطئٍ حتى أبتعدَ قليلاً، وهوَ يُمسكُ بالكُرةِ كانَ لا يزالُ يَنظُرُ إلى حيثُ ميانا وكيمورا، حتى سَمِعَ صوتَ آشيرو ألذي كان أمامه...

إنتهى🍃~

حياة وعِرة || A rugged lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن