الفصل الرابع " الولهان" ٢

112 18 0
                                    

*

يوم أخر من أيام نهاية الأسبوع الطويلة التي ستمضيها الشابة لوحدها, محتجزة بين جدران شقتها الصغيرة, كانت تنوي الخروج و التنزه في الحديقة المجاورة بعد أن أنهت الجزء الذي عليها خياطته من فستان الحفلة المقامة بعد يومين, إلا أن ضيفًا غير متوقعا طرق باب بيتها, لم يزرها أحد مسبقًا, فظنت أن أحدًا قد أخطأ العنوان.

" من هناك؟"

" الشخص الوحيد الذي يعرف عنوان شقتك..."

"لانا" صرخت, فاتحةً الباب, لتحضن صديقتها

" ما هذا؟ لما أنت متحمسة؟ أ كاد الملل أن يقتلك و لكنني أنا البطلة لانا قمت بإنقاذك في الوقت المناسب؟"

" توقفي عن المزاح و تفضلي"

جلست لانا على الأريكة التي تتوسط الشقة, فيما صديقتها تقوم بتحضير كوبين من الحليب بالشكولاتة الساخنة, مشروب لانا المفضل, قعدت ميراي إلى جانبها, متعجبة من الزيارة المفاجئة.

" في الواقع, كنت أود زيارتك الأسبوع الفائت لتهنئتك على إيجادك لشقة, إلا أن أمي الحنون, ذهبت إلى حفل شاي و تركت الأولاد معي, كان ذلك الوقت عصيبًا حقا, لكنني استطعت الهروب إليك اليوم"

" أحسنت صنعًا, أردت إخبارك عما حدث البارحة"

" ماذا حدث؟ لقد سمعت أن الجميع تفاجؤوا بما قام به السيد أندي, إلا أن لا أحد تجرأ على إخباري, أخبريني أكاد أنفجر متشوقة لأعرف ما حصل "

" حسنا, لانا تتذكرين لما أخبرتني أن السيد أندي محترم, و ليس علي القلق حيال التعامل معه, أن كل ما علي فعله هو أن أنتقي كلماتي بإتقان و أتصرف بحذر؟" أومأت لانا موافقة, لتستأنف ميراي حديثها

" ما أن دخل السيد أندي إلى المحل حتى بدأ بسؤالي عن نفسي, من أين أتيت, متى بدأت العمل, و لكن ما صدم الجميع هو عند سؤاله لي إن كنت أمتلك حبيبًا"

قاطعت لانا حديثها بشهقة طويلة لم تستطع كبحها إلا بوضع كفيها فوق فاهها, لترد

" لا أستطيع تصديق ما أسمع, قد لا يبدو لك الأمر صادمًا بالقدر الذي نراه نحن, لأننا تعاملنا مع السيد أندي منذ فترة طويلة, و لم يسبق لنا يومًا أن سمعنا أو رأينا شيء كهذا يبدر منه, بل على العكس دائما ما يحاول إبقاء حياته الخاصة منفصلة عن عمله, لقد أعجبت به العديد من النساء سابقًا, إلا أنه رفضهن جميعًا بحجة أنه لا يريد الزواج, كما أنه إن قابل امرأة في اجتماع عملٍ مثلا, فهو يبقي العديد من الناس حوله, لتجنب الشائعات, هذا أندي كرام المعروف من قبل الجميع, لو كنت حاضرة, أراهن أنه سيغشى علي فورًا, ستنتشر هذه الشائعة بالتأكيد يا ميراي, بالرغم أن الجميع يحاول زم فمه, ستصبحين فتاة الأخبار عن قريب"

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن