الفصل السادس "نسيان أم تناسي؟"

109 18 0
                                    

" أبليتني بالهجر حتى

أنني أحببت هجرك مثل يوم لقاك

و أتيت بالنسيان نحوك سائرًا

فنسيت نفسي دون أن أنساك"

أحمد شوقي

*

صوت قرع الباب أخرج الشابة من عالم الأحلام, نهضت لتفتحه, فتجد صديقتها عاقدة ذراعيها و كذا حاجبيها و على وجهها تعبير غير مفهوم.

" أوه, أتيتِ, هل نذهب إلى المسرح الآن؟"

" عن أي مسرحٍ تتحدثين؟ تفقدي الساعة, إنها السابعة صباحًا"

" ماذا؟ لقد غفوت دون دراية؟ أنا آسفة, هل انتظرتني البارحة طويلًا؟"

" لقد طرقت الباب عدة مرات و لم تجيبي, ففكرت في احتمال كونك نائمة, إلا أنني فكرت أيضا في احتمال كونك منتحرة"

" ماذا؟ لما قد أفعل شيءً كهذا؟ هل تعتقدين أنني بذلك الضعف"

" ليس الأمر كذلك, فقط فكرت في كونه احتمالًا, خاصة بعدما حدث البارحة, لقد جئت باكرًا لأتفقد إن كنت على قيد الحياة"

"لانا, كفي عن مزاحك الآن"

" حسنا, حسنا, أنا أستسلم, هناك شيء أخر, سيأتي أحد لزيارتك بعد ساعة أو ساعتين"

" من؟"

" و من غير السيد أندي"

" أأنت من طلب منه هذا؟ لا تخبريني أنك قصصت عليه ما حدث البارحة"

" لا تغضبي, لقد فعلت, أنا لن أكون معك اليوم, لذا أردت أن أجد شخصًا لدعمك و التخفيف عنك, ألا يمكنك الذهاب معه و الترفيه عن نفسك؟"

" لا أظن أن بإمكاني مقابلة السيد أندي"

" لما؟"

" لقد حدث شيء محرج بيننا, لا أستطيع مواجهته, مستحيل"

" ألهذا بدا غير مرتاح عندما نطقت باسمك, لكن ما إن أخبرته بما جرى, حتى تغيرت تعابيره من عدم ارتياح إلى قلق و اهتمام, حاولي ألا يؤثر ذلك على علاقتكما, فالسيد أندي شخص طيبٌ حقًا "

" أعلم هذا, لكنني متوترة بعض الشيء, سأحاول لقائه, ما أسوء ما قد يحدث؟"

" لا تلفظي تلك الجملة, إنها فأل شر"

" حسنا, حسنا, اذهبي إلى عملك, لقد اقترب الوقت"

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن