" أبليتني بالهجر حتى
أنني أحببت هجرك مثل يوم لقاك
و أتيت بالنسيان نحوك سائرًا
فنسيت نفسي دون أن أنساك"
أحمد شوقي
*
صوت قرع الباب أخرج الشابة من عالم الأحلام, نهضت لتفتحه, فتجد صديقتها عاقدة ذراعيها و كذا حاجبيها و على وجهها تعبير غير مفهوم.
" أوه, أتيتِ, هل نذهب إلى المسرح الآن؟"
" عن أي مسرحٍ تتحدثين؟ تفقدي الساعة, إنها السابعة صباحًا"
" ماذا؟ لقد غفوت دون دراية؟ أنا آسفة, هل انتظرتني البارحة طويلًا؟"
" لقد طرقت الباب عدة مرات و لم تجيبي, ففكرت في احتمال كونك نائمة, إلا أنني فكرت أيضا في احتمال كونك منتحرة"
" ماذا؟ لما قد أفعل شيءً كهذا؟ هل تعتقدين أنني بذلك الضعف"
" ليس الأمر كذلك, فقط فكرت في كونه احتمالًا, خاصة بعدما حدث البارحة, لقد جئت باكرًا لأتفقد إن كنت على قيد الحياة"
"لانا, كفي عن مزاحك الآن"
" حسنا, حسنا, أنا أستسلم, هناك شيء أخر, سيأتي أحد لزيارتك بعد ساعة أو ساعتين"
" من؟"
" و من غير السيد أندي"
" أأنت من طلب منه هذا؟ لا تخبريني أنك قصصت عليه ما حدث البارحة"
" لا تغضبي, لقد فعلت, أنا لن أكون معك اليوم, لذا أردت أن أجد شخصًا لدعمك و التخفيف عنك, ألا يمكنك الذهاب معه و الترفيه عن نفسك؟"
" لا أظن أن بإمكاني مقابلة السيد أندي"
" لما؟"
" لقد حدث شيء محرج بيننا, لا أستطيع مواجهته, مستحيل"
" ألهذا بدا غير مرتاح عندما نطقت باسمك, لكن ما إن أخبرته بما جرى, حتى تغيرت تعابيره من عدم ارتياح إلى قلق و اهتمام, حاولي ألا يؤثر ذلك على علاقتكما, فالسيد أندي شخص طيبٌ حقًا "
" أعلم هذا, لكنني متوترة بعض الشيء, سأحاول لقائه, ما أسوء ما قد يحدث؟"
" لا تلفظي تلك الجملة, إنها فأل شر"
" حسنا, حسنا, اذهبي إلى عملك, لقد اقترب الوقت"
![](https://img.wattpad.com/cover/196397544-288-k917583.jpg)
أنت تقرأ
كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-
عاطفية•تدور أحداث الرواية في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر, ساردةً قصة عاشقين انفصلا عن بعضهما, بعد رحيل الرجل لكسب المال في المدينة لشراء الدواء الباهظ لأمه العليلة, تاركًا حبيبته في قريتهما, وعد الحبيبان بعضهما بالالتقاء بعد سنة من انفصالهما في مرج أز...