الفصل الحادي عشر "الوداع"

172 23 14
                                    


" ما كنت أعرف و الرحيل يشدنا

أني أودع مهجتي و حياتي

ما كان خوفي من وداع قد مضى

بل كان خوفي من لقاء آتي"

فاروق جويدة

*

جلس على الأريكة يحتسي شايه الساخن, و جريدة كان يقرؤها متوضعة على المنضدة إلى جانبه, أما خطيبته فهي متكئة على حجره تقرأ كتابًا, ملتفة ببطانيتها الدافئة, أغلب أمسياتهما تمر في هدوء و راحة, يجمعان من هم الدنيا ما يثقل كاهلهما, و يحني ظهريهما, إلا أن هذا الوقت من يومهما, ينسيهما ما مرا به كأنه لم يحصل مطلقًا, و لكن هذه المرة لم تكن كغيرها.

" لقد كتبت فيك خاطرة, أتود أن أقرأها عليك؟"

" بالتأكيد, إنه لشرف لي, أسمعيني"

" أردت أن أكتب

فلم أجد ما أكتب عنه, و لمن أكتب.

أعلم أن الكتابة ليست موجهة لأحد و لا هي تعني أحدا.

هي لنا كلنا, من قرأ الكلمات و عاشها

شعر أنها موجهة إليه.

لكني أوجه كلماتي هذه إليك علك تشعر.

يا من شغل تفكيري هته الأيام

أنت واسع,فسيح, ضخم بحضورك, عميق في توقعاتك

لذا أردت أن أكتبك

في صفحة أو أكثر

لكني خفت أن أظلمك فأكتبك في سطر أو سطرين.

جميل أنت

في راحتك, في تعبك

في سعادتك, في حزنك

في جدك, في هزلك

في حضورك, في غيابك

أراك جميلا دائما

لكن إياك أن تتعب, أن تحزن, أن تضيع في مرحك, أو أن تغيب عني

في هذا ثقل على قلبي

و حرمان لي من راحة البال و سعة الصدر

لست أدري كيف أسميك أو كيف أعنون صفحتك

في رواية حياتي

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن