*" لن تستطيع سنين البعد تمنعنا
إن القلوب برغم البعد تتصل
لا قلب ينسى حبيبًا كان يعشقه
و لا النجوم عن الأفلاك تنفصل"
عبد العزيز جويدة
*
بعد مرور ستة أشهر:
استطاعت ميراي في هذا الوقت, أن تمضي قدمًا و تتجاوز المرحلة العصيبة التي أصابتها, أضحت المرأة القوية التي عهدها الجميع, بفضل الحب و الاهتمام المتلقى من أصدقائها, كما قامت بتوسيع خدماتها, و إنشاء المحل الذي لطالما تمنت تأسيسه و أصبحت من المصممين المشهورين ذوي المكانة الرفيعة, لم تكن كل أيامها مكسوة بالزهر و البلسم, واجهت في طريقها للتعافي بعض العثرات و العقبات, خاصة تلك الشائعة التي تفشت في المدينة بعد أيام قليلة من زيارتها لمنزل ساندرا, و التي تم نشرها من قبل ساندرا نفسها, حيث أفشت خبر هربها مع زوجها و محاولتها إغوائه, محاولة تدنيس مكانتها قدر المستطاع, إلا أن أندي و لانا كانا إلى جانبها مساعدينِها على نفي تلك الشائعة, عادت حياتها إلى مجراها الصحيح و روتينيتها الطبيعية.
" ميراي, لقد وددت سؤالكِ هذا السؤال لمدة طويلة, و اليوم استجمعت شجاعتي للبوح به, فهل تتكرمين و تسمعينه؟" قال أندي بنبرة فيها من الحياء و الخجل, ما يجعل قلب كل امرأة يرفرف من الفرح لشدة لطافته.
" أجل, بالتأكيد, كلي أذانٌ صاغية"
" أتقبلين بأن أصحبك أمسية غدٍ في موعد عشاء؟"
استغرقت الشابة ثواني قليلة, لترد عليه
" أجل, ليس لدي أي موعد مهم غدًا, يمكنني التفرغ لمرافقتكَ"
" أنت تعلمين أنه ليس مجرد موعد بين صديقين أو موعد عمل و ما شابهه, إنه موعد غرامي"
ضحكت ميراي لبراءة حديثه, لتردف
" بالتأكيد أعلم, في أي نوع من المواعيد قد تذهب امرأة بالغة مع رجل بالغ لوحدهما في موعد عشاء"
" حسنًا, لنلتقي غدًا إذًا, ليلة سعيدة"
ابتسم كل منهما و السعادة بادية على وجهيهما
*
بينما تستعد ميراي للخروج من غرفتها مرتديةً أحلى ثيابها و أجمل الحلي, انقض أخوها فاتحًا الباب بقوة, قفزت الشابة رعبًا, لتؤنب أخاها.
أنت تقرأ
كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-
Romance•تدور أحداث الرواية في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر, ساردةً قصة عاشقين انفصلا عن بعضهما, بعد رحيل الرجل لكسب المال في المدينة لشراء الدواء الباهظ لأمه العليلة, تاركًا حبيبته في قريتهما, وعد الحبيبان بعضهما بالالتقاء بعد سنة من انفصالهما في مرج أز...