الفصل العاشر "تدارك الخطى" ١

85 14 3
                                    


*

" لن تستطيع سنين البعد تمنعنا

إن القلوب برغم البعد تتصل

لا قلب ينسى حبيبًا كان يعشقه

و لا النجوم عن الأفلاك تنفصل"

عبد العزيز جويدة

*

بعد مرور ستة أشهر:

استطاعت ميراي في هذا الوقت, أن تمضي قدمًا و تتجاوز المرحلة العصيبة التي أصابتها, أضحت المرأة القوية التي عهدها الجميع, بفضل الحب و الاهتمام المتلقى من أصدقائها, كما قامت بتوسيع خدماتها, و إنشاء المحل الذي لطالما تمنت تأسيسه و أصبحت من المصممين المشهورين ذوي المكانة الرفيعة, لم تكن كل أيامها مكسوة بالزهر و البلسم, واجهت في طريقها للتعافي بعض العثرات و العقبات, خاصة تلك الشائعة التي تفشت في المدينة بعد أيام قليلة من زيارتها لمنزل ساندرا, و التي تم نشرها من قبل ساندرا نفسها, حيث أفشت خبر هربها مع زوجها و محاولتها إغوائه, محاولة تدنيس مكانتها قدر المستطاع, إلا أن أندي و لانا كانا إلى جانبها مساعدينِها على نفي تلك الشائعة, عادت حياتها إلى مجراها الصحيح و روتينيتها الطبيعية.

" ميراي, لقد وددت سؤالكِ هذا السؤال لمدة طويلة, و اليوم استجمعت شجاعتي للبوح به, فهل تتكرمين و تسمعينه؟" قال أندي بنبرة فيها من الحياء و الخجل, ما يجعل قلب كل امرأة يرفرف من الفرح لشدة لطافته.

" أجل, بالتأكيد, كلي أذانٌ صاغية"

" أتقبلين بأن أصحبك أمسية غدٍ في موعد عشاء؟"

استغرقت الشابة ثواني قليلة, لترد عليه

" أجل, ليس لدي أي موعد مهم غدًا, يمكنني التفرغ لمرافقتكَ"

" أنت تعلمين أنه ليس مجرد موعد بين صديقين أو موعد عمل و ما شابهه, إنه موعد غرامي"

ضحكت ميراي لبراءة حديثه, لتردف

" بالتأكيد أعلم, في أي نوع من المواعيد قد تذهب امرأة بالغة مع رجل بالغ لوحدهما في موعد عشاء"

" حسنًا, لنلتقي غدًا إذًا, ليلة سعيدة"

ابتسم كل منهما و السعادة بادية على وجهيهما

*

بينما تستعد ميراي للخروج من غرفتها مرتديةً أحلى ثيابها و أجمل الحلي, انقض أخوها فاتحًا الباب بقوة, قفزت الشابة رعبًا, لتؤنب أخاها.

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن