الفصل السابع" الهرب" ١

91 16 0
                                    

*

" أطعت هواك فلا تَعصِني

و أضحكت روحك لا تُبكني

ذكرتك ليلا, فجرا, ظهرا, عصرا

و دوما فلا تنسني"

شادي المرعبي

*

" ميراي, هناك شخص يود مقابلتكِ, إنه ينتظر خارجًا"

أشارت زميلة عمل لميراي, التي ذهبت لتفقد من هو, لتجد شخصًا لا تعرفه.

" كيف لي أن أساعدك؟"

" آنستي, لقد أمرت بأن أسلمك هذه الرسالة؟"

" من مُرسلها؟"

" لا أعلم آنستي, لقد طلب مني أن أسلمها للآنسة ميراي كندي"

" حسنا, شكرًا لك"

وضعت الشابة الرسالة في حقيبتها, لتقوم بفتحها وقت فراغها.

" لانا, تعالي إلى هنا, لقد تلقيت رسالةً, و لا أعرف من مرسُلها"

" افتحيها أولًا"

" حسنًا, مكتوبٌ عليها: تعالي اليوم إلى الحديقة المجاورة على الساعة الرابعة مساءً"

" إنها رسالة مشكوكٌ فيها, لا تذهبي, قد يقومون باختطافك أو شيء من هذا القبيل"

" كفي عن المزاح"

" لست أمزح, أعني ذلك حقًا, أنت لا تعلمين من أرسلها, هل ستذهبين للِقَاءِ المَجْهُول؟"

" في الواقع, أنا أعلم من صاحب هذا الخط"
" حقًا, من؟ لا تخبريني بأنه حبيبك السابق"

" إنه حبيبي لانا, ليس السابق, كما أن عليَ لقائه لأسمع تبريره لفعلته"

" أأنت واثقة؟ حسنا كما تريدين, توخي الحذر و إن حدث مكروه تعالي إلي"

" اتفقنا"

*

بعد انتهاء دوام عملها, اتجهت نحو مكان اللقاء, جلست على مقعد خشبي في أخر الحديقة, و ظلت تنتظر, انتابها بعض القلق و التوتر, لكون الحديقة فارغةً في ذلك الوقت, جلس شخص إلى جانبها, لم تستطع حتى إدارة رأسها, لترى ملامحه, لكنه قطع حبل أفكارها بمباشرته للحديث.

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن