الفصل الثامن "العودة إلى الواقع" ١

91 13 0
                                    


" إذا هجرت فمن لي و من يجمل كلي

و من لروحي و راحي يا أكثري و أقلي

أَحبكَ البعض مني فقد ذهبت بكلي

يا كلّ كلّي فكن لي إنْ لم تكن لي فمن لي؟

الحلاج

*

" أفيقي"

صوت مألوف رن في أذن ميراي, حركت رأسها كأنها تحاول العودة لرشدها, لتجد نفسها مقيدة الأذرع و القدمين إلى الكرسي الذي تجلس عليه.

" أين أنا؟ ساندرا؟ أين إيليا؟ ما الذي فعلته؟"

" عجيبٌ أمركما, أول ما تسألان عنه هو بعضكما, أعترف بأني أشعر بالغيرة"

" لما أنا مقيدة؟"

" لأمنعك من الهرب بالتأكيد, أتمنى لو تفهمين الكلام الذي سأقوله, إيليا الآن زوجي شئت أم أبيتِ, أنا أحذرك إن رأيتك مرة أخرى معه, فلن أسكت على ذلك, أليس عليك القلق على شرفك من أن يتدنس بلا نتيجة ترجى؟"
" لما علي الاستماع إلى امرأة تزوجت بالتهديد, لا تقلقي على شرفي, هذا شيء لا يخصك, أما طلبك ذاك فلن أتمكن من تنفيذه"

" لقد كان ذلك أخر إنذار مني لكِ, أأنت متأكدة مما تفعلينه؟"
"لقد أخبرتك و لن أعيد, لن أتخلى عن إيليا أبدًا"

نادت ساندرا على بعض الحراس, ليرموا بها في مكان ما, اتضح في النهاية أنه زنزانة سجن.

" إلى أين تقومون بأخذي؟"

قالت موجهة كلامها للحارسين الذَّين يقومان بجرها من ذراعيها

لم يجب أي منهما, استمرت في صراخها و مناداتها, لكن ما من جدوى, تم دفعها بعنف إلى زنزانة, و مَثَل أمامها أحد حراس السجن.

" كفي عن الصراخ, فلن يتمكن من سماعك أحد هنا"

"كيف تتجرأ على حبسي دون سبب معقول؟"

" لم يكن عليكِ إغضاب السيدة الشابة"

" و بأي حق ترميني هنا؟"

" أيتها الشابة, يبدو أنك لا تدركين مدى سوء هذا العالم, أن القوانين لا تطبق دائمًا, و أن القوي هو من يفرض قواعده الخاصة"

صمتت ميراي و ارتمت على الأرضية الصلبة الباردة, جامعة رجليها معًا إلى جسدها, حائرة كيف تخلص نفسها من هذه المشكلة.

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن