الفصل الخامس "صدمة اللقاء" ١

122 18 0
                                    

"لو كنت أعلم أن لقياك يقتلني "

لأحضرت عند اللقاء أكفاني...

و لو كنت أعلم أن الحلم فيك يجمعني

لأغمضت طول الدهر أجفاني"

-بشار بن برد

*

أقبل يوم الحفل أخيرًا, خطت ميراي أول خطواتها في قاعة الحفل, حسنها الأخاذ هز قلوب الشبان الذين أقبلوا نحوها لإلقاء التحية, و التعرف عليها, كما خطف فستانها الباهر أنفاس الآنسات و السيدات النبيلات, اللاتي هرولن نحوها, ليعرفن من أين قامت بشرائه, فستان أحمر داكن, يظهر انحناءات جسدها, مبرزًا جمال خصرها الصغير, و امتلاء صدرها و فخذيها الفاتنين, يظهر ما فوق الصدر, مع شق كبير يمتد مما فوق الركبة بقليل حتى أسفل القدم, مرفقٍ بقطعتين شباكيتين مخرمتين سوداوين منفصلتين عن الثوب, تغطيان ذراعيها من معصميها حتى مرفقيها, و كذا رقبتها المختبئة تحت وشاحٍ حريريٍ صغير يظهر عظمتي الترقوة, تركت شعرها الفحمي الطويل الذي يصل حتى فخذيها منسابًا مع قبعة صغيرة سوداء مرصعة بأحجار كريمة تعلو رأسها, قلادة فضية تَزِيدُها بَسَاطَتُها جمالًا و قرطا اللؤلؤ المتأرجحين مع كل خطوة تخطوها, كعبها العالي حسن وضعية وقوفها و مشيها, فجعلها تبدو كآنسة أرستقراطية أنيقة, يبدو أن عملها المستمر في تصميم و خياطة الفستان لم يذهب سدًا, كما أن صديقتها لانا أقرضتها المجوهرات و الإكسسوارات التي انتقتها بعناية لتتناسب مع الفستان, كان مظهرها فريدًا و الأول من نوعه, لم تكن نساء العصر التاسع عشر تألفن هذا النوع من الثياب, كانت تنانيرهن و فساتينهن تشبه القبب, و ذلك بفضل هيكل حديدي أسفلها يعطيها هذا الشكل, جميعها طويلة لا تظهر الساقين و أغلبها بأكمام تصل حتى المرفقين, كان يجب على المرأة أن ذاك ألا تظهر تلك الأجزاء من جسدهن كي لا يدنسن شرفهن و نقاءهن, و تعد تلك جراءة منها أن تجعل في فستانها شقًا يظهر ساقيها, ناهيك عن كونه يظهر انحناءات جسدها, بتعبير أخر كان كاشفًا للغاية بالنسبة لهم, لذلك لم يلقى استحسان البعض, إلا أن البعض الأخر أعجب بهذه المبادرة الأولى من نوعها, حتى أنه تم نعتها بالعبقرية.

فيما ميراي مشغولة في التعرف على الأشخاص الذين أعجبوا بموهبتها في التصميم و الخياطة, كسبت العديد من المعارف واعدينها بالمرور على محلها, كي يصبحوا عملاء دائمين عندها, لاح طيف السيد أندي بين الحشود, أقبل ملوحًا بيديه نحوها, و مد بيده نحوها لتقوم بدورها بذلك, لكنه فاجأها بتقبيل ظهر يدها, فسحبتها في اندهاش و استحياء.

" آنسة ميراي, لم أتوقع حضورك اليوم, لو أخبرتني لقمت بإيصالك معي؟"

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن