الفصل العاشر "تدارك الخطى" ٢

80 15 0
                                    

*

في هذا الوقت من السنة, تقوم عائلة إيراك بتنظيم حفلتها السنوية, و التي سيحضرها كل من أندي و ميراي, بالرغم من عدم رغبتها في الحضور إلا أن خطيبها ألح عليها.

" ميراي, عليكِ الحضور, أنت الآن فردٌ من عائلة كرام, سيكون من غير اللائق ألا تحضر خطيبة الابن الأكبر"

" أندي, تلك العائلة تقلقني أنا حقا لا أتحملهم"

" فكري فيَ على الأقل, افعلي ذلك من أجلي"

" أندي..."

" أنت تعلمين أنهم لا يحبونك بعض الشيء"

" بل يكرهونني" قالت مقاطعةً.

" حسنا, لذا لا تمنحيهم سببًا أخر ليكرهوكِ "

" و لما علي الاهتمام بأفكار الناس؟"

" كفي عن التصرف كطفلة, ستحضرين و هذا أمر لا نقاش فيه"

عقدت الشابة حاجبيها في احتجاج, و كلما حاول الاقتراب منها صدته عنها, ليتوقف في مكانه مباعدًا بين ذراعيه قائلًا

" حسنًا, إن كنت قد أغضبتك, فافعلي ما تشائين"

ابتسمت ميراي و قامت بإبراز قبضتها, متظاهرة بأنها ستضربه, ليقوم هو بإغلاق عينيه, لكنها فاجأته بلف ذراعيها حول خصره, كما وضعت أذنها على صدره.

" ضربات قلبك تتسارع"

رفعت رأسها لترى وجهه, لتجده قد إحمر

" ما الذي تتوقعينه مني إن تم حضني من قبل امرأة جميلة مثلكِ؟"

الأمر الذي جعلها تقوم بإعطائه قبلة خفيفة على الشفاه, تعابيره اللطيفة جعلتها تعيد الكرة، حينها وضع يده على وجهها و أرجع شعرها خلف أذنها, ليقبلها بعمق و شغف, تراجعا في خطواتهما حتى كادا يقعان على السرير من ورائهما, إلا أن قرع الباب قاطعهما فابتعدا عن بعضهما

" من هناك؟ أقسم إن كان الأمر بلا أهمية, لأكسرن يدي من قرع"

" سيدي, والدك يطلبك, يريدك أن تأتي مع الآنسة الشابة"

تبادل الشابان نظرات متسائلة, و انطلقا حالًا لرؤية الوالد

" أتمنى ألا أكون قد أزعجتكما"

" لا يا والدي, لما طلبتنا أنا و ميراي؟"

" أردت أن أناقش معكما أمرًا مُهمًا معكما, أعلم أن موعد حفل الزفاف قد تم تحديده و سيكون الشهر المقبل, إلا أن مشكلة حدثت و سيكون عليكما تأجيله لأن أندي سيغيب الشهر المقبل"

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن