الفصل الثامن "العودة إلى الواقع" ٢

82 14 0
                                    

*

عادت ميراي إلى شقتها, بذهن فارغ و قلب ثقيل, لا عمل لديها الآن, و من حسن حظها أن لديها المال الكافي لشهرين أو أكثر, كما أن حبيب قلبها بعيدٌ عنها, الشيء الوحيد الذي في استطاعتها فعله هو انتظار أي خبر عنه من صديقتها, فيما تحاول البحث عن عمل أخر.

" ميراي, ما رأيك أن تعودي لعملكِ السابق؟ المدير سيتفهم حتمًا ظروفكِ, في الواقع لقد أخبرته عن عودتكِ, و هو لا يجد مانعًا من توظيفكِ"

" أنا أرغب في العودة, لكنني لا أشعر بالراحة, أعني لقد استقلت دون سابق إنذار, إن عدت سأُعد وقحة"

" لما عليكِ التفكير بطريقة متلوية, أعني إن مُنِحتْ لكِ وظيفة أنت بحاجة إليها اقبليها, و إن لم تعجبكِ ارفضيها, لما عليك أخذ ما يفكر به الناس بعين الاعتبار, أنتِ تعيشين لنفسكِ"

" أنا لا أريد العودة لعملي السابق"

" هكذا أفضل, هل لديك عملٌ أخر في ذهنكِ؟"

" عرضت علي سيدة نبيلة من قبل أن أصمم لها فساتينها و لصديقاتها أيضًا, أفكر في تصميم و خياطة الثياب الفاخرة الموجهة للسيدات النبيلات, و إن جمعت المال الكافي, سأقوم بفتح متجر"

" جيد, جيد, تبدو فكرة مناسبة لكِ, أعتقد أنكِ ستنجحين في وقت قصير"

"أتمنى ذلك"

" ميراي, هناك شيء أخر, عندما رحلتِ البارحة من منزل أندي, أخبرتني صديقة تعمل هناك أنه صب غضبه على خدمه لأنهم تركوكِ ترحلين, كان عليكِ إخباره قبل الذهاب"

" حقًا...لقد أخبرني أن أبقى قدر ما أشاء, لذا ظننت أنه بإمكاني الرحيل متى ما شئت أيضًا"

" من المستحسن أن تحدثيه في الموضوع"

" حسنا, سأفعل, تفاجئينني يا لانا كل يومٍ"

" لما؟؟"

" أعني لديك معارف في كل مكان في هذه المدينة, البارحة أخبرتني أنك تعرفين أحدًا من بيت ساندرا و الآن من بيت أندي, أخبريني فقط كم حجم شبكة معارفك؟"

" يمكنكِ القول أنها تكبر كل يومٍ"

" أحسد كونك فراشة اجتماعية في بعض الأحيان"

" و أنا أحسد كونك انطوائية في بعض الأحيان"

ضحكت لانا لتتبعها ميراي, أمضت الفتاتان الوقت تتحدثان عن ما جرى في أشهر غيابها و أمور أخرى اعتيادية.

كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن