*
" لا تقل لي ليت لو أني معك
ذات يومٍ كنت لك
لم أنازع فيك قلبي, لم أنازع مالكًا فيما ملك
ثم ماذا؟
أنت من ودعني, لم أكن من ودعك"
العنود الحربي
*
دقت ميراي باب بيت ساندرا, و قلبها لا يكف عن النبض, أهو قلقٌ أم خوفٌ مما ينتظرها؟ دخلت و تم توجيهها مباشرة إلى غرفة إيليا, كان الرواق فارغًا تمامًا, ظنت أنها ستجد ساندرا لها بالمرصاد, ارتاحت قليلًا و أخفضت من دفاعاتها, لتطرق على باب غرفته عدة مرات بدون أن تتلقى أية إجابة.
" إيليا, هذه أنا ميراي, افتح الباب أرجوك, أود التحدث معك"
" لما أتيتِ إلى هنا؟" رد من وراء الباب, زفرت الشابة زفرة اطمئنان عند سماع صوته
" ما الذي تقصده؟ أتيت لأطمئن عليك, اشتقت إليك, أتوق للوقت الذي نكون فيه معًا"
" ميراي, ألا تفهمين؟ لا يمكنني أن أكون معكِ بعد الآن, ما الذي تودينه من شاب متزوج مثلي؟ لا مستقبل لكِ معي"
" إيليا, لما تتحدث بهذه الطريقة؟ هذا ليس من طبعك, ألا يمكنك حتى أن تفتح الباب؟ أريد أن أرى وجهك"
" طفح الكيل, فُكي وثاقي, و تخلصي مني, ارمي بذكرياتنا معًا, امسحي مشاعرك لي, لقد سمعت أن ثمة رجلًا نبيلًا معجبًا بك, سيسعدكِ أكثر مما قد أفعل يومًا, اذهبي إليه"
" هل أجبرتك ساندرا على قول هذا؟ أعلم أنه من المستحيل أن تقول كلامًا كهذا, هل تضغط عليك و تهددك بإيذائي؟ لا تقلق علي يمكنني الاعتناء بنفسي" قالت بنبرة تكاد تشبه التوسل
في تلك اللحظة فتح إيليا الباب, ليصرخ عليها
" ميراي, أنا حقًا لا أود أن أكون معكِ بعد الآن, لقد غيرت رأيي, لذا أتمنى أن تدعيني و شأني, يمكنك لعني أنا أستحق ذلك, فقط ارحلي لا أود رؤية وجهك مجددًا"
ما أن أنهى كلامه, حتى أغلق الباب بقوة في وجهها, لم تتقبل ميراي كلامه الجارح, أملت من كل قلبها أن لا يكون حديثه صريحًا صحيحًا, أن تكون زوجته هي من دفعته لفعل هذا, تمسكت بخيط الأمل الرفيع باحثةً عن ساندرا كي تجيبها عن تساؤلاتها, كلمت إحدى الخادمات التي وجهتها إلى مكانها.
أنت تقرأ
كونفالاريا أيار -زنبق الوادي-
Romans•تدور أحداث الرواية في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر, ساردةً قصة عاشقين انفصلا عن بعضهما, بعد رحيل الرجل لكسب المال في المدينة لشراء الدواء الباهظ لأمه العليلة, تاركًا حبيبته في قريتهما, وعد الحبيبان بعضهما بالالتقاء بعد سنة من انفصالهما في مرج أز...