همس الموجالفصل الاول
كأنت تهرول في ثوبها الوردي الطويل...فعرقلها كعب حذائها الرفيع الذي ينغرس بين طيات رمال الشاطئ الكثيفة...
سبت نفسها وأبوها وعائلتها والمظاهر الاجتماعية جميعهم جعلوها تنقاد لفغ غبى..."ربااااه..أيان كيف لم يسعفني عقلي المعتم لأفهم أنك كل المراد بأنك كل الهوى"
مسحت غلالات دمعها في ساعدها بعنف بالترافق مع انحنائها خالعة حذائها ورمته بطول ذراعها...صراخها كان يخرج يائساً غاضباً صاخباً ككل ما فيها وهي تلمحه أخيراً يجلس في الظلام مواجهاً لموج البحر الثائر ...أم يا تُرى ثورتها التي أتت بإعصار مدمر ما صورت لها ذلك الموج العالي الذي يهدد بإغراق كل شيء....
وصلت اليه أخيراً وقبل ان تضع كفها الناعمة على كتفه كان وجهه الصارم يلتفت لها بحدة وكأنه أدرك ان أحداً ما أصبح في محيطه وفي حدود مملكته...توسعت عينيه للحظات وهو ينظر لعينيها بلون البندق مباشرة بخليط ما بين الذهول والتوتر ...وسرعان ما تحولت مشاعره المتعاقبة للغضب...وقف ببطئ يواجهها وتساؤلاته كأنت تبدو بلانهاية...حواسه مختلطة مضطربة لأيام كان يموت..رجولته تُذبح وقلبه يئن وهو يتخيلها معه...روحه تنكسر وكرامته تضرب في مقتل وهو يعلم رأي والدها العزيز بنقصه!!
بدأت ناطقة بشجاعة يغلبها التهور :" إكتشفت ان كل ما قلته لم يكن إلا الحقيقة أنا أحبك أنت...لن أستطيع ان أكن لغيرك يوماً"
رفع عينيه مرة واحدة مجفلاً...أسرت عيناه عينيها اللتان كأنتا تراقبانه بتمعن وحرص يخالطه الخوف أن يرفض ما جاءت تقدمه اليه...قطعت هي الصمت من جديد بنوع من الشجاعة رغم الذعر الذي أصبح يزحف نحو أطرافها بشعور الخسارة :"أنت تفهمني؟ تستطيع قراءة ما أقوله؟"
عبس... وهو يضغط على شفتيه بغضب محاولاً ان يلجمه فأسرعت توضح بصوت إنفجر في البكاء المستعطف:
"أسفة والله لم أقصد أن أذكرك بأنك أصم وأبكم"
تصلب جسد إيان بصدمة حقيقية سرعان ما تحولت لضحكة عالية نادرة عندما رآها تلطم خديها بقوة وشفتيها تتحرك بسباب لنفسها :
"يا إلهي أنا غبية غبية سأصمت من الأفضل ان أصمت ولكن ولكن..أنا أتيت لأخبرك أني لن أحب سواك يوماً..لن أتزوجه لقد هربت قبل عقد القران ورميت رفضي في وجهه...أتيت إليك ركضة غير عابئة بتهديد أبي وتوعده لي بالويل..لم ألتفت لتحذير الناس فقط إتبعت قلبي كما أخبرتني أمي وقلبي قادنى أليكَ "
كلماتها تخرج سريعة مضطربة متلاحقه مبعثرة وكأنها تريد أن تخبره كل ما يُعتَمل في صدرها و كل ما حدث دون أن تخفق في شيئاً واحد ..
توقفت عندما شعرت بكفيه الباردتين تحيط بوجنتيها الملتهبة رافع وجهها لتقابل عينيه...للحظات ثقيلة طويلة ترك قلبه هناك...ترك كرامته أرضاً ورمى برجولته بين أمواج البحر وهو يطرف بجفنيه عدة مرات وكأنه يخبرها أن تتوقف حرك كف يده وأخذ كفها وثبتها على قلبه الذي كان يضخ بهدير من عاد للحياة بعد الموت لتوه ...
أنت تقرأ
همس الموج
Romanceهمست اخيراً بصوت ضعيف لم يصله بالطبع ولكنه مؤكد شعر داخله بدوامة سحرها بتحرك شفتيها :"لو كنت أملك ان أنزع قلبي وأمنحه لك...لتثق بحبي ما ترددت...انا فضلتك عن جميع الخلق..فلم يعد من حقك ان تظن اني من الممكن ان أتراجع للوراء" وكأن حديثها وصل لتلابيب قل...