الفصل السادس

2.4K 76 16
                                    

الفصل السادس......

نزار قبانى




أيا إمرأة تمسك القلب بين يديها...

سألتك بالله لا تتركيني...

فماذا أكون أنا إذا لم تكوني ؟

بحذر شديد...وخوفا أن يسبب لنفسه مزيد من الألم...أو يثير رهبتها أو يزعجها كان يعتدل ببطء ويسند نفسه الى مقدمة السرير ثم خلع من يده حقنة المحلول الطبي"ومسدها بيده الأخرى لدقائق...كانت ديالا مازالت تلف ذراعيها على خَصره...مسندةً رأسها على ركبتيه بعد أن أصر هو أن تشاركه فراشه ولا تبات على المقاعد ككل ليلة...فإستسلمت بعد لحظات من التردد وهي تخبره بثقة...أنها لن تنام من الأساس..فذهبت في نوم عميق قبله...

أنامله المتشنجة إمتدت بحذر تُزيح خصلاتها المتهدلة جانباً يتذكر أول سر أخبرها إياه في دوامة أسراره...إبتسامة خفيفة إرتسمت فوق شفتيه...وهو يتذكر إنفجارها فيه ونعته وسبه ثم ثقتها وهي تخبره انها كانت متأكدة من غبائه وان تلك الدلال لم تكن أبداً بينهم ولكنها لن تغفر له فعلته...المجنونة الصغيرة المتمرده تنوي معاقبته"ثُوري...جِني كما تريدين ، لكن إبقي دائماً حولي"

تنهد بحرقة وهو يغلق جفنيه بشدة:"كيف كُنت أعمى البصيرة عن عشقي إياكِ ؟!بل كيف أوهمني جنوني أن من الممكن أن أنساكِ يوماً أو ان عشقك في قلبي لم يتواجد من الأساس"

خلف جفنيه المغلقين ويديه التي تجول في خصلاتها الناعمة...ذراعها الملتف حوله متمسك فيه...كان يرى بنار الغيظ مدى حماقته...نظرات تلك الدلال بعد أن دخلت عليه الغرفة وقت الحادثة مازال يتذكر شهقتها المذعورة ووجهها الذي شحب بالترافق مع إشمئزاز..تلك الحثالة أصابها النفور من حروقه وجروحه!

الحنق تزايد بداخله فأبعد يده سريعاً بعيداً عن إمرأته حتى لا يؤذيها بينما بداخل صدره تندلع ثورة مجنونة تحرقه كمداً..حتى أنه عندما صرح يومها أمام وجهها الذاهل وأنفاسها المتوقفة:"أنتِ طالق دلال...لا أريد رؤية وجهك هنا مرة أخرى"

لم تشفي غيظه من نفسه قبل كل شيء...ولكنه متعجباً من نفسه إنه بالفعل شعر أن تلك الصفعة من دلال كان يحتاجها انتقاماً لما فعله بحبيبته الصغيرة..مازال يتذكر صراخ دلال فاقدة للسيطرة...مازال يرى بإشمئزاز محاولاتها المستميتة لإقناعه أنها ستموت إن إبتعد عنها !!إنها تستحقه و أنه ظلمها عندما طلقها رغم أنها أتت للوقوف بجانبه...طرقع بلسانه ساخراً أتت بعد يومين من الحادث...لتقف بجانبه بحجة ان ديالا تمنعها!! مشكلة وغباء دلال الحقيقي أنها كانت من الغرور أن تُقنع نفسها بأنها تستطيع أن تضحك على إبن سوق مثله!!شب في حواري الإسكندرية وتمرغ في ترابها وتراب الغربة سوياً..ربما شِباك دلال ومن مثلها يقع فيها غر أحمق ساذج فيصدق ذلك العشق الكاذب!!!

همس الموجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن