صاحَ الدّيكُ وبَزَغَ الفَجْر
على مَبانٍ من حديد
في مدينة مزدحمة، مدينة لا تعرف للراحة معنىٰ
هُناك، يسكن مُراهقٌ حالِم
في أحد البيوت ذوات التصميم الكوري المعاصر، ينام بداخل غرفته، ولا يَمُتُّ لباقي الحركة خارجاً بِصِلَةكان هذا المُراهق الهادئ، والفوضوي نسبياً يحملُ اسم تين
عاشَ خمسة عشر سنة في الدنيا للآن ولقي نصيباً حسناً من الأقدارقضىٰ أغلب أيام حياته ساكناً وشغوفاً بالقراءة
لو تعمّقت به لوجدتَ سببه الوحيد للعيش هو القصص
لا يريد أن تحينَ نهايته قبل أن ينهي كُل القصص التي تستهويه
سواءً بجهازهِ اللوحي، أو بكُتُبٍ كثيرة مرصوصة على أرضية غُرفته -دون اكتراثٍ حقيقي لاقتناء رَفٍّ خاص-وكانت عائلته من أب قد أنهكه السكّري حتى أضعفه، وصارَ يسيرُ نحيلاً لو رأيتهُ لحسبته بائساً فقيراً
وأمٌ غير متفهّمة
واكتمل النّحْس بأخت تكبره بالكثير، متسرّعة وغاضبة طوال الوقت بدون سببٍ منطقي، ولكنها تقوم بدورها كامل كأخت كبرى
لا يحب التفكير بعائلته كثيراً؛ لأنه إن فعل فسيقع في بُؤرةِ حَزَنٍ موحِشابتدأت الإجازة الرسمية اليوم، واليوم هو نقطة انتقال تين لقريةٍ خضراء معزولة
قررت والدته أن تنقله لحيث عمّته التي تعيش وحيدة في تلك القرية، طوال الإجازة
تاقَ تين إليها حين سمع أخته تتحدث عن جمال الطبيعة هناك والهدوء، كانت قد زارتها مِن قبلُ مع والدهم قبل أن يصيبه السكريوعلى السياق، يظن تين أنه نَحْسٌ على عائلته، فبمجرد أن تنفس أول نسمة على أرض الدنيا، طاح والدهم مغشي عليه وتنوّم لأسبوع كامل
وكانت النتيجة أن سكريّ من الدرجة الثانية قد أصابه
ولم تعرف العائلة حينها، أتفرح بقدوم تين؟ أم تحزن بما حَلَّ بوالدهم؟ .-
دقَّت السادسة والرُّبْع صباحاً
فتحَ تين عينيه بعد نومٍ عميق، واستقبل أشعة الشمس، تلامس وجهه ورقبته فتُدْفِئه
عَقَدَ حاجبيه وأخذَ يفرُك عينه اليُسْرىٰ بطرف سبّابته
جلده ناعِم، وكأن والدته قد تخلّت عن كُل حُسنها ونقلته لهرفع جسده وجلس مُتربعاً على سريره، تمطّط قليلاً وحكّ رأسه
قد نام علىٰ حين غَرَّةٍ البارحة، كان يقرأ رواية وكان النّعاس أقوىٰ مِن شغفه، غير شاعرٍ بما حوله، ونسي الإنارة الصغيرة مفتوحة حتى أُهْدِرَت البطارية وبارت
وبات معه في حضنه الكتاب مُغْلَقاً .الآن، غادر تين فراشه وارتدى جورباً خفيفاً
هذا الربيع، كأنك سكبتَ حِبْراً أزرقاً وسط السماء ونفظتَ مِن ريشتك صبغةً بيضاء فتراكمت على بعضٍ؛ لتكون الصورة النهائية سماء شديدة الزرقة تتفرّق بينها سُحُبٌ طاهرة
أنت تقرأ
LUDUS
Romanceنبيتُ ليلاً فارغين، ونصحو صباحاً لطيفين، في حقول الأراك وبين الياسمين نستظِلُّ بِظلال شجرة برتقالٍ مُعَمِّرة، ونعيش هدوءً مرجوّاً باسِمين . || حُبّاً طفولياً || مِثْلية .