تتنازع الأرواح في حضرة البوم

345 41 12
                                    




مستلقياً على ظهره يتثاءب، عصرية دافئة تزيده خمولاً، للحق أن ارتباط سلوكه بالجو معدوم، فسواءً كان الجو بارداً أم دافئاً سيبقى كسولاً
قال بخفوت: "إنها أحد أسباب كرهي للنهار" أها أها! يقول ذلك لا مُبالٍ، يا للوقاحة! من يجرؤ على كره هذه الحياة؟! . رفع يده لمرآى بصره ليحجب عينيه عن الشمس
تنهد، لا يعلم كم مضى من الوقت عليه، لكنه يريد المغيب بسرعة
هناك كلام لا يزال يحمله لتايونغ، دفاعاً عَمَّا يُحِب .

-

نعست الشمس وأخذت تغفو، تُلَحِّف السماء ببطانية النجوم البنفسجية، وتين قاعداً مكانه لم يحرك ساكناً، بانتظار تايونغ
أصدرت معدته قرقرة، وللحق بدأ يخاف، لم يعتد الخروج ليلاً، وأخذ يستهم ما إذا قلقت عمته عليه، ولكنه بانتظار تايونغ.

لم يأخذ تايونغ أكثر من دقيقتين بعد الغروب، وهو الآن يقف خلف تين باسماً
قال: أنت جِئتَ حقاً . التفت له تين
أكمل: ظننتكَ غاضب علي بعد أن حطمت شغفك للنهار؟ . استقام تين ووجهه الجامد لم يتغير
حاول التحدث من صدره، قال: لم أذهب أصلاً، تأخرتَ، أنا جائع، عمتي تتوقع عودتي الآن
تساءل تايونغ: عمتك؟!
قال تين: أجل . ولم يفصح بالمزيد

تردد تايونغ قليلاً، ولكنه أزاح ملامح التوتر من وجهه وأعاد ابتسامته لمحياه، أمسك معصم تين
وقال: لا بأس، لا أحد يقلق هنا في الريف، تعال معي . أخذ يسير ويجر تين خلفه
سحب تين يده بهدوء وسار طوعاً، "لا أحد يقلق في الريف" قال في نفسه...

-

لا يُسمَع غير صوت البوم المنادي للنوم، وصوت دهسهم الخفيف للعشب اللامع أسفل الهلال
بعد سَيْرٍ صامتٍ مستمر، قال تين أخيراً: الجو بارد، أين تأخذني؟ تعبت!
غَضِب تايونغ قليلاً، رَد: لماذا تشتكي على كل شيء؟ . توقف تين وانحنى على ركبتيه يلهث
قال: أنا لم أتناول شيئاً اليوم بطوله، انتظر! صدري يؤلمني . وضع راحة يده على يمين صدره وشد عليه، حاول تنظيم تنفسه
التفت له تايونغ واحتار من أمره
عاد بخطواته ورفعَه من كتفيه، حرارة تخرج من تين
ينظران لبعضٍ غير فاهمَين
قال تين: أين تأخذني؟
رد تايونغ: إلى مكان سري
قال تين: الجو بارد، لم أحضر معطفاً يقيني على الأقل، أنا لا أقدر على التحمل مثلما تفعل أنت، أعدني إلى عمتي!
قال تايونغ: لكن، لدي الكثير لأسألك، لا تقلق، قد أعددتُ فاصولياء حمراء للعشاء، لكلينا، هل تأكلها؟ . سعل تين قليلاً وقد هدأت أنفاسه، سأل: أنت تطبخ؟! . هز تايونغ رأسه إيجاباً
وضع يده على كتف تين وسار به، حاول تهدئته

قال ليكسر الفضول: ماذا بك؟ . أخذ فترة لم يتحدث تين، قابلا تلة منحدرة قصيرة
قال تايونغ: لنصعد . شد تين نفسه واقفاً، محاولاً استيعاب عقل تايونغ
قال مواجهاً له: أنا أخبرك أني لم آكل شيئاً، وتراني واهناً، لا أملك الطاقة، ومع ذلك تريدني صعود هذه؟! . ارتفع صوته قليلاً
هَمَسَ تايونغ: هسسس بهدوء بهدوء! سأساعدك، إنه معتزلي الليلي، في الأعلى يمكنك رؤية القرية كاملة، هيّا؟ .
بقي تين يحدق به ويرمش برفق، محاولاً كبح غضبه
قال تايونغ: لِمَ أنت خائف؟ . أثار أعصاب تين تماماً
سحب تين نفساً عميقاً وأخرجه من فمه بهدوء، ليملأ صدره بالأُكسجين
قال محاولاً إرخاء حباله الصوتية: أنت غريب عني، لا أعرف عنك سوى اسمك، تجرني إلى مكان غريب ليلاً وتقول لي لم أنت خائف، لا ربما تقصد "لِمَ أنت غبي" أليس كذلك؟ لماذا أطيعك؟
قال تايونغ بسرعة: ألم نتفق على إقناعك بجمال الليل؟ لا تكسرني يا رفيق! . رَمَشَ تين غير مقتنع
بريء، براءة مكلفة

LUDUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن