الثانية ظُهراًتمدَّدَ تين في مدخل المنزل ينتظر عمته، وباب المنزل خلفَهُ مفتوحاً
قد لَمَّ أعلى شعره فوقه كنافورة، أو كزرعٍ متفرّع، مُنعش مثل برتقالة
وبالنسبة لعمته، فقد ارتدت فستاناً فاتحاً مُزهّراً، وقبعة من القش يلتف حولها شريطٌ عنّابي، كلون النبيذ الأحمر المُعَتَّق.بحث عنها بناظريَه من وراء عتبات الباب، قابله قفاها وهي ترتب الأقداح داخل السلة
نده عليها: عمتي ألم تأخذي وقتاً طويلاً؟! . قفزت أكتافها
عدلت قبعتها وسحبت السلة، غادرت بسرعة لتلحق تين، أصبح بالفعل في منتصف الرصيف.-
سارا حتى وصلا لحقل القمح، صَرَّ تين على أسنانه برفق
همس: آسفٌ على توريطِكِ بهذا .
سقط بين القمح ففَزِعَت هي، ولكن امتدت يده وبرز رأسه مثل بذرة
أمسكت يده ومدت ساقها لأسفل، على تربة جافة
نبّهها تين: ستعلق بعض خُصَل القمح بين ثيابكِ، ولكنها تُكْحَتُ بسرعة، لذا لا تغضبي
همهمت: لا بأس . قادها للطرف الآخر، وساعدها لتصعدقال: بصراحة أنا أيضاً لَم أقابل أبيه من قبل . شدت عليه من يده ليتوقف
استنكرت: تمزح؟! أنُقْبِلُ على مَن لا يعرفنا أصلاً؟
هدَّأها: لا تقلقي، تايونغ قد أخبر والده أكيد، ورَحَّب بنا .
سارت معه طوعاً، بعد أن سحبها من يدها...-
منثور الأفكار، متوتر، قويُّ النَّفَس، انتظر عند بداية التل
جلست عمته وأقعَدَت السلة جانِباً، من المفترض أن يأتي تايونغ ويصحبهما لحيث والده، زيارةٌ ليست فقط عادية بالنسبة لتين
يلتفتُ يميناً يساراً، يرفعُ قدميه ويقف على أطراف أصابعه، ليرى ما بَعدَ التل، أيُّ إشارة من تايونغ قد تكفيه ليطمئن على خُططِهقالت له عمته: ماذا سيحدث الآن؟ سيظهر بابٌ سحري ونَلِجُ داخله؟ اجلس يا تين! لا تُتْعِب نفسك . شَعَرَ أنه فَتَر
هَمَّ بِعَطف ركبتيه والجلوس، ولكن كياناً ماشياً خَطَفَ عينيه
احمرَّت سُحْنَتُهُ وبَرَزَ ودجه، ابتسم رافعاً رقبته، امتط عمته بشكلٍ مفاجئٌ وأزهرَت روحه الآنبصراحة، لَمْ يَكُن ليتخيل تايونغ مُهَذَّب المَنظر، لَمْ يَرَهُ مِن قبلُ بهذا الترتيب، بدلةٌ غيرُ مبالغ بها، من قماشٍ عتيق ولونٍ قديم، جوارب بيضاء أوحَت بالربيع
وصندالٌ فاخِر
في العادة، كان يكرمش شعره للوراء بعيداً عن وجهه بكل عشوائية، ولكن اليوم، أسدلَ خصلاته على جبينه
شعر تين أنه طفلٌ بحقٍ أمامَهاقترب منهما تايونغ باسماً، والحياءُ غَلَّفَ قلبه
انحنى بأدبٍ، وأخذت العمة تتأمل هندامه بِحُب...-
-أعتذر إذا تأخرتُ عليكما . قال تايونغ، بعض الإحراج التُمِسَ في صوته
أما تين، فقد تجمّد، لَم يفهم حقيقة تايونغ بعد
ولَم يستطع التفكير بفكرة أنه يحادث هذا الشخص منذ أول يومٍ جاء القرية، كأنه حُلم
أنت تقرأ
LUDUS
Romanceنبيتُ ليلاً فارغين، ونصحو صباحاً لطيفين، في حقول الأراك وبين الياسمين نستظِلُّ بِظلال شجرة برتقالٍ مُعَمِّرة، ونعيش هدوءً مرجوّاً باسِمين . || حُبّاً طفولياً || مِثْلية .