بِسْم الجِديَّة

259 35 6
                                    



دخل تايونغ الوادي أولاً
ولكن تين يشد نفسه بقوة، يقاوم سحب تايونغ له، على حافة الوادي
هَمَس تايونغ جاداً: هيا سنعبر وحسب! . أراد تين وقتاً
خوفه من الوادي مُبَرَّر، ولكن تايونغ يضغط عليه ولا يعلم تين ما الهدف

سار تين خمسُ خطواتٍ طوعاً بداخل الوادي، ثُم ما لَبِثَ أن يقفز صارِخاً، راجفاً، مُتشبثاً بأكتاف تايونغ بأشد ما وُهِبَ من قوة ‬
حين لامست ساقه جلد ضفدعٍ أسود
يقول باكياً: ما كان ذاك؟! تايونغ أخرجني أرجوك أخرجني! . ابتلع ريقه الجاف، فرد تايونغ يده على ظهر تين، على أمل طمأنته
أكمل تين كلامه متقطعاً: الليلُ أعتَم، والعشب يخدش ساقي، ساقي مكشوفة! تخيّل! وفّرتُ للأفاعي السهولة الكافية لقرصي
هَمَسَ تايونغ: اهدأ يا رفيقي! في هذه المغامرة أنا معك، أنا أستطيع التعامل مع الأفاعي، عندما ترى أفعى بدون تردد خذ شيئاً ثقيلاً واضرب رأسها به! لن تقدر حينها على إيذائك، صدقني
رَدّ تين بحدة، وصوته يتقطّع: ماذا وإن فات الأوان؟ إنها سريعة! . غَرِقَ وجهه بدموعه، أمسك تايونغ يديه الصغيرة ليضمها عن الارتجاف

قادَ تين ليخرجا من الوادي
قال تايونغ مذكراً: أنا معك . سَعَلَ تين سعالاً حاداً، التوى على نفسه وسحب يده من يد تايونغ، خدش صدره، لا تزال يده الأخرى تتشبث بخصر تايونغ، يتشبث بوهن
ولكنه، في لحظةٍ، هَمَلَ جسده كله

شدّه تايونغ من ذراعيه وأخذ ينده بِسمه، بخفوت، ينفظه، لكن تين لا يعي، إنه ساقِطٌ في بحرٍ بعيد...

-

يمشي ويسحب رفيقه من خصره
تمتمَ تايونغ بشكلٍ متكرِّر: يا لي من أحمق! ..
وصلَ إلى التل، ألقى تين على بطانية الجلوس، يشعرُ بالسوء كونه استخف بأفكار تين، أو ضُعفِه
جلسَ ووضع رأس تين على فخذه، لا يعلم كيف يتصرف وقت إغماء أحدهم
أعاد شعر تين الرطب للوراء، كاشِفاً جبينه
يَعرَق كُل هذا العرق، ويعقِدُ حاجبَيه
ثَقُلَ نَفَسُ تين، وبدأ يتقطَّع، يسعُل بتكرارٍ ويشهق أحياناً
ذَعُرَ تايونغ
للسوءِ هو لا يملك أيَّ ماءٍ هنا
قَرَّرَ أن يأخذ تين لبيت والده، لا يريد أن يتأخر
حين جلسَ تين يسعل بحرارة وينكمش ضاغطاً على صدره، اقترب منه تايونغ وأمسكه من كتفيه

لَهَثَ تين على صدر تايونغ، أقامه تايونغ بصعوبة وقد رمى تين ثقله كله عليه، سارَ به برفق محاولاً الإسراع
هَمَس: هل كانَ عليَّ الاستماع بصدق؟ . أكلَه النَّدَم

-

فتح الباب ودخل، نزع أحذيتهما بصعوبة واستمر بعدها يسحب تين إلى الأريكة
استأذنَ والده، كان والده يشرب شاي للسهرة، ولكنه فَزِعَ وغَصَّ حين رأى ضيفاً فاقداً للوعي يتشبّث بتايونغ
وضع كوبُ الشاي على الطاولة الزجاجية، بجانب البرّاد، استقام يأخذ تين عن تايونغ
ألقاه برفقٍ على الأريكة وأمَرَ تايونغ بيده للمِدفأةِ أن يوقِد النار

LUDUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن