"(وكُلُّ إنسان، جُزْءٌ مِن إنسان) رِسالَة إلىٰ أهلِ روما ٥ :١٢، العهد الجديد، الكتاب السادس"
-مِن كتاب المدينة الوحيدة __________
"زُرني الليلة، وحدّثني عن قصة الوادي"
هَزَّ تين رأسه إيجاباً، قال: إن أمكنني، قد يراقصني النعاس قريباً . صفعه تايونغ على كتفه، صفعة وداع مؤقت
قال -وهو يتصنع الغضب-: هيا اغرب يا مغرور! . انحنى تين وغادر يقفز على أطراف قدميه باسِماً...-
أخذ تين يجوب القرية بقدميه سعياً، انشغلَ بالَهُ بأي وجهٍ يقابل عمته؟
ربما عمته قد سبقته للبيت وربما لا تزال فوق، في الجهة الثانية من القرية
قَطَعَ حقل القمح وكأنه يسبح وسطه، ترى رأسه من أعلى، نقطة متحرّكة كثقبٍ أسود في الفضاء
خرج من بين القمح ونفظَ ملابِسِه، لَجَّ بطنه قليلاً ولكن لَم يهتم
عزمَ أمره وذهبَ حيث منزل عمته، ولكنه لا يجرؤ أبداً على خطو خطوةٍ للداخل
عوضاً عن ذلك هو اختبأ في الخلف، بين صناديق الطماطم والخيار، وجدَ مساحةً ضيقة بين صندوقين، فحشرَ نفسَه هناك
كان المكان مكتوماً قليلاً، ولكن لا يزعج تين،
يجلسُ عاقِفاً ساقيه، يُظَلِّله ظل الصناديق
بقي يفكّر وحيداً، يتأمل دودة خضراء كبيرة تزحف أمامه، تَرْفُل ما بين الطماطم والخيار
كيف يمكنه البقاء في مكانٍ عمته فيه للآن؟ يدرك أنه يغضبها كثيراً، وهي تكره الغضب، ولكن اليوم هو بالَغ
قَرَصَ ساقَه ونَكَّسَ رأسه، أخذته غفوةُ تأنيب
حتىٰ غربت الشمسُ عليه وهو غافي...-
رفعَ جفنيه ببطءٍ حين لَمَّهُ بردٌ خفيف، يأمُل أنه في سريره فيتلحَّف ويغطس في نومه أعمق، ولكن قابله الواقع بدودةٍ لزجة تسيرُ على قدمه ببطء، وكان الليلُ بارِقاً
شهقَ ونفظَ قدمه، قفزت الدودة بعيداً، رُبما ماتت، رُبما تأذّت
استقام يسير وقد كان مفجوع قليلاً، جُبْناً ثقيلاً يصلِّبُ قدميه
حاولَ جاهداً دفع نفسه للمضي والاعتذار لعمته، رُبما تحمُّل العقوبة إن وُجِدَت، وما إن رفع قدمه ليخطو خطوة
كانَ قد تذكِّرَ ميعاده مع تايونغ، فشَهِق
استدارَ معاتِباً نفسَه، وركض...-
قد وصلَ إلى جزءه المفضل، حقل القمح، كان حقل القمح مختلفاً في الليل، كان يبدو شاحبِاً ساكِناً، أبيضاً بلا صوت، كل ما في المكان هو صفير اليراعات وهِنْدِ البوم
ولَجَ ما بين سيقان القمح، سارَ ببطءٍ، وفي نهاية طريقه
وجدَ تايونغ يقترب منه باسماً، كأنه كان ينتظره، كأنه كانَ وَهْمَاًأخذه من يده وسحبه ليخرج بسرعة، طرَقَ قلب تين حين سايرَ تايونغ في مشيه
أخذ شعره يتقافز
لَمْ يُفلت تايونغ يده، ولكن قال: بربِّك ألا تظُنُّ أنك أخذتَ وقتاً طويلاً؟. تساءل تين كم من الممكن أن تكون الساعة الآن
لَمْ ينطِق؛ لأن تايونغ كان قد ارتدى بنطالاً قطنياً أسوداً، وبلوزة قطنية سوداء ذات أكمام طويلة، وشعره كما المعتاد، عشوائي وإلى الخلف، يُعرِّي جبهته
بينما تين كما يبدو اليوم، مع قليل من الطين الوَسِخ الإضافي، كهدية لئيمة
شعرَ أنه قذر ولَم يحبب الفكرة، سحَبَ يده عن يد تايونغ وقد بَرَدَ ماء وجهه، وأخذَ رأسه ينحني تدريجياً، ويبطئ خطواته، حتى توقف
التفت له تايونغ
نطق تايونغ: أترى تيـ-
قال تين حاقداً: هذا مزعج! . عادَ تايونغ إليه خطوتين، بهدوء
كأنه اعتاد على مزاجية تين، مثل أطوار القمر، بقي له فقط أن يراقب، ويُنْصِت
أنت تقرأ
LUDUS
Romansaنبيتُ ليلاً فارغين، ونصحو صباحاً لطيفين، في حقول الأراك وبين الياسمين نستظِلُّ بِظلال شجرة برتقالٍ مُعَمِّرة، ونعيش هدوءً مرجوّاً باسِمين . || حُبّاً طفولياً || مِثْلية .